عانت فقدان الزوج واختفاء الابن.. أم عماد تسرد كيف اختفى ولدها منذ أكثر من 6 سنوات

> تقرير فردوس العلمي

> الاختفاء قسرًا ألم تعاني منه كثير من الأسر جراء اختفاء رجالها من آباء وأبناء وإخوة أو أزواج، ولعل أكثر ما يؤلم هو عدم معرفة الأسرة شيئاً عن المخفيين من ذويهم إن كانوا أحياء أو أموات فكثير من الأمهات والآباء يموتون حسرة ووجعا على اختفاء الضنى وكثير من الزوجات تتشتت وتتعب من أعباء الأحمال الثقيلة التي تعانيها في تحمل أسرة وأطفال في ظل غياب الزوج وكثير من الأطفال تيتموا وآباؤهم على قيد الحياة ولكن مخفيون.

على هامش أعمال القمة النسوية التي أقيمت في منتجع كراون الأسبوع قبل الماضي تحكي أم عماد والدة المخفي قصراً حكاية ولدها بدموع الوجع وآهات ألم الفقد والغياب أبكت الحضور ونساء القمة الخامسة، ففي كل طاولة كانت دموع النساء حاضرة بقوة لم تتمكن أم عماد من المشي دون الاتكاء بعصاها كونها تعاني الأمراض المختلفة والمزمنة في ظل غياب ضناها دون أن تعلم عنه شيئًا، على الرغم من ذلك استطاعت أن تتحكم في صوتها الموجع من قوة الفقد وتواجه الحاضرين برغم ضعف جسدها وعدم قدرتها على الوقوف فجلست على مقعد لتواجه الحضور، فرغم كل الوجع ما زالت تمتلك الشجاعة والقدرة أن تحكي معاناتها وألمها وألم أسرتها بسبب فقد ابنها في عام 2016م.

وصية صعبة

أم عماد هي أم لسبعة أبناء وثلاث بنات، حكت كيف طوى أبو عماد صفحة حياته في رحلة الرحيل وهو يوصيها بأن تبحث عن ولدهم عماد، وقالت: "سنة وأربعة أشهر عقب رحيل أبو عماد، لم أترك بابًا إلا طرقته، بحثاً عن ابني، ولا أجد من يدلني على مكانه فكل جهة تقول لا يوجد عندنا ولا أدري ماذا أفعل ووصية أبو عماد في ذمتي".

مات أبو عماد ولم يرَ ولده، مات من معاناة الفقد والحزن، بكت بوجع وهي تقول "مات زوجي وفقدت ابني"، تجهش بالبكاء وتردد بصوتها المخنوق ابني مريض ويعاني من حالة نفسية ولديه تقارير معالجة من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية وليس له في السياسية أين عماد؟ وتكرر سؤالها وهي تصرخ بألم أين عماد؟ نحن أفراد أسرته لا نعلم أين عماد وكيف يقضي أيامه ولياليه؟".

اختفى ابني دون أن نعرف لماذا وإلى أين أُخذ ومع من؟ الكل ينكر وجوده فهل ابتلعه جان الأرض؟ فالأنس فوق الأرض ينكرون وجود عماد في مواقعهم ومعسكراتهم".

تواصل أم عماد سرد ألمها وتقول، "منذ أن كان عماد طفلا في الـ 11 من العمر وهو يعاني مرض نفسي وكان يعالج منه وهو الآن شاب في العقد الثالث من العمر يتلقى العلاج ولديه بطاقة معاينة من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بعدن ولم أترك قارئ قرأن وشيخ إلاّ أخذت ابني إليه ولم أترك طبيب مخ وأعصاب إلاّ عاين ولدي".

وتوضح "أخبرني الطبيب بأن عماد يعاني دهون في الدماغ وهو ما أظهرته الأشعة المقطعية وأبلغني الطبيب بأني سوف أرى ابني أيامًا طبيعيًا وأيامًا غير طبيعي وسيعاني (الفحررة) في الأرض (تشنجات) وتخرج الرغوة من فمه وهذه نتيجة الدهون في الدماغ".

وتواصل ألمها وتقول كان شيء رخيصا وكنت آخذ له العلاج بكرت المصحة دون تعب ولكن تكالبت علي الحياة وارتفعت أسعار كل شيء".

ومنذ أن أخفوا ابني ولم أرَه، ذهبت إلى إدارة الأمن وقيل لي طلع من هنا ولم يخبروني إلى أين، طلبت فقط أشوف ابني وإن كان عليه شيء يقدم للنيابة وللمحاكمة ليأخذ جزاءه".

حكومات تتعاقب وعماد مازال مخفيا

تقول أم عماد "تعاقبت الحكومات ولم أرَ ابني وكل حكومة تعطيني وعودا، لا تنفذ ولا توجد أي بارقة أمل لمعانقة ولدي ولكن إيماني بالله قوى".

مشاعر الأم لا تخطئ فأم عماد تؤكد بأن ابنها موجود ولم يمت ولكن تسأل بمرارة لماذا يخفوه عنا؟

وفي ختام هذا الوجع ترسل أم عماد المخفي قصراً رسالة إلى الحكومة: لا نريد منكم شيئًا أعيدوا لنا أبناءنا أو اسمحوا لنا بزيارتهم، إن كانوا في السجون حرام الظلم، من عليه شيء قدموه للمحاكمة ونحن نرضى بحكم المحكمة، حرام يعيش الأطفال اليتم وآباؤهم أحياء يُرزَقون، وأن تموت الأمهات والآباء وهم لم يروا أبناءهم ولا يعرفون هل سبقوهم إلى الباري أو مازالوا على قيد الحياة؟

انتهت أم عماد من سرد حكاية ابنها المخفي قصرا وتركت مقعدها لتترك فينا وجعًا وقهرًا ودموعًا تغسل وجوهنا.

خاص لـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى