بايدن.. لك لعيصة!!

> قَرَحَ جو بايدن واستشاط غضباً بسبب براميل السعودية، وعدّ تخفيض مليوني برميل نفط مؤامرة تصب في مصلحة روسيا، بينما إدارته في واشنطن قرّحت قلوب اليمنيين منذ ثمان سنوات تعدهم وتمنّيهم بالسلام.

هو لم يصبر على خفض براميل نفط بينما صبرنا على خفض قيمة أرواحنا في ميزان هيئة الأُمم التي أُزهقت ليل نهار في حرب الثمان السنوات الطوال.

يا بايدن.. صحيح أنك رئيس دولة عظمى، لكن يبدو أنك تعاني من الارتعاش الناتج عن الشكوك والتردُّد والخوف، لذلك ينصحك الدكتور ريتشارد كابوت أستاذ الطب في جامعة هارفرد بعلاج (العمل).

دَعَك من براميل نفط المملكة، وابدأ ممارسة عمل نافع أو رياضة مفيدة، لا تدع ترامب يضحك عليك وينشد:

ومُشتّت العزماتِ يُنفقُ عمرَهُ

حيرانَ لا ظَفَرٌ ولا إخفاقُ

إنّ جديد الحرب في أوروبا هذه الأيام أن بوتين يقاتل وأردوجان يستثمر وقد قيل في الحكمة: مصائب قوم عند قومٍ فوائدُ، لكن (كأس العالم) كيف نراه هذه المرة في عالم يحترب، ويحزن لبراميل الطاقة، ويقلق من الاحتباس الحراري، ومعنا معاشر العرب ليبيا بحكومتين، ويمن برئيسين، وسودان في دوّامة العسكر، وتونس والنهضة، ودمشق الأموية باب حارتها مكسور، وبغداد ترقُب الصدر، ولبنان بلا (مصاري).

في رأي الإنسان البسيط إنّ (كرة القدم) ستقلب الأوضاع، سيبدو السلام قريباً مع أول صفارة مباراة، ستضجُّ المدرجات ويهتف العالم أمام الشاشات، وسيتذكر العالم سِحْر (بيليه) ولمسات ماردونا.

وسينسون الحرب، ولعنة الناتو، وأزمة الطاقة، وطوابير الرغيف.

سيهتف المشجّعون في ليالي الشتاء الباردة وسط لندن، حتى ينسون الغاز ويستدفئون بحرارة حماستهم.

إنّه هَوَس (كرة القدم) ينسيك الجوع وضغط الدم، وترى كأنك الرجل المُتْرَف الذي تحفُّهُ العافية من الجهات الأربع، والمال يغطّيه من خصلة شعره إلى أخمص قدمه.



ليت إنّ العالم رياضة تدوم

هذا وضّاح الردفاني صفّق له أهل اليمن من صعدة إلى المهرة لأنه صدّ الجزاء، فكان جزاؤه الحُب والوفاء والتكريم، وهتاف لا يتوقف حتى نسي الناس حرب (الكسّارة) وجبهة (المعافر) وطريق الحوبان.

لطفاً يا رئيس أمريكا لا تأكل نفسك بنفط السعودية، دَعْ الأمير يفعل ما يشاء، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى.

لا تقتل نفسك بداء العصبية فإن د. جوزيف مونتاغيو ينصحك بهذه: أنت لا تُصاب بالقُرحة بسبب ما تتناول من الطعام، بل بسبب ما يأكُلُك، واسمع للمتنبي شاعر العروبة العظيم:

والهمُّ يخترمُ الجسيمَ نحافةً

ويُشيبُ ناصيةَ الغلامِ ويُهرِمُ

هذه المرة كرة القدم في قطر يا بايدن ليست بطولة أممية وكأس عالمية فحسب، بل (دوحة رياضية) كبرى.

يا بايدن افْرَح ودَع عنك هَمّ البراميل، يا "راجل" برميل الشُّريجة أشرَف من براميلك (لك لعيصَة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى