الهدنة اليمنية

> صارت اليمن بلد الهُدَن حتى كأنها من الثوابت. قرأنا عن الثورة والوحدة والجمهورية، لكن شيئاً ما كان طارئاً، ثم صار واقعاً،

الهُدنَة تزحف منذ 6 أشهر لتهدئة الجبهات ووقف الرصاص، نسي المواطن كل شيء، ضربه الدولار والغلاء عن قوسٍ واحدة ونسي، لكنه لم ينسَ الهدنة.

نسي الثورة والوحدة والجمهورية، ولم ينسَ أُم الثوابت الوطنية (الهدنة).

سوف تسمع في سوق الملح عن 26 سبتمبر و21 سبتمبر، وعن الجمهورية والإمامة، سيّان.

والهُدنة صوت (المُفارع الأممي)، أما الوحدة فمنحة جنوبية لأهل الشمال من قبل ومن بعد، وأمرها بأيدي المانحين.

صارت الهُدنة الثابت المسموع، والقضية الجلل التي يأبه لها العالم، في زمن (أزمة الطاقة).

كانت هيئة الأمم ترقُب الحدث عن كثب، وصمتت، وطال أمد الحرب، حتى اجتاح بوتين أوكرانيا، واستفز الغرب، وبدأ صراع الكبار، ونطق بايدن بهرمجدون، وبرز الشّبَق النووي وما قيل عنه صاروخ يوم القيامة، والحرب العالمية الثالثة.

نحن في هذا البلد صيّرونا منذ 8 سنوات بلد الطوارئ، فإغاثة الناس "طارئة"، وبرامج الوكالات الدولية طارئة، والطعام حالة طارئة، وسمعنا عن التعليم في حالة الطوارئ، حتى وصمونا بالشعب البائس الفقير، وبلد الأزمة الإنسانية الكبرى، لكن بدأ الآن أن العالم كلّه حالة طوارئ، ثلاث أزمات تلاحقه أزمة طعام وأزمة طاقة وأزمة مناخ.

سمعنا عن صراع (الأوبكات) أوبك 13، وأوبك + 10، وأوبك المضاد، إنّهُ العالم الطاقوي يتقاذف الشتائم، ويسخر من بعضه، في زمن الهيمنة اللعين، وأم الصُبيان الغارقة في المصائب الكبار والدواهي العِظام، لكن يحزننا أن نوبل للسلام بلا سلام، وأن BBC العربية توقفت بعد 84 سنة من السفر عبر الأثير.

نحن في هذا البلد شعب طيب يحزنه أن يرى عجوزًا أوروبية ترتجف من برد الشتاء القارس، وأنها في زمهرير لا يُطاق، وجوع لا يُحتمل، رغم أن منا 4 ملايين نازح في خيام بالية عرضة للرياح والحر والمطر والبرد والرصاص.

تحيا الهدنة الوطنية إنْ كان بعدها سلامٌ دائم.

تحيا الهدنة اليمنية إنْ كان الفُّرقاء سيتفقون على إنهاء الحرب ويجنحون للسلام.

سيكون من المناسب أن تفضي الهدنة إلى تقرير مصير الشمال،

أما الجنوب فلا وصي عليه سوى أبنائه.

الحرب أرادت كل هذا.. صحيح أننّا صرنا بلداً مسكوناً بالطوارئ والهُدَن لكن سنخرج من عنق الزجاجة.

إنْ كان للعالم حرب عالمية ثالثة، فلهذا البلد في زمن الألفية الثالثة تسعة حروب، وأنتم احصوها يا كِرام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى