أرض اليمن

> أرض اليمن المعروفة بالعربية السعيدة مهد العروبة وملتقى الحضارات التي عطرت العالم برائحة بخورها منذ القدم، تلذذ الجميع من طعم بنها الفاخر، واللبان العربي الأصيل، وقامت عليها أحد أقدم وأعرق الحضارات الإنسانية.

اليوم لم تعد سعيدة أيها العالم، فالكل يقاتل من أجل دستور قد انتهت صلاحيته، يدفع الأطفال إلى ميادين الحرب وهم لا يقوون على حمل السلاح وفي الجبهات لا يعلمون مع من وضد من يقاتلون ثم يُقتلون.

وبقية الأطفال محرومون من حقهم في التعليم والصحة والترفيه، يجوبون الشوارع كباعة متجولين يحملون على ظهورهم أكياس الماء والمناديل، وآلاف يموتون بسبب نقص وسوء التغذية، وملايين تحت خط الفقر.

ماذا أقول عن النساء وهن يعانين آلام المخاض وتموت أجنتهن ولم يبصروا النور بسبب انقطاع الطرق وانهيار النظام الصحي، وهناك مئات الآلاف من النازحين في مخيمات يعيشون حياة خالية تماماً من مقومات الحياة.

لا أعلم أيها العالم ما الفرق في أن يقتل الإنسان بالرصاص أو بالكيماوي أو بالألغام أو تحت الأنقاض، أو أن يموت جوعاً وهو نائم على الرصيف؟

أليس الموت هو سلب الحياة من الإنسان؟

من المعلوم أن الحروب دائماً ما تحرق الأخضر واليابس، وتهلك الحرث والنسل، وتهدم البنية التحتية وتدمر الحضارات. إن هذا الخراب الكبير الذي تركته الحرب أليس دليلاً على مرور الشيطان هناك، وصور الظلم الواقع على الأقليات المسالمة ومنظر نفيهم خارج البلاد وإفراغ الوطن من أهلها؟ أليست علامة على انتشار الشرك وتعميم الأفكار الشيطانية؟

الله واحد والحقيقة واحدة ودين الله واحد والبشرية من أصل واحد والأرض ملك لله الواحد القهار وما نحن سوى مستأجرين مساحات منها لفترة وجيزة نؤدي فيها مهمتنا، وبعدها "وَما تَدْري نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدًا وَما تَدْري نَفْسٌ بِأيِّ أرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير".

أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي يسأل فيه الأطفالُ في حصة التاريخ معلميهم الأعزاء: ماذا يعني الحرب يا أستاذ؟ ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى