المواطن: مؤسسات الدولة هل هي موجودة؟

> إن تدمير أي مؤسسة حكومية لا يحتاج إلى دبابات أو طائرات أو تهديد للموظفين، بل يحتاج إلى مسؤول أو مدير أو موظف فاسد فقط، لأن تدمير مؤسسات الدولة وتاريخ وثقافة الأمة على يد هؤلاء الفاسدين مضمون 100 %.

في التاريخ اليمني يقال إن سكان مملكة سبأ لم يتوقعوا أن فأر سيدمر سد مأرب، وهكذا عندما يحدث شيء غير عادي في دولة ما على سبيل المثال: انعدام مادة البترول أو انقطاع التيار الكهربائي على الصعيد الوطني، فإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو هل كان من الممكن توقع ذلك ومنعه؟ فغالبًا ما يكون الـــ "غير متوقع" متوقعًا، إن لم يكن من قبل الجميع، لقد تحدثوا وكتبوا وحذروا، لكن الدولة لم تتفاعل مع هذه الإشارات وفي هذه الحالة يقال إن مؤسسات الدولة "لا تعمل" أي إن المسؤولين فيها لا يستمعون إلى المواطنين ولا ينوون الاستجابة لإشارات المجتمع.

المستوى التعليمي للمسؤول أو المدير أو القائد مهم للغاية، كذلك مؤهلات الموظفين الذين تحت إدارتهم ليست أقل أهمية، لكن إذا كنت في اليمن لا تتعجب إذا زرت إدارة في مؤسسة حكومية ووجدت أن بعض المسؤولين والمدراء لا يحملون شهادات علمية أو لديهم شهادات مزيفة وجميع الموظفين في الإدارة يعلمون ذلك بما فيهم المسؤول الأعلى للمؤسسة، كذلك لا تتعجب إن عرفت أن بعض الموظفين يحصلون على رواتبهم بانتظام وعليهم انقطاعات عن الوظيفة لسنوات.

في المحافظات المحررة لا تسير الأمور الإدارية بالطريقة الصحيحة، والسبب يعود إلى سيطرة بعض الجهلة على مناصب عليا تم خصخصتها وتحويلها إلى ملكية خاصة لهم لا يجوز الحديث عنها أو الاقتراب منها، يحيطون أنفسهم بفريق من الأشخاص المفضلين، وحتى تكسب ود هذا الكائن الغريب من البشر عليك أن تنضم إلى فريق المطبلين له أو مجابهة مجموعات تابعه له من الفاسدين والمستفيدين منه.

للأسف، فالإداريون الفاشلون يملؤون مؤسسات الدولة بالرغم من عدم امتلاكهم أي روئ مستقبلية، وفوق هذا ينالون الترقية في الوظيفة من سرقة أفكار وإنجازات الآخرين ويتربحون منها، لأن مجهودهم واهتماماتهم يتركز على النتائج المادية ومقياس النجاح لديهم هي الأرباح المالية، يضعون قواعد عمل لا يحترمونها هم أنفسهم مثل الغياب والتأخير عن الدوام.

للأسف، فعملية تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية من قبل بعض الفاسدين تتم بوعي وغير وعي وهذا أعظم شر، وبسبب هؤلاء التعساء اتضح أننا نتقدم على أفغانستان من حيث الفقر والتخلف والمرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى