تحت غطاء الشريعة والقانون

> عندما يتم ممارسة الإكراه والقمع لتلامس أبسط مظاهر رفعة مقام الإنسان، وتدحض مبدأ مساواة الرجل والمرأة ، بلا شك سيضرب ما في داخل الرؤوس وليس فقط ما يُغطيها.

فتستطيع شعرة واحدة أن تُشعل فتيل التمرد والاحتجاج تعبيراً عن رفض أسلوب الإكراه والقمع في تنفيذ أي حكم.

ومن ثم تتطاير شرارتها لتُحرق بها النساء حجابهن وتقص ضفائرهن تضامناً مع قضية تحرير المرأة.

فلم يعد بالإمكان كتم صوت التمرد على التهميش والعبودية و الظلم داخل حدود أية دولة مهما بلغ تحفظها في عصر جعل الفضاء متاحاً للعالم، وقد تحطمت الحدود وكُسِرَت القيود و تعدت كلمة «حجاب» أحرفها البسيطة لتصبح من أكثر الرموز خلطاً بين كونها مظهراً دينياً إلى أداة للتقليل من شأن المرأة وطمس مقامها وحقوقها في المجتمع.

لأن السيدات لم ينفجرن نتيجة فرض الحجاب عليهن بل بسبب محاولة تحجيبهن معنوياً عن طريق إلغاء إرادتهن وعقلهن وتقييد أداء دورهن القيادي في مختلف نواحي الحياة كشريكة كاملة للرجل، لذا لم يكن غريباً تقدم المرأة صفوف المتظاهرين سواءً في الشرق أو في الغرب، فحين يقع الحجاب بين إشكالية المظهر الذي قد تختاره المرأة بمحض اختيارها وإشكالية الجوهر كرمزٍ للإكراه والحق في استخدام العنف لفرضه كدليل على قِوامة الذكور هنا يقف الجميع لينادي بوقف هذا الظلم.

هذا الموقف يُحيي في أذهاننا ما نادت به حضرة الطاهرة تلك المرأة الفارسية، عندما قالت لسجانيها وهي مرتدية ثياب العرس: "بإمكانكم قتلي بسرعة، ولكنكم لن تستطيعوا إيقاف تحرير المرأة".

فالمرأة هي نصف المجتمع من حيث التكوين وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين وأي تجميد لدورها الحيوي يعني خسارة نصف طاقة المجتمع وضياع فرصة السلام لبناء مجتمع سليم ينعم فيه الجميع بالحرية والأمان.
ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى