ثقافة القطيع في سياسة وعلم الترقيع

> لم أعد أو غيري من المتفزلكين والمنظرين في مواقع الصلة بالحرف والكلمة بحاجة للتعريف بالثقافة المجتمعية الدخيلة والسائدة في الشارع وتحديدا في مدينتي الفاضلة عدن، في وسط مقطع الأوصال حاصره كل فرقاء السياسة وأطبقوا الخناق عليه طمعا برقعته الجغرافية حتى أصبحت المدينة ساحة صراع لتصفية حسابات لا ناقة لأهلها فيها ولا جمل كما حاصرهم اليأس والإحباط إلى حد لا يحتمل ولا يطاق، بل تكالبت عليهم كل صنوف وأهوال المعاناة بتفاصيلها المعقدة وما عاد المواطن فيها بحاجة للتفكير باستعادة هويته الإنسانية قبل الجغرافية بقدر حاجته للخروج من دائرة الهموم اليومية والكوارث المتعاقبة والحاجة للتعامل مع هذا الواقع المؤلم كأمر قسري فرض عليه بالتي هي أقسى وأمر حتى نال الرضى والقبول المرهونين بالاستسلام والتكيف معه على علاته ومن باب مع الجماعة رحمة وأن المخرج عاوز كذا.

تصحيح كل السلوكيات المشينة في الشارع ليست من صلاحياتي ولا هي من واجبات عملي على أرض الواقع المأساوي لطالما وأنا المسؤول عن بيت وأسرة وعائلة هي الأولى بتربيتها وتنشئتها وإخراجها للمجتمع بالصورة اللائقة التي أراها تمثل أخلاقي وقيمي وعاداتي وتقاليدي المنصوص عليها سلفا، ولست المسؤول عن إصدار شهادة حسن سيرة وسلوك لسائق "الدباب" المتهور ولا لرجل الأمن الذي يوقفك عنوة ليذكرك بكل فخر ومن باب العلم بالشيء بأنه لم يستلم راتبه ومستحقاته منذ أشهر ولا لذاك الذي افترش الشارع الإسفلتي العام وحوله إلى بسطة رزق لا ينافسه على الشارع والمطب سوى من يمارسون مهنة التسول، ناهيكم عن مفخخات الأخلاق للدولة العقيمة والمعتقة التي تمارس في معظم الدوائر الحكومية هواية الرشوة إلى تعطيل مصالح العامة بلا استحياء ولا ذرة خجل.

لا دور للقضاء ولا للحكومة بتفعيل القوانين السارية ولا حتى دور يذكر لكل الجهات المعنية بالقضاء على تلك الظواهر السلبية، فهل نتركها عليك يا باري حتى نفاجئ يوما بمن سيطبقها على طريقة فليغيره بيده؟

المبررات لكل ما يحصل هي جاهزة لطالما وقطاع التعليم في عدن بالذات معطل وبأوامر عليا مع سبق الإصرار والوقاحة، فهل سيتحرك معالي من يهمه الأمر لتفعيل منظومة التعليم وكذلك سن القوانين الصارمة لمواجهة هذا التحدي أم أنه سيكتفي بمنع بيع وشراء وتناول شمة الحوت؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى