الحوثيون في مأمن

> بالنظر إلى كل المعطيات لم يعد الحوثيون يخشون تلك الزوابع الإعلامية التي من خلالها كانت تمارس الحرب ضدهم عبر كل وسائل الإعلام، فالأمور أخذت منحى مختلفا تماما بعد أن حولت تلك الوسائل الإعلامية حربها ضد الجنوب، وهكذا فعلت الأحزاب السياسية أيضًا التي لا تمتلك قواعد شعبية بعد أن تمكن الحوثيون من إفراغها من قوتها وأمن شرها. حاليا لم يبقَ أمام جيشهم الإعلامي إلا تكثيف نشاطاته باتجاه خلق فجوة بين التحالف والجنوبيين بهدف النفاذ وتحقيق كل ما عجزوا عن تحقيقه، أو أن صنعاء ستعاد إليهم عبر عدن ولا يملكون في جعبتهم إلا ذلك الوهم الذي يمنحهم أحلاما وردية بفكرة هزيمة مشروع الجنوب الذي يؤمن لهم وطنا بديلا ولا مجال آخر لديهم، لذا تتكثف حربهم الدعائية على قيادات الجنوب، أعني المجلس الانتقالي وصور الفساد هنا وفق رؤيتهم بمستويات غير مسبوقة، ثم تجدهم يهللون لطائرات الحوثي المسيرة التي تهاجم منشآتنا النفطية معتبرين منحى من هذا النوع انتصارا لهم من منظور أن بمنع صادرات النفط من الجنوب على وقع تناقضات عدة حيث يمنحون أنفسهم الأمل بغياب فكرة الحق الجنوبي، وبغض النظر عن الطرف الذي يحكمهم، فالمهم أن يتخلق حجم الخلاف بالنسبة للجنوب مع التحالف، كون ذلك هو السبيل لتحقيق معنى الانتصار لديهم مع خلو تاريخهم من أي انتصارات تذكر في ساحتهم، ما جعلهم (يخنصرون) كل شىء بالجنوب الذي يشكل تطلعاتهم المستقبلية بعد أن أيقنوا استحالة ذالك تحت سماء وطنهم تحت سيل من الدعايات.

يعيش الشارع الجنوبي تحت طائل توقعات تسيء إلى مشاعرنا، ولا يكفون عن الترويج الرخيص لمشاريعهم الوهمية، ويتجاوزون كل الحقائق ويبعثون كل ما يؤلب أبناء شعبنا ضد بعضهم يشيرون إلى طبيعة المشاريع المتناقضة التي يمكنها أن تطال الساحة الجنوبية إذا ما أردنا المضي بعيدًا عن دوامة الخلط التي وقعنا في سبخاتها العنيدة تجت مسمى الوحدة للأسف.

مع كل ما سلف علينا أن ندرك حجم التحديات التي تواجه خيارات شعبنا في هذه الأثناء التي تقتضي حنكة سياسية في الأداء وتوازن شديد يمنع التناقض مع الأشقاء من منظور مصالح الطرفين، مستمدين عمق تلاحمنا الداخلي من معطيات الواقع الجنوبي بكل صروف معاناته ومآسيه التي توضح شواهدها عقود مضت من القهر والألم، ومهما تباينت رؤانا السياسية فإن من المنطق ألا يكون أي منا مشرع لتكرار الماسأة، لكن هذه المرة بوجهها الأكثر قبحا وفجاجة من منطلق ما تراود جيوش الصخب والضوضاء من أحلام وردية تتشكل على حسابنا مرة ثانية، لكن هذه المرة بعد أن فقدوا الأمل في مسقط رأسهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى