حقن أطفال بدواء فاسد في صنعاء يفجر قضية دولية

> صنعاء/عدن «الأيام» خاص:

>
  • ثلاث أسر تتحدث عن مصير أطفالها المتوفين بجرعات كيميائية منتهية
  • إب: مسؤولون حوثيون متورطون بوفاة أطفال حقنوا بدواء فاسد
> رصدت "الأيام" أمس السبت أحاديث أسر لعدد من الأطفال الضحايا في قضية وفاة 19 طفلا لاقوا حتفهم بعد جرعات وقائية منتهية الصلاحية لمرضى السرطان في إحدى المشافي الحكومية في صنعاء أواخر سبتمبر الماضي.

أحد أفراد أسرة الطفلة فاتن (6 سنوات)، أشار إلى أن الضحية كانت قد بدأت بالتعافي التدريجي من مرض سرطان الدم بعد نحو عامين من العلاج في مركز أورام الدم بمستشفى حكومي في صنعاء، وفي موعدها الأسبوعي لإجراء الفحوص، جرى حقنها بالدواء، لتبدأ صحتها في التدهور بشكل متسارع.

يقول المصدر إن "الطفلة بدأت تعاني من وجع شديد بالرأس وحمى عقب أخذها جرعة الدواء بساعات، ثم تدهورت حالتها بشكل متواصل، حتى توفيت بعد أسبوع".

ووفقا للتفاصيل، فإن الأطباء لا يقولون لماذا تدهورت حالتها، رغم أنها قبل الحقنة الأخيرة كانت قد تخطت مرحلة جرعات الكيماوي، وبدأ شعرها بالنمو، وكانت أسرتها تعتقد أنها استجابت للعلاج، وبدأت العودة إلى حياتها الطبيعية وفق ما نشرته صحيفة "العربي الجديد" الإلكترونية أمس السبت.

وفي تطور القضية نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطفل إسماعيل الخولاني (12 سنة) الذي توفي بعد 24 ساعة من أخذه حقنة الدواء في 28 سبتمبر الماضي.

ويشار إلى أن بعد خمس سنوات من العلاج المتواصل، كان الخولاني عائداً إلى منزله في محافظة، لكنه شعر بصداع شديد، وبدأ نوبة من القيء، ولم يستطع أن ينزل من السيارة، فحمله والده على ظهره، وكانت تلك الساعات الأخيرة للطفل، وفق ما نقل مقربون من أسرته.

ثلاث أسر تتحدث عن مصير أطفالها المتوفين بجرعات كيميائية منتهية
ثلاث أسر تتحدث عن مصير أطفالها المتوفين بجرعات كيميائية منتهية

وقال المواطن محمد الصايدي، إن ابنته ترقد في العناية المركزة منذ أسبوعين مع عدد آخر من الأطفال منذ أخذها جرعة الدواء، ويضيف لـ "العربي الجديد" من المستشفى حيث يرافق ابنته: "أحياناً تسوء حالتها، وأشعر أنها تموت ببطء، كانت شبه متعافية من المرض بعد سنتين من العلاج".

ويضيف في حديثه"أبلغنا الأطباء أن بعض الأطفال أصيبوا بالشلل من جراء جرعة الدواء التي أصابت النخاع الشوكي، وتسببت لآخرين بسكته دماغية، فالحقنة تعطى في النخاع الشوكي، وتُسحب خلال ذلك عينة لإجراء الفحص".

وقال رئيس الهيئة العليا للأدوية التابعة للحوثيين، محمد الغيلي، إن "مضاعفات أمراض الأطفال هي نتيجة لدواء جرى تهريبه من خارج البلاد، ووصل إلى إحدى الصيدليات في العاصمة صنعاء، وجرى شراؤه من قبل أهالي المرضى، ما تسبب بوفاة عدد من الحالات".

وأضاف: "خلال التحقق من الحادث، تبين وجود دواء ملوث، وحُللت العينات، وتُتبع الدواء، وسُحب ما يوجد منه في الصيدليات، ونعمل حالياً على التوصل إلى مصدر الدواء، والتحقق من الشركة المصنعة".

وكشفت وكالة إخبارية دولية، أمس السبت، عن تورط قيادات بجماعة الحوثي في عمليات تهريب الأدوية المنتهية وغير الصالحة للاستخدام الآدمي في مناطق سيطرتها وتسببت مؤخرا بوقوع وفيات من الأطفال المصابين بمرضى السرطان إثر حقنهم بعلاج منتهي الصلاحي في صنعاء في حين دعت ثلاث منظمات حقوقية يمنية لفتح تحقيق دولي عاجل في القضية.

وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أفادت في تقرير نشرته أمس إن مسؤولين مع جماعة الحوثي على صلة وثيقة مع مهربي أدوية منتهية الصلاحية وبيعها لعيادات وصيدليات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

ونقلت عن مصادر طبية متعددة في صنعاء، إن مسؤولي الحوثيين يعملون سرًا بالشراكة مع مهربي الأدوية الذين يبيعون في كثير من الأحيان علاجا منتهي الصلاحية لعيادات خاصة من مخازن في جميع أنحاء البلاد موضحة أنه بقيامهم بذلك كان الحوثيون يحدون من توافر العلاجات الآمنة.

وذكرت أنه وفقا لعدد من المسؤولين الصحيين والعاملين الذين تحدثوا إليها، تلقى حوالي 50 طفلًا علاجًا كيميائيا مهربا يُعرف باسم الميثوتريكسات والذي تم تصنيعه في الأصل بالهند.

وبحسب المصادر، فأن إجمالي 19 طفلا لقوا حتفهم من العلاج منتهي الصلاحية، بحسب ما تحدث به المسؤولون والعمال بشرط عدم الكشف عن هويتهم حيث لم يتم اطلاعهم على التحدث مع وسائل الإعلام.

وفيما يؤكد أكثر من مصدر طبي أن عدد الأطفال المتوفين يتجاوز الـ 18، واعترفت صنعاء، الخميس، بوفاة عشرة أطفال، فيما تقول إن ثمانية آخرين تحسنت حالة غالبيتهم.

وفيما حملت الحكومة في عدن جماعة الحوثي مسؤولية وفاة الأطفال إثر إعطائهم دواء ملوثا، وطالبت الصحة العالمية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة وملاحقة ومحاسبة المتورطين فيها، حثت منظمات سام للحقوق والحريات وجسور والمركز الأمريكي للعدالة، في بيان مشترك أمس الأول الجمعة"إنه ينبغي على المجتمع الدولي وكافة الجهات الدولية ذات الصلة فتح تحقيق دولي وعاجل في تداعيات وفاة وإصابة الأطفال المرضى بالسرطان".

وأشارت المنظمات إلى إقرار "وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي في بيان لها اليوم الخميس بأن 19 طفلاً قد حُقنوا بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية، توفي منهم 10 في مستشفى الكويت".

وأضاف البيان: "قامت جماعة الحوثي بتحميل أسباب هذه الكارثة لما سماه "العدوان"، وهي محاولة غير أخلاقية في التنصل من المسؤولية القانونية عن هذه الجريمة التي يجب أن يحقق فيها طرف محايد".

وأكدت المنظمات الثلاث إن "محاولة تبرير وزارة الصحة التابعة للحوثي فور انتشار الأخبار عن وجود أعداد كبيرة من الضحايا بإرجاع الأسباب إلى الحرب والصراع الدائر في اليمن وبأنها تقدم كافة الإمكانيات من أجل مساعدة الأطفال في التماثل للشفاء، هي محاولة للتهرب من المسؤولية ومحاولة تنصل غير أخلاقية ومحاولة رمي التهم قبل إجراء اي تحقيق محايد، الأمر الذي يضع تساؤلات كبيرة حول وثوقية ما قدمته جماعة الحوثي من معلومات".

وأكدت المنظمات "على أهمية قيام الأجهزة الدولية المتخصصة بتشكيل لجنة من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وخبراء صحيين يمنيين يتمتعون بالخبرة والاستقلالية للتحقيق في الكارثة الطبية التي وقعت في مستشفى الكويت وغيرها من المراكز الطبية ومعرفة كافة الأفراد الذين تسببوا فيها وكشف ملابساتها للراي العام".

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن التقارير تؤكد أن ميليشيات الحوثي وزعت كمية من الأدوية منتهية الصلاحية على المستشفيات بعد التلاعب بتاريخ الانتهاء.

وأضاف عبر حسابه على تويتر، أن "ميليشيات الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عن فاجعة وفاة أكثر من 18 طفلا من مرضى سرطان الدم، بعد توزيعها جرعة دواء كيميائي منتهي الصلاحية، تم تكديسه لفترات طويلة في مخازن الميليشيات، وحقن الأطفال الضحايا بالجرعة الملوثة في أحد المستشفيات بالعاصمة المختطفة صنعاء".

وأشار إلى أن التقارير تؤكد أن الميليشيات المسلحة قامت "بتوزيع جرعة من الأدوية منتهية الصلاحية، كانت قد حصلت عليها كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعت جزءا منها، وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء وتوزيعها على المستشفيات".

وطالب الإرياني المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق عاجل في الواقعة ومحاسبة المتورطين فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى