لافروف: الناتو يحارب روسيا عبر أوكرانيا وأوروبا أصبحت خاضعة لأميركا

> موسكو«الأيام»رويترز:

> قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يخوض حرباً ضد روسيا عبر أوكرانيا، متهماً الاتحاد الأوروبي بأنه أصبح خاضعاً بشكل كامل للولايات المتحدة.

جاءت تصريحات لافروف في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية موسكو، عقده لاستعراض حصيلة عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2022.

وأوضح أن ما يحدث في أوكرانيا هو نتيجة تحضير الولايات المتحدة وحلفائها على مدى سنوات طويلة لشن "حرب هجينة" ضد روسيا.

وأضاف أنه باستخدامهم أوكرانيا وكيلة لهم فإنهم "يشنون حربا على بلادنا بمهمة واحدة: ‭'‬الحل الأخير‭'‬ للمسألة الروسية"، موضحاً أنه "بالضبط مثلما أراد هتلر ‭'‬حلا أخيرا‭'‬ لمسألة اليهود، الآن، إن استقرأتم السياسيين الغربيين … فإنهم يقولون بوضوح إن روسيا يجب أن تعاني من هزيمة استراتيجية".

الأزمة بدأت في 2014

كما شدد على أن الأزمة في أوكرانيا بدأت في 2014 قبل إعلان روسيا "العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2022.

وأوضح أن الغرب كان يسعى لـ"تدمير العلاقات بين روسيا وشركائها السابقين"، في إشارة إلى الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي.

وقال: "يمكن رؤية ذلك في أوكرانيا ومناطق أخرى. فانقلاب عام 2014 كان النقطة التي اضطرت كييف للاختيار بين التحالف مع الغرب أو مع روسيا"، مضيفاً أنه عقب ذلك "تم إنشاء دولة بوليسية للنازيين الجدد في أوكرانيا بمباركة الغرب".

وكان البرلمان الأوكراني صوّت  في 22 فبراير 2014 لصالح عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ إلى روسيا وتم تشكيل حكومة انتقالية، فيما ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعزل واعتبره "انقلاباً".

"تبعية أوروبية"

وشكك وزير الخارجية الروسي في استقلالية قرارات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالسياسة الخارجية، قائلاً إنه أصبح خاضعاً بشكل كامل لما وصفها بـ"إملاءات الولايات المتحدة".

واعتبر أن أوروبا أصبحت تعمل من أجل خدمة مصالح الولايات المتحدة في "احتواء" روسيا، قائلاً: "تم اتخاذ مسار لإنشاء هيكل كتلة ضد روسيا وجمهورية الصين في منطقة الإندوباسيفيك (المحيطين الهندي والهادئ)، كما يسميها الغربيون".

وأضاف لافروف أن إجراءات واشنطن بإنشاء "تحالف ضد روسيا يمكن مقارنتها بإجراءات هتلر لدى محاربته الاتحاد السوفيتي".

وأضاف أن "الولايات المتحدة  والاتحاد الأوروبي مستعدان لاستخدام الابتزاز، والقوة والعقوبات من أجل احتلال دول أخرى".

وانتقد سياسة العقوبات التي تنهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها، قائلاً إن "العقوبات تُستخدم لصفع أي دولة ترفض إطاعة أوامر واشنطن".

ولفت إلى أن واشنطن تمارس ضعوطاً على جورجيا من أجل دفعها للمشاركة في العقوبات الغربية ضد روسيا.

العلاقات مع الصين

من جهة أخرى،  أشار لافروف إلى أن بكين وموسكو منخرطتان في علاقات براغماتية وودية، إذ عزز البلدان بشكل كبير تجارتها وتعاونهما في مختلف المجالات وتندمجان في العديد من المنظمات الدولية.

وشدد لافروف على أن الولايات المتحدة تعتبر صعود الصين "تحديا" لهيمنتها، وتحاول احتواءها إلى جانب روسيا،

في السياق، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو تعكف  كذلك على تحسين علاقاتها مع العالم العربي في أعقاب فرض عقوبات غربية كاسحة عليها بسبب أوكرانيا.

وأضاف: "لم تنضم أي دولة عربية إلى العقوبات المفروضة على روسيا، على الرغم من الضغوط غير المسبوقة الذي يمارسه الغرب"، لافتاً إلى أن دولاً غربية حاولت الضغط لمنع حضورها جتماع مجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة في يوليو 2022، دون أن تنجح في ذلك.

واعتبر لافروف أن الدول العربية تتفهم موقف روسيا من الحرب في أوكرانيا، قائلاً إن  "العرب هم أصدقاؤنا القدامى والمخلصون، أرى تفهمًا لموقفنا، وتفهما بأن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا، بل يتعلق بالنضال من أجل نظام عالمي جديد ضد أولئك الذين يعتقدون أن العالم يجب أن يخضع لهم".

وفي السياق، أشار إلى أن "واشنطن تحاول الحفاظ على الهيمنة عن طريق الاحتيال والاستيلاء".

وقال وزير الخارجية الروسي: "إن دور واشنطن المتمثل بتقديم إملاءات في الشؤون الدولية تعني ما يلي: مسموح لنا (واشنطن) أن نفعل ما نريد وأينما نريد، وفي أي ركن من أركان الأرض. ولا يمكن لأي شخص آخر فعل أي شيء دون موافقتنا، حتى لو كان أمنكم مهدداً".

"لا مجال للمفاوضات مع زيلينسكي"

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن أهداف "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تحددها مصالح روسيا وجيرانها"، قائلاً إن "أهداف العملية العسكرية ليست وهمية ولا ينبغي لأوكرانيا أن تشكل تهديدًا على روسيا".

وأضاف أنه يجب التأكد "من أن أوكرانيا لا يمكن أن تتوفر على بنيات تحتية عسكرية تهدد روسيا"، في إشارة إلى رغبة كييف في الانضمام لحلف الناتو ما يمهد لإقامة بنيات تحتية للناتو في البلاد.

كما شدد لافروف على أن من المصالح التي ترغب روسيا في حمايتها في أوكرانيا هناك "ضمان عدم وجود تمييز أو متابعات قضائية للمواطنين الأوكرانيين الناطقين بالروسية، والذين يريدون الحفاظ على ثقافتهم ولغتهم الروسية".

وفي رده على سؤال بشأن إمكانية إجراء مفاوضات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال لافروف إنه "لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات مع زيلينسكي، ببساطة لأنه منع قانونياً إجراء محادثات مع الحكومة الروسية".

واعتبر أن الرئيس الأوكراني يقدم مقترحات غير واقعية بشأن التسوية السلمية، قائلاً إن "زيلينسكي طرح بعض المبادرات السخيفة تماماً في الخطة من 10 بنود".

وروّج زيلينسكي للخطة المذكورة للمرة الأولى خلال قمة مجموعة الـ20 التي عقدت بإندونيسيا، في نوفمبر الماضي، وحض زعماء العالم على عقد قمة عالمية بناء على الخطة.

البنود الـ10 لخطة السلام التي يقترحها زيلينسكي

* السلامة الإشعاعية والنووية، بالتركيز على استعادة الأمن حول محطة "زابوروجيا" النووية في أوكرانيا التي تعد الأكبر في أوروبا وتخضع حالياً للسيطرة الروسية.
*الأمن الغذائي، بما يشمل حماية صادرات الحبوب الأوكرانية وضمان وصولها إلى أفقر الدول.
*أمن الطاقة، بالتركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية، إضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.
*الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.
*إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة في بند قال عنه زيلينسكي إنه "غير قابل للتفاوض".
*سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها.
*العدالة بما يشمل تأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا.
*منع إبادة البيئة الطبيعية والحاجة لحماية البيئة بالتركيز على إزالة الألغام وإصلاح منشآت معالجة المياه.
*منع تصعيد الصراع وبناء هيكل أمني في الفضاء اليورو-أطلسي بما يتضمن ضمانات لأوكرانيا.
*تأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من كافة الأطراف المعنية.

وسرعان ما جوبهت المقترحات الأوكرانية برفض روسي، إذ اعتبرت موسكو، أنه لا توجد خطة "سلام أوكرانية" حتى الآن، لأن كييف لا تنظر في الحقائق على أرض الواقع، بالإشارة إلى ضم 4 مناطق أوكرانية للاتحاد الروسي.

المفاوضات مع الغرب

وقال لافروف إن روسيا مستعدة للنظر في مقترحات جادة من الغرب لإجراء مفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية ، "لكن لم يتم تقديم أي مقترحات حتى الآن".

وأضاف لافروف: "كل هذه الأحاديث الغربية حول استعدادهم للمفاوضات، بينما يُزعم أن روسيا هي التي ليست جاهزة، تأتي من الجانب الشرير (الغرب)".

وقال مخاطباً الصحافي الذي سأله عن المفاوضات، قائلاً: "لقد سألت عن آفاق المفاوضات بين روسيا والغرب بشأن القضية الأوكرانية، سنكون مستعدين لأي مقترحات جادة. لكننا لا نرى مقترحات جادة بعد".

وشدد على أن موسكو مستعدة لمناقشة الأمر مع الدول الغربية والرد على أي مقترحات جادة، مضيفا أن أي محادثات يجب أن تتناول المخاوف الأمنية الكثيرة لروسيا.

وفي السياق،  دعا لافروف حلف شمال الأطلسي مجددا إلى إزالة بنيته التحتية العسكرية من أوكرانيا والدول الأخرى القريبة من حدود روسيا.

وبخصوص مسار انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي، قال لافروف إنه سيتم "اتخاذ الإجراءات التقنية والعسكرية المناسبة على الحدود الروسية، في حال أنهت السويد وفنلندا مسار الانضمام للناتو".

مباحثات استخباراتية

من جهة أخرى، كشف لافروف أن الاجتماع بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين في أنقرة في نوفمبر الماضي عقد بناء على طلب قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وسبق أن عقد مديرا الاستخبارات الأميركية والروسية اجتماعاً نادراً، في 14 نوفمبر الماضي، بتركيا جددت خلاله واشنطن تحذيرها لموسكو من أي استخدام للسلاح النووي في حربها بأوكرانيا، كما أثارت ملف مواطنيها المحتجزين في روسيا.

ألمح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، الثلاثاء، إلى إمكان عقد لقاء جديد مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، قائلاً إنه "بالإمكان تحديد موعد جديد بين الجانبين وذلك بالاتفاق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى