​هل حضرموت نهاية النط الإخواني؟

>
​النط السياسي سمة رئيسية لإخوان اليمن لخلط الأوراق ، فتارة سلفيين وتارة هم التيار الإسلامي، وتارة مع ولي الأمر وتارة ضده، وتارة مع المعارضة ورجلهم في السلطة، وتارة ديمقراطيين وتارة شموليين، وتارة قبائل، وقفوا ضد الحوثي ونطوا معه وشاركوه ثورة التغيير، وكانوا أبرز من أدخله الحوار ، بعد الانقلاب شرعنوا انقلابه على مخرجات الحوار بوثيقة السلم والشراكة ونطوا إلى مران ومع عمليات التحالف نطوا الرياض وباسم الشرعية تمكنوا من شبوة ولما أزاحت الشرعية محافظهم تمردوا وفشلوا.

كل نطّهم فشل.. فهل ينجح في حضرموت؟
مليونية الخلاص أثبتت أن القوة الشعبية في وادي حضرموت للقضية الجنوبية فاضطربوا ونطّوا إلى القبيلة لخلط الأوراق ، والقبيلة حمّالة مشاريع متعددة فلا قبيلة إخوانية ولا سلفية ولا صوفية ولا اشتراكية ولا مؤتمرية ولا مع جنوبية حضرموت ولا مع استقلالها...إلخ، بل تخترقها الأحزاب ومراكز النفوذ وصدور أي بيان سياسي باسمها لا يمثلها سياسيا بل يمثل من ينتمون لمشروع البيان بما فيهم شيخ أي قبيلة، سواء في حضرموت أو غيرها رغم اعتباريته القبلية فهو لا يلزم بانتمائه كل أفراد قبيلته، لذا فالضجيج عن واحدية القبيلة سياسيا نط سياسي يخفي إحباطا سياسيا ، فادخلوا "فوبيا الأمارات " ويطالبونها بأن لا تقف أمام إرادة حضرموت في محاولة لربط الإمارات بفشل مشروعهم!

كانوا مع حضرموت إقليم من أقاليم اليمن، وما زالوا وإن أخفوا، فنطّوا إلى استقلال حضرموت، وبعد مليونية الخلاص افتخروا بالتعبير الراقي لأبناء حضرموت وأنه لا خلاف بين من يريد حضرموت إقليما يمنيا أو مستقلا أو إقليما جنوبيا ثم أعادوا النط بأن حضرموت ستكون مفتاح الحل والسلام وقائدة ‎اليمن بأكمله لدولة النظام والقانون والبناء!

وأنهم سمعوا تأكيدات من العرب والعجم لثقة الجميع بالحضارم وقدراتهم ولكن علينا أولا أن نمتلك السيادة والإرادة على أرضنا ونكون ندّا لا تبعا، كيف الندية؟ هل يكون باستقلال حضرموت أم بجنوبيتها أم بيمننتها؟
أهم ما يتميز به الحضارم أنهم تجار وأصحاب رأس مال، فهل سينالون حريتهم مع اليمننة، لا أظن أن تاجرا حضرميا ولا شخصية قبلية ولا حزبية حضرمية نسي مأساة التاجر الحضرمي "الزبيدي" وكيل شركة سامسونج وما لفقت له مافيا "تجارة النفوذ والسلطة" اليمنية من تهم حتى نهب "الرويشان" وكالته فتنازل عنها قهرا وهم يعلمون أنه لا مكان لهم مع تجارة النفوذ والسلطة اليمنية إلا أن يكونوا وكلاء لهم أن تكرموا عليهم فلهم "حق الحماية" وبقاء أبو عوجاء لحماية "حق الحماية" مستقبلا.

طبعا ليس كل الصوت إخواني فيوجد مشروع حضرمي قديم لاستقلال حضرموت لم يلاقِ التفاف قديما وخروج مليونية الخلاص حصر حجمه، ومع ذلك لن ينكر أحد وجود شخصيات حضرمية ترغبه لكن لا تنظيم حقيقي لها ولن تضخّمه المساحات الإليكترونية فأعاد تكرارهم الإخوان على طريقة الهندي عندما يفلس "يبحث في الدفاتر القديمة" فاستخدموهم "ديون قديمة" لمشروعهم أكثر مما استخدموا هم الإخوان لمشروع استقلال حضرموت.

السؤال أين كانوا خلال ربع قرن من قهر حضرموت إن كان لهم وجود؟ لماذا لم يتصدى ذلك الصوت ضد القهر ونهب الثروة بل خرج ضده وتصدى له صوت حضرمي له عمق جنوبي؟ أين كان ذلك الصوت لو كان واسعا من الإرهاب في حضرموت حين سلمت اليمننة كل ساحل حضرموت؟ أين كانوا؟ لماذا لم تشارك القوات الشمالية الجاثمة في الوادي بمحاربته بل تصدت له قوات جنوبية مع النخبة الحضرمية؟ هل هم صوت حقيقي أم صدى صوت؟ المستقبل سيكشف ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى