التحالف ومعركة اليمنيين.. دورٌ حاسمٌ في مواجهة الأكاذيب والتضليل

> «الأيام» نيوزيمن:

> "اليمن تعاني من انقلاب حوثي ميليشاوي ومن احتلال ووصاية سعودية إماراتية"، بهذه العبارة تحاول الناشطة الإخوانية توكل كرمان توصيف الوضع في اليمن في خطاب لها خلال المؤتمر الذي نظمته مؤسستها مطلع الأسبوع في العاصمة الأمريكية واشنطن.

التوصيف الذي قدمته كرمان لم يكن جديدا، بل كان ترديدا لخطاب تكرره هي وجماعتها وتيار من القوى والشخصيات الموالية لها خلال السنوات الماضية ضد التحالف العربي ودوره في اليمن الذي انطلق في مارس 2015م بطلب من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.

طلب جاء بعد ساعات من تمكن مليشيات الحوثي من السيطرة على العاصمة عدن التي لجأ لها هادي فارا من صنعاء التي سقطت في يد المليشيات في سبتمبر من عام 2014م، ليخرج أحد قادة إيران بتصريح معلنا سقوط العاصمة العربية الرابعة تحت سيطرة الأذرع التابعة لبلاده.

مشهد مثَّل حينها صدمة عنيفة صعقت اليمنيين ونخبهم التي سارع البعض منهم إلى مغادرة اليمن هربا من قبضة الحوثي، وعلى رأسهم كرمان التي غردت يومها على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، محذرة دول الخليج بالقول: "صنعاء رابع عاصمة عربية تحتلها إيران، الرياض ستكون الخامسة ودبي السادسة".

وقبل أن يبادر الرئيس السابق هادي بطلب التدخل العربي من القيادة السعودية أواخر مارس 2015م، كانت كرمان قد سبقته بأسبوع بفيديو مصور ظهرت فيه وهي تناشد دول الخليج وتطلب منهم التدخل الفوري في اليمن، بل وهددتها بزحف الحوثي نحوهم في حالة عدم الاستجابة لطلبها بالتدخل.

لم تكن مناشدة كرمان يومها لدول الخليج بالتدخل إلا تعبيرا صادقا عن مشاعر اليمنيين بحاجتهم إلى إسناد عربي يدعمهم للصمود أمام ابتلاع إيران لليمن بشكل كامل عبر مليشيات الحوثي، التي اجتاحت المدن من صعدة شمالا إلى عدن جنوبا.

اجتياح باتت معه قدرة المقاومة الشعبية على الصمود بوجه مليشيات إيران مكلفة جدا نظرا لمخزون السلاح الهائل بيد المليشيات يضاف له الدعم الإيراني غير المحدود عبر الموانئ والمطارات، بالإضافة إلى استخدامها لسلاح الطيران، وهو ما منحها تفوقا عسكريا.

ليتغير المشهد تماما مع الإعلان عن تشكيل التحالف العربي بقيادة السعودية أواخر مارس 2015م والتدخل عسكريا، لتنقلب الموازين تماما، وخلال عام واحد فقط بات أكثر من 70 % من الأراضي اليمنية محررة من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بعد أن رمت دول التحالف وتحديدا السعودية والإمارات بثقلها العسكري والسياسي لصالح الشرعية.

ومع حلول العام الثاني، بدأ المشهد في اليمن يتجه نحو مسار آخر مع بدء سيطرة جماعة الإخوان والقوى الحليفة لها أو ما بات يطلق عليها بـ "مافيا الحرب" على قرار الشرعية وتسخيره لصالحها، وتحويل المعركة إلى فرصة للإثراء والتربح، مع ابتزاز التحالف بالمضي في هذا المسار، عبر تحميله مسؤولية الأداء العبثي والكارثي للشرعية.

تدرجت سياسة الابتزاز التي مارستها "مافيا الحرب" ضد التحالف بتركيز الهجوم ضد أحد أطراف التحالف وتحديدا دولة الإمارات وتجنب الحديث عن السعودية، في محاولها منها إلى إيجاد شرخ داخل قيادة التحالف عبر الحديث عن دور إماراتي ودور سعودي، بل الترويج أحيانا لمزاعم عن وجود صراع بينهما على النفوذ بالمناطق المحررة.

ومع فشل هذه المحاولات، صعَّدت "مافيا الحرب" من خطابها ضد التحالف إلى حد تطابق خطابها مع خطاب جماعة الحوثي خلال السنوات الأربع الماضية، بعد أن بات رموزها يصفون دور التحالف العربي في اليمن بالاحتلال.

ألحق الدور السلبي الذي لعبته منظومة "مافيا الحرب" داخل الشرعية وضد التحالف، الضرر الكبير بمعركة اليمنيين ضد مليشيات الحوثي والتي دخلت مرحلة جمود خاصة في الجبهات شمالا وصولا إلى تساقطها بيد المليشيات عامي 2020- 2021م، وهو ما أعاد ذكريات مشاهد 2015م.

ولعل أكبر ضرر ألحقه دور هذه المنظومة هو العمل على خلق قناعة لدى المجتمع الدولي بفشل الخيار العسكري ضد جماعة الحوثي، الأمر الذي ضاعف من حجم الضغوط ضد دول التحالف بضرورة وقف الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية مع جماعة الحوثي، وتقديم كل التنازلات لها في سبيل ذلك كما حدث في مفاوضات التوصل لاتفاق الهدنة.

تسوية سياسية ستعمل على إنهاء أي دور مباشر للتحالف في اليمن، وترك اليمنيين شمالا وجنوبا أمام جماعة الحوثي بكل ما تملكه من قوة عسكرية ودعم وخبرات إيرانية، ما يعني تسليما عمليا لليمن إلى يد إيران كما حدث قبل نحو 8 سنوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى