باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة .. إلى متى يستمر تهميش اليمنيات?

> عدن «الأيام» خاص:

> بريطانيا تفجر أول موقف غربي ضد منتهكي حقوق النساء
> توعد السفير البريطاني إلى اليمن ريتشارد أوبنهايم، بملاحقة مرتكبي الانتهاكات بحق النساء في اليمن.
ذلك التلويح هو الأحد وأقوى موقف غربي ضد الانتهاكات التي تطال المرأة اليمنية من جماعات متطرفة ومختلفة.

جاءت تصريحات السفير البريطاني قبيل الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة المرأة وبالتزامن مع إنطلاق حملة 16 يوم لمكافحة العنف ضد  المرأة ويحتفل العالم بها سنويا في 25 نوفمبر.
وتمثل المرأة اليمنية واحدة من أهم القضايا التي يصعب سرد تفاصيلها وأحوالها سواء قبل الحرب أو بعدها، إذ أن المرأة اليمنية بكل الأحوال تكون الأكثر عرضة للأذى والعنف بمختلف أشكاله في البيت أو الشارع أو الجامعة وحتى في القطاع الحكومي والخاص وبالتالي فأن الحاجة ملحة لحل كل القضايا المتعلقة بنساء اليمن وفي مقدمتها منحها الحق السياسي والتعليمي والثقافي كأولوية ضرورية.

وتشير البيانات الأممية والتقارير ذات البعد الدولي إلى أن اليمنيات في وضع لا يحسدن عليه البتة، حتى أنهن في هامش كل الأصعدة وينظر إليهن على أنهن ربات بيوت وناقصات عقل ولا يتوجب عليهن فعل شيء عدا تلك الأمور الخاصة بالمنازل والأرض والزواج.
ورغم محاولات الأمم المتحدة وجهود بعض اليمنيات وخاصة اليمنيات اللواتي استطعن التحرر من بعض أو جزء كبير من القيود المفروضة عليهن اجتماعيا وأسريا لا يزال المجتمع يمارس ضدهن أعمال غير مدنية ويقمعهن بحجة العار والعادات والتقاليد السائدة.

وبالطبع، نجاح بعض النساء في السياسة أو القضاء أو حتى في الأمن والتعليم والثقافة لا يعني أبدا أنهن وصلن بسلام إلى ذلك المستوى من ممارسة حقوقهن وحرياتهن، فمع كل وصول هناك ثمنا باهظا دفع ويدفع حتى اليوم.
وفي الحقيقة، اليمنيات في الريف أكثر معاناة من يمنيات المدن وخاصة في ظل الحرب والأوضاع العصيبة التي تمر بها البلاد ككل على كافة المستويات وبالذات الوضع الاقتصادي والأمني والمجتمعي، حيث أن النساء في ريف اليمن ككل بعيدات عن الرأي العام أولا إلى جانب بعدهن عن منظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وأعين الصحافة والحقوقيين، وبالتالي فأن العنف الموجه إليهن يتطور يوما تلو الآخر وفي الوقت ذاته ليس هنالك خيارات أمامهن غير خيار التأقلم مع مختلف أنواع العنف والقبول بالواقع.

والإشارة إلى معاناة الريفيات لا يعني أبدا أن النساء في المدن أفضل حالا ولكن ثمة فروق من ناحية إمكانية الحصول على الخدمات والقدرة على مواصلة التعليم وكذلك القدرة على الوصول للمنظمات الحقوقية والمحاكم وغيرها من الامتيازات التي تغيب كليا في الريف، حتى أن مصادفة الحصول على مركزين صحيين في عزلة واحدة بمديرية ما يعد نوع من الرفاهية لدى الريفيات ويجزم القول إن عشرات العزل في بعض المديريات بلا مراكز تعليمية ولا صحية ولا خدمات.

ومع الأسف، الصراع الدائر في اليمن أضعف موقف اليمنيات وجعلهن أمام كم هائل من الانتهاكات وتتعرض الكثيرات للاحتجاز من قبل أطراف الحرب والاغتصاب والتحرش والتعسفات والتهميش في المنزل والشارع والمرافق العامة والخاصة، وهذا لن ينتهي إلا بوصول البلد إلى سلام حميد ودائم يجعل تلك النساء ناجحات ويعيد لهن حقهن الطبيعي في الحياة. 

وأخيرا إن استمرار تهميش النساء اليمنيات وحرمانهن من الحقوق والحريات سيظل قضية كل إنسان مدني ديمقراطي وعادل وكل إنسان يتمتع بما سبق لن يتوانى في تقديم أمه أو أخته أو غيرهن من النساء إلى ما يطمحن إليه ولن يتردد في الوقوف بجانبهن في الحرب أو في السلم.
وبالتزامن مع حملة 16 يوما لمكافحة العنف ضد المرأة تنتشر رسومات كثيرة لمناقشة قضايا النساء اليمنيات من بينها رسمة لفتاة قاصرة تصرخ وأخرى دمعها يجري على الخد، وأخرى فتاة منكسرة أسريا ومسنة منحنية الظهر يبدو أنها تبكي رحيل شخصا أو ظلما ما وأخرى تبدو من خلف قبضان حديدي هشة الملامح تشاهد أخرى مكبلة وبلا حيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى