لا تطفئوا الأنوار

> كلما طاب جرح جد بالتجديد جرح، وكأنما نحن نفتح جراحنا بقصد أن نعذب أنفسنا مثل الفقير الهندي الذي يجلده الجوع وبدلا من العمل يتحول إلى بهلوان ساحر يحتال على نفسه قبل الجوع.

نحن نحتال على الحلول وليس كذلك فحسب، بل نغرق لحد الاختناق في ابتكار الحيلة ضد أنفسنا، نحن الحضارم أو جيل الحضارم الجديد، بعكس أسلافنا الذين جاوروا الإسبان والبرتغاليين في التواجد، في البلاد البعيدة وصناعة مجتمعات متأثرة بهم لليوم في المهجر القديم ثم الجديد نوعا ما في حين أن ندعو إلى إعلاء كلمة حضرموت السلطنات أو الإقليم أو المكان أيا كان ويتناقض لدينا الفكر القاصر حين نتوجه في شكل دسائس تسير بنا من دون أن ندري.

في ظل البيانات التي تستهدف حضرموت أصلا وتنوه بدخلاء ومطالبات لا تغني ولا تسمن من جوع، فمن المقصود في حضرموت حين يصدر قرار حكومي أو يتولى الإدارة والكرسي حضرمي ناجح خبير وكفاءة لا مثيل لها في عموم الدول العربية ومن أجدر وأندر وأشجع الكفاءات الحضرمية، وتباعا كل المنطقة كما ذكرت من يحتج؟ ضد من؟

أتذكر كلمة قالها صحفي مخضرم تواجد في بيروت أثناء الانقلاب على الرئيس سالم ربيع علي وحين أبلغ صُدم وصرخ: من يقتل من؟

هو السؤال نفسه في حضرموت حاليا من يطارد من؟ أليس من العيب أن نستهدف شابا شجاعا أوجدناه نحن الحضارم وصنعنا فيه قدرات على وزنه من حيث القيمة العملية مع الشركات، وغليظة المتانة في وجه التحديات والصراع الدائر؟ ألا نعده لنا وزيرا، وإداريا ورجل سلطة يقف على حدود الغد؟

علينا أن نزف البشرى حقا لما يحقق الدكتور وزير النفط الحالي سعيد سليمان الشماسي ونجاحه الكبير الذي رافقه لأكثر من عشر سنوات منذ أن شغل نائبا ثم ما قبل، وحاليا أين نحن؟ وماذا نفعل في أهلنا بوقفات وتنديدات وتشويه لأنفسنا؟ إذا ليس نحن هؤلاء الحضارم الذين نعرف أنفسنا منذ زمن بعيد، هل انتكسنا وحان لنا أن نبكي على الأطلال؟ وإلا لماذا ننحدر ونرتكب كل هذه الأخطاء في تاريخنا الحديث، أما القديم فقد صنعه غيرنا وليس لنا إلا ما سمعنا.

وما بظني أن ينطلي هذا على متابع أو مراقب ما يعرض من تلميحات وعروض سيئة في سوق النخاسين وفي وضح النهار.

ما أنجزه الدكتور الخبير النفطي والإداري الممتاز ورجل التوازن سعيد الشماسي، الشخصية الجميلة الجاد في صياغة علاقاته في المجتمع العدني والحضرمي أكثر مما نعد لواردنا، وحين نكتب عنه فهو لا يحتاج إلينا بقدر ما نحن نحتاج إلى الشرفاء ورجال المواقف، بل إلى واحد من أهالينا، فهل نسال أنفسنا: ما الذي نفعله بحضرموت؟ نقول من فضلكم في أمثال سعيد الشماسي: لا تطفئوا الأنوار على أنفسكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى