في العام 2006م بمقر جمعية ردفان بعدن تسامح الجنوبيون وتصالحوا وأعلنوا أنهم على هذا المبدأ ماضون في استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.

لقد هدف الجنوبيون من التصالح والتسامح إلى ردم تشققات وصراعات الماضي التي كانت سبب مآسيهم وضياع دولتهم وسيادتهم على أرضهم وكادوا يفقدون هويتهم، وجد أعداء الجنوب ضالتهم في صراعات الماضي لإشغال الجنوبيين في أنفسهم، لكي يتمكنوا من النفاذ من خلال ذلك وأد المقاومة التي تتشكل في وجه الاحتلال الذي وقع عليهم في العام 1994م ولتكريس الاحتلال واستباحة الأرض ونهب ثروات الجنوب، لهذا كان الهدف من التسامح والتصالح السمو على الجراح ووضع قطيعة مع الماضي والتطلع لجنوب الغد جنوب قوي مشرق ومتعافٍ من كل أمراض الماضي، جنوب لكل الجنوبيين وبكل الجنوبيين، جنوب فيدرالي بعيد عن الاستبداد والتسلط وعن المركزية الشديدة، بحيث يدير كل أبناء محافظة أو ولاية أو إقليم شؤونهم وثرواتهم بحماية الدستور والقانون الذي سيتوافقون عليه، وبعلاقة متوافق عليها مع الدولة الاتحادية في عاصمتهم التاريخية والأبدية عدن،

وبالتصالح والتسامح استطاع الجنوبيون الانطلاق نحو المستقبل، وأسسوا الحراك الجنوبي السلمي الذي تحول إلى ثورة ثم مقاومة مسلحة وأنجز تحرير الأرض وبناء كيان سياسي وطني جنوبي بمشروع جنوب نظيف لأول مرة يمتلك شعب الجنوب مشروعا وطنيا بهوية وطنية جنوبية.

إن التصالح والتسامح الجنوبي هدف إلى قطيعة مع الماضي بما ساد فيه من خلافات وصراعات والاستفادة من الدروس والعبر وبما قادت إليه تلك الصراعات من ماسي تجرعها الجنوبيين ومازالت تجر ذيولها حتى اليوم.

مع مبدا التسامح والتصالح ووضع قطيعة مع الماضي يجب ألا نغض الطرف عن من تضرروا من تلك الصراعات، بل على الجنوبيين يقع جبر الضرر لكل الذين تضرروا بسبب صراعات الماضي، ولكن عند استعادة الدولة الجنوبية من خلال قانون العدالة الانتقالية التي تصدره الدولة وتستطيع تطبيقه، واليوم لا بد من جبر الضرر المعنوي وتحقيق الشراكة السياسية في صنع القرار وجعل الحوار منهج لحل كل المشكلات وما اختلف بشأنه فمرده لشعب الجنوب، وانتقال كل الجنوبيين للعمل الجاد نحو استعادة سيادتهم على أرضهم وبناء دولتهم المدنية الفيدرالية دولة النظام والقانون.