ميدان الخدمة والعمل

> ميدان الخدمة والعمل هو ميدان واسع وعظيم ومكتظ بازدحام الوجوه وتنوع الشخصيات واختلاف البشر مع تباين ملامحهم، لغاتهم، جنسياتهم، أعراقهم، أديانهم وثقافاتهم، ما هم إلا مجموعة من القصص المختلفة والحكايات المتعددة، وكأنني في كل يوم أقرأ مجموعة قصصية في ذات الزمان والمكان.

تنتابني الدهشة حينما أطرح موضوعا واحدا للحوار وأتمعن النظر إليهم، وأفكر في كيفية حديثهم عن نفس الفكرة بطرق مختلفة ومن زوايا متباينة، فتكتمل الصورة في نظري عند التوضيح، وكأن عشرة أشخاص ينظرون إلى سيارة قد تمشي أمامهم في طريق الحياة، حيث إن الشخص الأول ينظر إلى لونها، والثاني ينظر إلى شكلها، أما الشخص الثالث فقد يقوم بالتركيز على نوعها، أما الشخص الرابع فيركز في السائق، والشخص الخامس يركز في سرعة قيادتها، والسادس في قيمتها والسابع في نوعها ودرجة فخامتها عند ركوبها وسهولة التحكم فيها، والثامن يشرح توفر قطع غيارها بسعر مناسب، وغيره من يقارن بينها وبين سيارة اقتصادية أخرى وهناك من يرى أن امتلاكها في ظل توفر وسائل المواصلات العامة نوع من البذخ، وبهذه الطريقة يشرح كل منهم رؤيته من زاوية مختلفة عن رأي الآخر الذي يحترم ويؤيد ما ذكره غيره ويأخذ منه ما يناسبه من حلول.، لذلك فإن اختلافنا هو سر تميّزنا.

قد يكون الاختلاف سبباً لخلق أفكار جديدة تناسب واقعنا اليومي وتلائم ظروفنا فننزع من جدول حياتنا تلك الأفكار القديمة.

قد تكون قيمة الاختلاف الوصول إلى الإبداع في القيام بطرح وتناول المواضيع بطريقة واضحة.

إننا نختلف من أجل القيام بحل المشاكل التي تكون متواجدة في حياتنا.

قد نختلف لنعرف كيف يفكر الطرف الآخر.

إن الاختلاف قد يكون بمثابة فرصة كبيرة للقيام بإيجاد حل بديل ومناسب للمشكلة التي تكون محل جدل وبحث.

الاختلاف يعمل على إعطاء واكتساب الأشخاص الثقة بالنفس والعمل على بناء القدرة في مواجهة التحديات وإيجاد الحلول.

إن قيمة الاختلاف تكون كبيرة حيث يكمن فيه نور و رحمة، عندما تظهر برق الحقيقة من تصادم سحب الأفكار المتنوعة والآراء المتكاملة.

الاختلاف أيضًا قد يعطي فرصة حتى يقوم كل شخص بأخذ ما هو مناسب له من حلول.

إن الاختلاف في الرأي قد يعمل على توسيع قدرات الناس كلهم.

ففي الاختلاف وفرة، تنوع، إبداع، ابتكار، جمال، وتكامل للقلوب والعقول ورقي للروح.

إن روعة الألوان الطبيعية تجذب الأنظار فلو كان هناك لون واحد لأغمضنا أعيننا بعد دقائق، لأنه ممل يُشعرِنا بالضجر.

كن ممتناً باختلافك لأنه سر التميُّز، وتسامح من برمجيات الماضي بأن تكون كالناس كما قالوا قديماً: خَلِّكْ مثل باقي الناس. والمضحك عندما كنا نسأل: وما السبب؟ كانت الإجابة طامة كبرى: ترى هكذا تربينا عليها، أو هذا ما وجدنا به آباؤنا وأجدادنا، يجب أن نتغير ونبدع في كل اختلاف نمتلكه، فالمبدعون مختلفون، وعليه فلنربي أبناءنا بفكر مليء بالامتنان لهذا الاختلاف والتنوع، ونعززه في ذواتهم كي يخدمون مجتمعهم بكل صدق وإخلاص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى