أبو الغيط: الحوثيين استخدموا معاناة الشعب ورقة للتفاوض والمساومة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • أبو الغيط في حوار صحفي: قمة الجزائر تواجه أزمات سوريا اليمن ليبيا السودان وتحديات التدخلات الإقليمية
> أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أهمية القمة العربية التي تبدأ أعمالها اليوم الثلاثاء في الجزائر وذلك في لم الشمل العربي ومواجهة التحديات والضغوط والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية، والتي تقتضي إزالة جميع أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا في المنطقة.

وقال أبو الغيط في مقابلة نشرتها اليوم الاثنين وكالة أنباء الشرق الأوسط التابعة للحكومة المصرية، إن قمة الجزائر قمة عادية وليست استثنائية، لذلك يتضمن جدول أعمالها جميع القضايا السياسية التقليدية التي يحتاج الجانب العربي إلى استصدار قرارات تحدد المواقف العربية الجماعية بشأنها وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني، وأيضا القضايا المتعلقة بالأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال، وكذلك دعم لبنان، وهناك أيضا القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن قضايا ذات أولوية خاصة في المرحلة الحالية مثل إقرار الاستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة العالمية متعددة الأبعاد، وما أفضت إليه من تهديد خطير للأمن الغذائي العربي، ومن اتساع الفجوة الغذائية، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تسعى في الأساس إلى حشد الإمكانيات العربية للتعامل مع هذا الملف على نحو جماعي وشامل.

وردا على سؤال حول ما يعنيه «لم الشمل العربي» الذي اتخذته القمة العربية المقررة في الجزائر شعارا وهدفا لها في ظل التحديات التي تحيط بالأمة؟ أوضح أبو الغيط: «حقيقة الأمر إن لم الشمل هو هدف كل قمة عربية، والجزائر أيضا كدولة مضيفة لديها أيضا هذا الهدف، ولدي اقتناع بأن المرحلة الحالية، بكل ما تنطوي عليه من ضغوط وتهديدات تواجهنا جميعا، تقتضي في الأساس إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة، أو بمعنى أصح القاسم المشترك الأدنى بين المواقف العربية إزاء مختلف القضايا، فالتوافق هدف غال يتعين العمل من أجله بكل السبل».

وحول أهمية اجتماع القادة العرب في هذا التوقيت وما له من أهمية خاصة لا سيما وأن القمة العربية لم تلتئم منذ عام 2019، قال أبو الغيط: "إن القمة العربية هي الآلية الأهم في منظومة العمل العربي المشترك، فهي التي تضع الاستراتيجية العامة وتصوغ الرؤية الكُلية، وبحيث يتحرك العمل العربي بفاعلية في كافة مساراته المعروفة، ولهذا فأن الحرص على دورية انعقاد القمة يعد عنصرا جوهريا في عمل الجامعة العربية"، مشيرا إلى أن القمة العربية تعطلت لظروف خارجة عن الإرادة جراء جائحة كورونا، وقد عملت الأمانة العامة للجامعة العربية بشكل وثيق مع الجانب الجزائري عبر الشهور الماضية.

وحول الأزمات في كل من ليبيا واليمن وسوريا والأزمة الاقتصادية الطاحنة والتحديات السياسية في لبنان؟ أكد أن أهمية القمة العربية تكمن في أنها تضع القرارات التي تعبر عن محددات الموقف العربي الجماعي من هذه الأزمات، معربا عن قناعته بأن القرارات العربية تقدم سقفا عاليا يسمح بالتدخل لمعالجة هذه الأزمات التي تمثل خصما من رصيد القوة العربية الإجمالية، بل وتوفر ثغرة تنفذ منها أطراف إقليمية، مثل إيران، لديها أطماع في الهيمنة على المنطقة.

ورأى أبو الغيط أنه لا يمكن معالجة ملف التدخلات الإقليمية من دون سد الباب الذي تنفذ منه هذه التدخلات، منبها إلى أن الأزمات العربية ما زالت تمثل جراحا مفتوحة في جسد الأمة لما يربو على العقد.

وعن الأزمة اليمنية سيما بعد انتهاء الهدنة والمخاوف من عودة الأوضاع في البلاد إلى نقطة الصفر أوضح الأمين العام للجامعة العربية أن عدم تجديد الهدنة في اليمن تطورٌ سلبي تتحمل مسؤوليته جماعة الحوثي، التي صار واضحا أنها استغلت الهدنة لتعزيز مركزها العسكري والاستعداد لمباشرة الهجمات على تعز ومأرب.

وقال أبو الغيط إنه بات واضحا أيضا أن الحوثيين يتخذون من معاناة الشعب اليمني ورقةً للتفاوض والمساومة، ولا يضعون في اعتبارهم ما وصلت إليه أوضاع اليمنيين، في كافة أرجاء البلاد، من تدهور مخيف على المستويات الإنسانية والاقتصادية والصحية.

وتابع "ليس خافيًا أن الحوثيين لا يتخذون قراراهم بشكل مستقل، وأنهم يتحركون وفق أجندة يضعها طرفٌ إقليمي هو إيران، واليوم مطلوب أن يتحمل العالم مسؤولياته حيال هذه المماطة والتعنت من الجانب الحوثي، إذ صار واضحًا من هو الطرف المسؤول عن عدم تجديد الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة وتوسط فيها المبعوث الأممي".

وأشار إلى أن الحكومة الشرعية في اليمن قدمت كل المرونة الممكنة من أجل استمرار الهدنة، وأوفت خلال الشهور الماضية بكافة بنودها، سواء ما يتعلق بدخول المحروقات من ميناء الحديدة، أو السفر عبر مطار صنعاء، متسائلًا، ولكن ماذا كان المقابل؟ وأجاب "المزيد من التعنت، والتوجه نحو التهديد والتصعيد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى