أين المفتاح؟

> من سيفتح الباب المغلق؟ هو باب واحد اسمه "باب السلام"، كلهم عجزوا منذ 8 سنوات، وذهبوا يحشدون ويتحاربون والشعب يمرض ويجوع ويموت.

في زمن الحرب ذهب المشير وجاء الدكتور وبقي الانقلاب صامداً بدعم من الحليف.

خرج المتحاربون إلى الكويت وجنيف وستوكهولم وعمّان، وخاضوا في أحاديث، لكن خِداج.

كانت الطاولة في كل جلسة رقيقة سهلة الكسر.

الحوثي لم يُرِد أن يرجع عن انقلابه بعد أن بَسَطَ على الشمال، والشرعية تكافح من أجل دحر الانقلاب واستعادة الدولة، ولكل طرف قوة يستعين بها لتحقيق هدفه.

هل كان الحوثي غير ممثل في الدولة حتى ينقلب عليها، أم هي رغبة الحليف الذي أزاحته المبادرة الخليجية فأوقع حليفه الحوثي في ورطة؟

ذهب الرئيس العليمي إلى الجزائر وستكون هناك قمّة وطاولة للاستراحة السياسية، سيتحفّز الرؤساء المتشاكسون من أجل قضايا خلافية، وسيبردون عند قضايا الأُمة الكبرى.

هل سيفتح العرب باباً للسلام هذه المرّة من بلد المليون شهيد؟

أوَ ليسَ في بلد العروبة أيضاً في العقد الأخير مليون شهيد، رغم أن نابليون والتتار لم يمروا بأرضنا؟

ماذا سيكتبون في ورقة البيان الختامي؟ بما سيبشّرون الشعب العربي الكبير؟ هل سيفتحون باب السلام؟ أين المفتاح؟.. ضاع المفتاح.

هل سيجدونه في الجزائر؟ لو بحث عنه الجميع سيجدونه.

إنّ "إخلاص النيّة" هو المفتاح الضائع الذي سيفتح الباب الموصد في اليمن وليبيا وسوريا ولبنان والعراق.

هل سيلتقي العقل العربي بفكرة واحدة تحت سقف القمّة، أم سيدعون صنعاء وطرابلس ودمشق وبيروت وبغداد خلف ظهورهم؟

العرب إنْ لم ينهضوا الآن، ويُسمِعوا العالم صوتاً قوياً وعالياً من الجزائر، ماذا عساهم أن يصنعوا بعد ذلك؟

أليست فرصة تاريخية أن يلتقي الرؤساء بعد فراق؟

أما في بلدنا لا بد أن يكف الحوثي عن تصعيده ويجنح للسلام، فقد صنّفه البيان رقم 1 لمجلس الدفاع الوطني جماعة إرهابية.

كانت الشرعية تصغي لصوت العقل، وتستجيب للمساعي الدولية وتسمع لمقترحات المبعوث الأُممي من أجل تمديد الهدنة، بينما يرسل الحوثي طائراته المسيّرة إلى سماوات الجنوب، لقصف مينائي النشيمة والضبّة، ثم يصمه مجلس الأمن بالهجوم بالإرهابي.

أليس من المفترض أن يستمر الحوثي في جهود تمديد الهدنة بدلاً من الرفض وعدم القبول؟

هل ستظل مفاتيح الحل ضائعة حتى في الجزائر؟

إنّ المنطق السليم بالنسبة للمشكلة اليمنية أن يلتقي الفرقاء على أرض الوطن بحضور وسيط يرضاه الطرفان لوضع حل للمشكلة بإشارة قوية من القمّة وحاسمة، وليس مجرد كلام يتضمنه بيان باهت، فالأزمة في هذا البلد شمالية - شمالية لا شك ولا ريب.

فيا أبناء الشمال اتحدوا، وابحثوا عن المفتاح الضائع، وكفّوا عنا أذى طائراتكم ومنطقتكم الأولى، فقد ذكر ابن بطوطة أن في الشمال -لا نعلم أي شمال- مقبرة دُفِنَ فيها ألف مَلِك عليها لوحةٌ مكتوبٌ فيها:

وسلاطينُهم سَلِ الطينَ عنهمُ

والرؤوسُ العظامُ صارتْ عِظاما

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى