مما لا شك فيه أن الوضع المعيشي والخدمي الراهن في الجنوب وصل إلى مستوى من التدهور لم يشهد له الجنوب مثيلًا وهو لا يطاق وله تأثيره الخطير على مختلف جوانب حياة الناس في الحاضر والمستقبل.

السؤال الذي يطرح نفسه هو من المسؤول عن هذا الوضع؟ والجواب المنطقي لهذا السؤال هو أن المسؤول عن هذا الوضع مجلس القيادة الرئاسي حكومة المناصفة والسلطات المحلية وجميعها هيئات متوافق عليها من قبل ممثلي الجنوب العربي من جهة واليمن (الشمال) من جهة أخرى، وهذه الهيئات هي من تدير هذا الوضع وهي من تنسج تحالفاتها الخارجية وهي من تصيغ السياسات، وفي نفس الوقت الذي نتحدث فيه عن الوضع في الجنوب، فإن المسؤول عن ذلك هو النصف الجنوبي في مجلس القيادة الرئاسي والنصف الجنوبي في حكومة المناصفة والسلطات المحلية الجنوبية والذين يمثلون الجنوب في تلك الهيئات ويقع عليهم نقل معاناة شعب الجنوب إلى تلك الهيئات واقتراح الحلول والخروج إلى الشعب وإبلاغهم بما يجري وأسباب معاناتهم وما قدموه لتلك الهيئات من الرؤى والنتائج التي توصلوا إليها، وما هي مقترحاتهم للخلاص من هذا الوضع، لكن للأسف إن النصف الجنوبي ربما لم يدرك حتى الآن أن وجوده في الحكومة ليمثل الجنوب ويتبنى قضاياه، فلم نلمس لهم أي تأثير ولم نسمع لهم أي تصريح، بل إنهم متماشون ومتماهون تماما مع سياسة وأهداف النصف الشمالي، فتدهور التعليم والصحة والمياه والكهرباء وتدهور العملة وارتفاع الأسعار وعدم صرف المرتبات جميعها وكأنها لا تعنيهم، وبالكاد كل واحد يحافظ على الدوام في وزارته وإذا خجل من نفسه عمل بغض المهام في إطار وزارته وفق سياسة معين والتمخطر في سياحة المؤتمرات ووجاهة الوزارة وكان معاناة الشعب الذي يمثله لا تعنيه، ألا تلاحظ السيارة الفارهة التي يركبها والأطقم التي تحرسه وما يأكل وما يلبس ويقارن ذلك بمن يشاهدهم عند براميل

القمامة من أبناء جلدته رجالا وشيوخا ونساء وأطفالا، ناهيك عن الناس العفيفين الذين يتضورون جوعا في منازلهم، بئس الممثلون وبئس تمثيلكم لأبناء الجنوب الأحرار، فبأي كوارث ابتلانا الله جل جلاله؟

لقد وصلتنا بعض المعلومات أن أحدكم لا ينطق في ذلك وإذا قدر أن ينطق في اجتماع مجلس الوزراء بالكاد ينطق عن نفقات التشغيل في وزارته والبدل الخاصة به، ويزيد تماهيا في مجاملة الشماليين بمعاناة الشعب الجنوبي، ليظهر أنه مرن وذكي من جهة ويرضى عليه النصف الشمالي والجنوبي المنبطح، حقيقة لأكثر من ثلاثة أعوام لم نلمس منهم شيئًا لصالح الجنوب، بل شاركوا في إذاقته المر في تمثيلهم الديكوري، طيب اخرجوا إلى الشعب وقولوا كلمة على الأقل ماذا يجري في حكومتكم حتى تمارس كل هذا التعذيب لشعب الجنوب؟ هل هناك نهاية له أم كل يوم يتزايد حتى توصلوا شعبنا إلى جثث هامدة ولا يقوى على انتزاع حريته ولا على بناء دولته؟