موارد غير كافية للعيش.. الأمم المتحدة: بلوغ سكان العالم 8 مليارات حدث هام للبشرية

> باريس "الأيام" العرب اللندنية

> ​سيبلغ عدد سكان العالم رسميا ثمانية مليارات نسمة في 15 نوفمبر، تقول المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم، إن بلوغ عدد سكان العالم “ثمانية مليارات هو حدث هام للبشرية”، مرحبة بالزيادة في متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل وفيات الرضع والأمهات. وتضيف “مع ذلك، أدرك أن هذه ليست لحظة يحتفل بها الجميع بالضرورة. يشعر البعض بالقلق من عالم مزدحم بعدد كبير جدا من السكان وموارد غير كافية للعيش على أساسها”.

ويطبق مدافعون عن البيئة المبدأ القائل بأن “الإنجاب حاليا ضرب من الجنون!” لقناعتهم بأن مكافحة تغير المناخ تعني الحد من عدد سكان العالم، ويرفضون بالتالي الإنجاب.

في حين سيتم قريبا تجاوز عتبة الثمانية مليارات نسمة “بات عددنا كبيرا مقارنة بقدرة كوكب الأرض على الاستيعاب” كما ذكرت أليس رالييه (44 عاما) العضو في جمعية “الديموغرافيا المسؤولة”.

وتدعو هذه الجمعية الفرنسية الصغيرة البيئية إلى “الاستقرار ثم إلى الخفض البطيء لعدد سكان العالم”.

وتصرح رالييه، “لا أريد أن أشعر بالذنب لإنجاب طفل في هذه الأوضاع السيئة”. وكانت رالييه على علاقة برجلين “يرفضان بدورهما الإنجاب” واختارت الخضوع لعملية تعقيم دائم.

وتضيف الناشطة أن “كل طفل يولد اليوم جزء من المشكلة” بسبب الضغط الذي يمارسه النمو الديموغرافي على الموارد الطبيعية، مؤكدة أنها تعلم جيدا بأنها تصطدم بـ“محرمات” وبالنظرية القائلة إنه “كلما زاد عددنا كلما كان الأمر أفضل”.

من جهته يقول دوني غارنييه رئيس الجمعية إن هدف هؤلاء الناشطين ليس الإقناع بالإرغام، بل من خلال اقتراح “حافز طوعي” على سبيل المثال من خلال حد مخصصات الأسرة بعد إنجاب الطفل الثاني.

وكشفت دراسة نشرتها مجلة “ذي لانست” في 2021 وشملت 10 آلاف شخص من 10 دول في كافة القارات، أن 39 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما “يترددون في الإنجاب” لأنهم قلقون من الآثار على تغير المناخ.

ونقلت هذه الفكرة إلى المملكة المتحدة في عام 2018 من قبل مؤيدي “الإضراب عن الإنجاب”، وفي كندا من قبل طلاب تعهدوا بعدم الإنجاب طالما لم تتحرك الحكومة وتتخذ خطوات أكبر لمواجهة تغير المناخ. في ألمانيا أثارت الكاتبة المناهضة للإنجاب فيرينا برونشفايغر الجدل من خلال وصف الإنجاب بأنه خطوة “أنانية”.

من جانبه يقول المستشار الفرنسي إيمانويل بون مؤلف كتاب “هل علينا الكف عن الإنجاب لإنقاذ كوكب الأرض؟” الذي طرح مؤخرا في الأسواق، إن “الكثير من الأفراد يتساءلون لكن من الصعب تحديد العدد”، خاصة وأن البيئة ليست الدافع الوحيد لأولئك الذين يرفضون الإنجاب وينتهي بهم الأمر إلى تغيير رأيهم.

في سن الـ35 حوّل سيباستيان فيردييه – المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسمه المستعار سيريب – “قناعاته إلى أفعال” من خلال الخضوع لعملية تعقيم دائم.

بالنسبة إليه يجب تجنيب الطفل الذي سيولد “أن يكون لديه مستقبل بائس لا أتمناه لأحد”، و”عدم إضافة مستهلك جديد إلى نظامنا”.

ويقر سيريب بأن التزامه “رمزي” أكثر مما هو فعال حقا لمواجهة ظاهرة الاحتباس بسبب “الجمود الضخم” للتغيرات الديموغرافية التي لا تظهر آثارها إلا بعد عدة عقود.

بحسب دراسة نشرت في عام 2014 لباحثين أستراليين سيبلغ عدد سكان الأرض على الأرجح بين خمسة و10 مليارات نسمة في العام 2100 حتى مع تطبيق سياسات الولد الواحد المفروضة في كافة أنحاء العالم والحوادث التي قد تتسبب في وفيات كارثية.

إضافة إلى ذلك، بعيدا عن مسألة “الجمود الديموغرافي” لا إجماع حول العلاقة بين الديموغرافيا وحماية المناخ.

وخلصت دراسة نشرها في عام 2017 أخصائيان من شمال أميركا حول تغير المناخ إلى أن “إنجاب طفل أقل” أكثر فاعلية من حيث البصمة الكربونية من التخلي عن استخدام السيارة أو السفر بالطائرة أو استهلاك اللحوم.

لكن علماء آخرين ناقضوا هذه النتائج، بحجة أن واضعيها اعتبروا أن الأجيال الصاعدة سيكون لها مستوى استهلاك ضار بالبيئة تماما كما آبائهم.

ويقول إيمانويل دوبون ساخرا “لكن أولادنا غير محكومين بقيادة سيارات رباعية الدفع والسفر إلى إيبيزا لقضاء عطلات نهاية الأسبوع”.

مع ذلك، فإن الحد من الإنجاب لمكافحة ظاهرة الاحتباس ليس “بالأمر غير المنطقي” على حد قوله… بنفس الطريقة التي يتم فيها عزل المنزل أو الحد من الرحلات الجوية.

ويشير أحدث تقرير لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة إلى أن النمو السكاني أحد المحركات الرئيسية لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن مساهمته فيها أقل من مساهمة النمو الاقتصادي.

ويشدد جويل كوهين من جامعة روكفلر في نيويورك على أنه “غالبا ما نكون أغبياء نفتقر إلى الرؤيا. نحن شرهون، هذا مكمن المشكلة والخيارات”، داعيا رغم ذلك إلى عدم اعتبار الإنسانية “طاعونا”.

وترى جينيفر سكيوبا الباحثة المقيمة في مركز أبحاث ويلسون أن “تأثيرنا على الكوكب يحدده سلوكنا أكثر بكثير من عددنا”.

وتضيف، “الاستمرار في تسليط الضوء على الزيادة السكانية مضر ويعكس كسلا فكريا”، مشيرة إلى الخطر الذي تقوم به الدول الغنية بإلقاء اللوم على الدول النامية التي تدفع النمو السكاني بدلا من تغيير سلوكها.

وتوضح الأمم المتحدة أنه نظرا إلى العدد الكبير من الشباب، فإن جزءا كبيرا من النمو سيحدث، حتى لو انخفض منذ الآن معدل الخصوبة في البلدان ذات أعلى المعدلات إلى طفلين لكل امرأة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى