موجة من الظلم تواجه المعلم في المدارس الأهلية والخاصة

> تحقيق/ أنس نادر.

> في تحقيق أجرته "الأيام" افاد بعض المعلمين انهم يواجهون ظلما ملحوظا من قِبل إدارة المدارس الأهلية والخاصة، في موضوع الرواتب وأنه قليل جدا ولا يكاد يكفيهم لـ 3 أيام.

حتى أنهم قالوا "نحن كمعلمين نبذل جهود جبارة وحثيثة في تعليم الطلاب والاهتمام بهم رغم ذلك نرى أن الراتب المستحق لنا أكثر مما نتلقاه خصوصا أن إقبال الطلاب في الآونة الأخيرة أصبح كبير جدا، وأقل طالب تصل تكاليف دراسته إلى 250 ألف كحد أدنى.


التقينا بإحدى معلمات اللغة الانجليزية في مدرسة أهلية بمديرية المعلا، وأفادت أن راتبها بشكل كامل عبارة عن 46 ألف وأنها لم تتوقع أن يكون دخل المعلم بهذا القدر رغم إقبال الطلاب على المدارس الأهلية والخاصة برسوم دراسة مرتفعة.

وأن مستوى الطالب فيها ليس بالمستوى المطلوب مقارنة بالجهد المبذول من قبلنا نحن، فهي أمانه ونلتزم بتأديتها على أكمل وجه، رغم ذلك معظم الإدارات تقدم مصلحة الطالب على حساب مصلحة المعلم، وأحيانا نضطر لحذف موضوعات من المقرر الدراسي بحجة أنها صعبة الفهم، و في ذلك تجاوز واضح، وترى الإدارة أن ذلك الإجراء مهم لأن الإدارة همها أن الطالب يدفع ويبقى في المدرسة.

كما أنه في المدارس الأهلية والخاص تُعطى للطالب حريته الكاملة بشكل مبالغ، على حساب المعلم ، مثل كتابة الواجبات للطالب وإرسال دروس له في حالة تغيبه وتصوير الدروس في حالة أن الطالب لا يريد أن يكتب أثناء الحصة.

فالراتب غير مناسب جدا وبالكاد نصرف منه لمدة بسيطة وينتهي، فرسالتي لأولياء الأمور "تعب ولي الأمر لابد أن ينعكس على الطالب، على المستوى التربوي و التعليمي، وتقديم ذلك على مستوى الكماليات "

معلمة أخرى تدرس مادة العلوم باللغة الانجليزية وفضَّـلت عدم ذكر اسمها راتبها 40 ألف ريال ورسوم الطالب تصل إلى 600 ألف ريال وهذا يدل أن مواردهم كبيرة وبإمكانهم دفع رواتب أفضل للمعلم.

كما أنها ترى أن السبب في ذلك هو استغلال من الإدارات نفسها لحاجة المعلم للوظيفة، أعول نفسي فقط ولا يكفيني الراتب، فكيف هو الحال بالمعلم الذي يعول أسرة ، فمن المستحيل أن يغطي مرتب قدرة 50 ألف ريال نفقات أسرة كاملة.


فكلمتي للإدارة "نحن كمعلمين نتعب و نجتهد في تعليم الطالب ونتعب في الحياة الشخصية والخارجية خاصة في غلاء المعيشة فأتمنى تقدير ذلك من قبلكم براتب مناسب"

و قالت تربوية في مدرسة أهلية أخرى "إن الإدارات في المدارس تهتم بمنح الطالب درجات أكثر مما يستحق، وتقوم بحجب أوراقه وعدم تسليمها للطالب كمساعدة له، وتعاني من شكاوى أولياء الأمور بأن الدروس لم تؤخذ للطالب، كما يرى المعلم من جهة أخرى أن هناك خطة دراسية يجب أن تؤدي وهي ماتهم الطالب أكثر، راتبي50 ألف ريال ، ولو كان هناك أي مخالفات من قبلي يتم الخصم من الراتب رغم قلته،

فهي ترى أنه يجب على الإدارة أن تزيد الراتب مراعاة للاحتياجات و الوضع الراهن، مثلما ترفع رسوم الدراسي في كل عام دراسي.

رسالتي للإدارة "التدريس في المدارس الخاصة فيه ضغط كبير ، وأخلاق الطلبة شبه منعدمة والإدارات نوعا ما تفضل الطالب على المعلم وحضورهم كل سبت رغم أنه يوم راحة، رغم ذلك لا توجد أي زيادة للرواتب، حتى مصاريف مواصلات المعلم فهو يتحمل نصف المبلغ، فرسالتي تتلخص بالاهتمام بالمعلم بشكل أكثر لأنه أساس في المدرسة".

أسامة فضل محمد، مدرس سابق لمادة التربية الإسلامية في مدرسة دوحه عدن ، ممتعضاً من تقاضيه راتب ومقداره 30 ألف ريال لأنه قليل والتعب أكثر على المعلم، خاصة انه كان يدرس 4 مراحل، من الصف السادس إلى التاسع، ولم يستطع الاستمرار في التدريس بسبب الكثافة في المناهج الأربعة مقارنة مع ضآلة الراتب.

مدرسة لغة إنجليزية براتب 65 ألف ريال وتقول "نستحق أكثر من هذا المبلغ، لكننا مضطرين للعمل بسبب الأوضاع وهم قادرون على دفع رواتب، أكثر بس مش عارفة ايش السبب! بس بشكل عام هذا ظلم وجهدنا كبير لكن مافيش أي تقدير من الإدارة.

لقاء وتحقيق مع مدير مدرسة الدوحة الأهلية الراجحي في مديرية المعلا ، أفاد "إن شكاوى المدرسين الذين يعانون من ضآلة الرواتب ليست بهذه الصورة، نحن كإدارة رسومنا محدودة وقليلة مقارنة في المدارس الأخرى ونستلم بالعملة اليمنية، غير المدارس التي تستلم عملتها بالدولار ودخلها يكون أكبر فهذا يعود لإدارة المدرسة نفسها ، فنحن كإدارة نعاني الأمرين، ويحكمنا مستوى المعيشة للطلاب، أقل مبلغ رسوم دراسة مقارنة بمدارس أخرى يعتبر عندي في المدرسة لأنه لا أستطيع رفع الرسوم أكثر، مراعاة لظروف أهالي الطلاب المحدودة، أكثر طالب صف تاسع 230 ألف ريال عن الطالب، بالمقابل رسوم الكهرباء ارتفعت، والضرائب زادت، و كل مرفق حكومي صار يأخذ نصيبه من المدرسة، وقبل أن أقبل أي مدرس أعمل معه مقابلة واتفق معه ونخرج بطريقة مرضية للطرفين.

فكل شخص له معيار محدد، لكن لو كانت حاجتنا لمعلم بشكل عاجل ويكون أكثر كفاءة نحاول أن نعطيه مبلغ مناسب، كإدارة نعطي المدرس المبدع حقه، ونرفع راتبه بما يتناسب مع الظروف المتاحة لنا.

مدير مدرسة التفوق أ. هزاع "نحن كإدارة ننفي أن ظلم للمدرسين عندنا، فنحن نقدم رواتب مناسبة للمدرسين برغم قلة الرسوم التي نتلقاها من الطلاب مقارنة بالبيئة المناسبة للطالب ومعامل حديثة كالروبوت الغير متوفرة في معظم المدراس، ناهيك عن اتساع المبنى المدرسي والساحات الواسعة والمجالات الترفيهية للطالب متوفرة بشكل كبير ، ووسائل التعليم المختلفة الحديثة التي نقدمها ، فعدد الطلاب عندنا في ازدياد كبير جدا لدرجة أنه بعض الأعوام لا نقدر أن نقبل طلاب بسب اكتمال العدد، فلو كان هناك تظلم من قبل الإدارة لمعلمينا لما استمروا في التدريس هنا خاصة أن المدرسين الموجودين عندنا لا يريدون ترك العمل ومحبون للعمل ويشعرون بالراحة تجاه المدرسة.


نائب مدير مدرسة السلام الأهلية أ. محمد صرَّح "أن الوضع المعيشي وتقلب العملة هي العامل الأساسي، والسبب الرئيسي في تدهور أوضاع الكل فعلى سبيل المثال في عام 2014 كان راتب المعلم يصل إلى 40 ألف ريال وكان يراه مناسب نظرا لتناسبه مع أسعار المواد الخارجية، لكن الآن نحن كإدارة نرى أن 40 أو45 ألف ريال في عامنا 2022 ظلم وراتب لا يستطيع أحد أن يعتمد عليه، والظلم سببه البيئة المحيطة بنا وما نعانيه من غلاء معيشة، فنحن كإدارة لدينا مسؤوليات كبيرة جدا من رسوم إيجار المدرسة والكهرباء والطاقم الإداري ومتطلبات وأغراض كثيرة كل هذا يخرج من رسوم الطلبة الذي نرى أيضا أنه غير كافٍ ولكن لا نستطيع أن نرفع أكثر من ذلك لأن آباء الطلبة موظفين حكوميين والقدرة عندهم محدودة فنضطر لمراعاة وضع الطالب لكي تستمر عمليتنا التعليمية.

كما نفى مدير مدرسة النماء الأهلية خبر الظلم الحاصل من قبل إدارة المدرسة للمعلم، وإن راتب المعلم يصل إلي 85 ألف ريال، وأن إدارة المدرسة مكلفة أيضا بدفع رسوم إيجار المدرسة المتزايد بشكل مستمر بالعملة الصعبة ومكلفة بأشياء أخرى يجهلها المعلم.

أفاد مدير التربية والتعليم فرع المعلا ا. ياسر باعباد: "أن دورهم يكمن في دراسة معاير المدرسة نفسها وأن المدارس الأهلية والخاصة لا تتساوى كلها من ناحية دفع الرسوم والبيئة الطلابية فكل مدرسة حسب دخلها نحدد لها تقريبا راتب المعلم المفترض".

خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى