كأس السلام

> امتزجت الألوان في مدرجات الملاعب الثمانية في قطر، وكانت مناسبة سعيدة أن يلتقي العالم في مهرجان كروي أثير.

هؤلاء القوم جمعتهم الرياضة في مدة زمنية قصيرة، بينما لم تستطع أن تجمعهم السياسة منذ عقود طويلة.

بدأ المشهد مذهلاً في مونديال "الجنون الكروي"، فقد وقف الناس في كتلة تاريخية واحدة أجناساً وألواناً وأوطانا.

التقت من أجل الرياضة حضارات وثقافات وأديان ولغات في وحدة عالمية مشهودة والكل يهتفون تحت سقف الكُرة، فلا كُره ولكن كُرة، حتى صارت الرياضة رسالة حُب وسلام.

ولو أن قادة الفيفا يسمّونهُ هذه المرة "كأس السلام"، لكان أولى لتجسير أواصر العلاقة بين الشعوب والأقطار، وبين الشرق والغرب.

سيتحدث العالم عن ثلاثين يوماً سعيداً هنا في قَطَر، غزيرة بمعاني القِيَم والجمال.

وفي تراثنا الإسلامي أن ابن المبارك كان له جار يهودي، فكان يبدأ فيُطعم اليهودي قبل أبنائه، ويكسوه قبل أبنائه، فقالوا لليهودي: بِعْنا دارك، قال: داري بألفي دينار، ألف قيمتها وألف جوار ابن المبارك، وأسلم اليهودي بإذن الله.

استطاع المونديال أن يقدِّم فيضاً من الثقافة والذائقة العربية.

هذا الشاب العربي المتوشّح بعَلَم فلسطين حمل بين ذراعيه حفيد مدرب البرازيل" تيتي" من درج ملعب لوسيل إلى محطة المترو عندما نام الحفيد لوكا البالغ عمره خمس سنوات، فقال المدرّب إنها لحظة إنسانية جميلة، جميلة، جميلة.

وجاء في الخبر أن تيتي قال: أتمنى معرفة هذا الرجل العربي، لماذا؟، لأنه أظهر لنا شعوراً بالتضامن والإنسانية يتجاوز حدود كرة القدم.

وقد سمعنا من أخبار المونديال أن أسرة برازيلية كاملة دخلت في الإسلام.

يا قومنا في اليمن ادخلوا في السلم كافة، انظروا إلى الإنسان العربي في مونديال قطر كيف يصنع السلام، فيجتذب العقول والأرواح.

لقد صنع مال قطر كل هذه المعجزة، فنعم المال.

اجمَعْ نقودَك إنّ العِزّ في المالِ

واستغنِ ما شئتَ عنْ عمٍّ وعن خالِ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى