اختلاق الإشاعات وتوظيفها

> الإشاعة خبر أو أخبار زائفة تختلقها جهة/جهات لتوجيه الرأي العام لصالحها أو ضد خصومها فتنتشر في المجتمع بشكل سريع فتتداولها وتروجوها شبكات أخطبوطية في التواصل الاجتماعي وتنقلها بين أوساط عامة الناس ، والإشاعة تفتقر إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحتها بل مجهولة لخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وإلحاق الضرر بالأمن والاستقرار... إلخ

للجنوب قضية وطنية تعاديها قوى اليمننة كلها وتبث ضدها الإشاعات لكن أكبر مختلق ومروج للإشاعات ضدها وضد وقياداتها وقواتها هي مكاتب الإشاعات الإخوانية أو من فرّختهم بمسميات إعلامية أو مكوناتية وحتى بمسميات منظمات عمل مدني وحقوقي.. إلخ، التي تختلق الكذب والافتراء والزور وأنه في حكم المباح في شريعتها طالما هو في مصلحة التنظيم تطبيقا لنظرية المرشد التي تقول "الغاية تبرر الوسيلة"

يقول الإخواني "حسام تمام" في كتابه "لماذا تخلف المسلمون":"لمن لا يعلم فالجماعة لديها أقوى جهاز اختلاق ونشر شائعات في مصر".

وتنتشر إشاعاتهم على "تعدد الحواس " التي يحاصرون بها المُستهَدف لتثبيت الكذبة/ الإشاعة لتشويه خصمهم الإشاعة ، التغريدة ، المقال ، التقرير الحقوقي ، الكتاب المقطع ،الشيلات والإنشاد ، التعليق الجاد ، الرد الساخر...إلخ.

في الأسبوع الماضي ضجت إشاعاتهم وتغريداتهم وتعليقاتهم بحملات ضد المجلس الانتقالي وأن الرئيس "عيدروس الزبيدي" تم استبداله "بخالد بحاح"، وأنه تحت الإقامة الجبرية، وأن قوات طارق عفاش أوكلوا لهم حماية معاشيق، وأن كتيبة تابعة له وصلت لاستلام حماية مطار عدن، وقبلها أشاعوا أنه استلم سقطرى وتارة استلم شبوة.. إلخ كلها إشاعات لا مصدر لها ولا حقيقة لها، إنما فبركات لخلق حالة اضطراب وفوضى إما لتغطية حالة صعبة تضغط على تنظيمهم أو على أمل خلق ردة فعل جنوبية ضد قوى تعاديهم أو ضد التحالف.

من نماذج إشاعاتهم التي ظلت ومازالت تتردد أن "الجنوبيون أرخص مرتزقة" هذه الإشاعة سارت بالطول والعرض وغرّد بها مغردوهم وضمنها كتابهم مقالاتهم وعلق بها معلقوهم في صفحات الفيس بوك وتبادلوه على الوتساب ورددها في مداخلاتهم في قنواتهم...إلخ وكانوا يرددونها، أن تلك الاشاعة منقولة عن تقارير أجمعت عليها صحف دولية، ولم يذكروا اسم صحيفة ولا رابط خبرها بل يشيعونها ولتثبيتها ينشرونها مدعومة بصور لقيادات سياسية وعسكرية جنوبية.

لكن كل ما أشاعوه لم يثبتوا له رابط فلم يثبتوا أن ذلك الخبر موجود في صحيفة عربية ولا غربية ولا دولية ولا كتبوا رابط للخبر ، ونشروا أن صحيفة "التايم" الأمريكية نشرت تقريراً يتهم الجنوبيون بأنهم أرخص مرتزقة وأن رئيس المجلس ونائبه يتاجرون بالشباب الجنوبي.

القارئ عندما يقرأ "التايم" الأمريكية لا يلتفت إلى أن صحيفة "التايم الأمريكية" أو غيرها تكون لأخبارها أو مقالاتها أو مقابلاتها أو تقاريرها روابط .. وأن هذا التقرير المنسوب لها لا يوجد له رابط إطلاقا.

ماذا يعني ذلك؟
أنها إشاعة رخيصة لتشويه الخصم، ويعالجون كذب إشاعاتهم باختلاق إشاعات أخرى في مجالات أخرى بحيث يكون المتلقي والمشاهد والقارئ تحت تأثير كم هائل من الإشاعات ولا تكون له فسحة لتفنيدها ومعرفة الصدق من الاختلاق فيها.

من مصدرها في الجنوب؟
تصدر الإشاعات ضد الجنوب من مكاتب أمنية وحزبية يمنية، لكن أغلبها من مكاتب إشاعات جماعة إخوان اليمن قد يقول قائل لماذا هم؟

لأنهم كانوا ومازالوا يأملون أن يقنعوا العالم والإقليم أن الجنوب الوطن البديل لمشروعهم وأنه الوطن الذي يساومون به الحوثي الذي يئسوا من قمعه ليلة خروجهم من صنعاء، فيستميتون إعلاميا وعسكريا في الجنوب، ورغم كل ما أشاعوه خلال السنوات الماضية فإنه ما وصل إلى عمق المجتمع الجنوبي لتغيير قناعاته بقضيته والاقتناع بمشروعهم كما يريدون ولم ينجر الجنوبيون لتلك الإشاعات رغم الكم الهائل منها، وظلوا دائما يحددون معركتهم خصماً وموقعاً وتوقيتاً وإعلاماً فتحطمت كل إشاعاتهم على صخرة الوعي المجتمعي والشعبي في مواجهة شائعات مشروعهم الذي أبرز سماته الإشاعات والانسحابات التكتيكية واختلاق المشاريع الموازية التي تتلاشى كإشاعاتهم وانسحاباتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى