​50 دولارا مقابل عمل إنساني

>
صدق أو لا تصدق، أن ما حصل بالفعل 50 دولارًا أميركيا مقابل عمل إنساني. حكى لي صديق عزيز أن زوجته أثناء تواجدها في صالة المغادرة مطار عدن الدولي وهي لا تستطيع المشي على قدميها طلبت خدمة الكرسي المتحرك، فأحضروا لها الكرسي لنقلها من صالة المطار إلى الحافلة ثم العبّارة التي تدخل منها إلى الطائرة، ومن المعلوم أن هذه خدمة يتم تقديمها في مطارات العالم لمن يحتاجها باعتبارها عملاً إنسانياً بحتاً، وإلى هنا الموضوع طبيعي، لكن صُعقتُ عندما أخبرني صديقي بأن موظفي طيران اليمنية طلبوا من زوجته مقابل هذا الكرسي 50 دولاراً أمريكياً، وفي حالة عدم الدفع فإنهم لن يأتوا بالكرسي، في حين أن هذه المرأة عاجزة عن المشي.

جميع شركات الطيران في العالم تقّدم خدمات متعددة لذوي الاحتياجات الخاصة دون مقابل، وتندرج هذه الخدمات تحت بند خدمات إنسانية، وكذلك الحال بالنسبة للمساعدات الطبية اللازمة.

ولم أستطع أن أتقبل مثل هذا الموقف أن تطلب مبلغاً مالياً ليس بالقليل من إنسان لا يستطيع المشي على قدميه، أي عدالة سماوية تقبل مثل هذه الأفعال اللاإنسانية؟ وربما هناك من يستطيع الدفع، لكن الغالبية من المرضى لا يستطيعون، حقاً لقد انتزعت الرحمة من قلوب بعض البشر ولا يمكن لأي شركة طيران أن تأخذ مقابلا ماديا من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مقابل مساعدتهم على الحركة.

وقد زادت شكوى المواطنين من ارتفاع أسعار تذاكر طيران اليمنية مقارنة بجميع شركات الطيران في بقية دول العالم، رغم أن اليمنية لا تقدم أي خدمات متميزة مقابل تلك المبالغ الكبيرة التي يتم دفعها بالدولار الأمريكي.

ونتفاجأ الآن بأن شركة طيران اليمنية تجبر المسافر العاجز عن الحركة على دفع 50 دولارا.
نأمل من الدكتور عبدالسلام حميد وزير النقل، والأخ الكابتن ناصر محمود قاسم رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية، النظر في هذه القضايا ومراعاة ما يعانيه المواطن جراء ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى