وساطة جديدة استثنى منها الحكومة الشرعية

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
غادر المبعوث الأممي هانس جروندبرج، اليوم العاصمة اليمنية صنعاء، كما وصلها مع استثناء إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن الدولي وقال: "يسعدني أن أقدم الإحاطة الأولى لهذا العام من اليمن".

وفي إحاطته تلك قال المبعوث لمجلس الأمن إن المناقشات "إيجابية ومثمرة"، جاءت الإحاطة بعد وقت قصير من خبر لقاء المشاط به والذي نشرته وسائل إعلام الميليشيا قبل بدء جلسة مجلس الأمن بقليل.

 تحدث الخبر بتفاؤل عن خطوط عريضة لمشروع اتفاق حملة الوفد العماني "يتعلق بالملف الإنساني وفي مقدمته صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز والفتح الكامل لمطار صنعاء وميناء الحديدة وفتح الطرقات وتبادل الأسرى".

لكن وبعد مغادرته غابت نبرة تفاؤل المبعوث الذي وصفت تغريدة نشرها حسابه على تويتر الزيارة بأنها جاءت "تماشيا مع جهوده المستمرة"، وجاء فيها أيضا أن المبعوث الأممي "اختتم زيارته إلى صنعاء والتي استمرت ليومين"، و"تأتي هذه الزيارة تماشيا مع الجهود المستمرة للمبعوث الأممي بغية التوصل إلى تسوية سياسية وتفاوضية شاملة في اليمن".

وتعزى نبرة المبعوث الخافتة عقب مغادرته صنعاء إلى أن المحادثات تجري بمعزل عن الحكومة اليمنية، وهو ما عبر جروندبيرج عن استيائه منه لدى حديثه لمجلس الأمن بقوله: "في حين أن الدعم الإقليمي والدولي أمر حاسم في كل من مرحلتي التفاوض والتنفيذ لأي اتفاق، أود أيضا التأكيد على أهمية تولي اليمنيين زمام العملية".
وأضاف أنه "لا يمكن معالجة العديد من القضايا المطروحة على الطاولة بشكل فعّال، خاصةً القضايا المتعلقة بمسائل السيادة، إلا من خلال حوار شامل بين اليمنيين".

وكان المبعوث قد وصل صنعاء الخاضعة للحوثيين، الاثنين، قُبيل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الشهري بشأن اليمن، وهي زيارة تأخرت كما يبدو عدة أيام، وجاءت بالتزامن مع أحاديث عن تقدم في النقاشات التي تجري بين السعودية والحوثيين في مسقط.

وبعد استراحة المبعوث ومن معه عقب وصولهم صنعاء، كانت الساعات الخمس الأخيرة مزدحمة بالمواعيد، بداية بلقاء بروتوكولي لهانس مع ما يسمى بوزير الخارجية في حكومة الجماعة "هشام شرف" في مقر الوزارة الواقع تحت سيطرة الجماعة، وأيضا، وفي نفس المبنى، اجتماع للجنة "يحيى الرزامي" التي أسمتها وكالة سبأ بنسختها الحوثية "اللجنة العسكرية والأمنية الوطنية للمفاوضات"، مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي "الجنرال هايوورد".

تحدث الرزامي في الاجتماع مهددا ومتوعدا ومحذرا كما هي العادة، مع تكرار المعزوفة الرائجة مؤخرا "مرتبات الموظفين وحماية الثروات"، فيما التزم الجنرال الأممي الصمت، بحسب الخبر المنشور في الوكالة.
وبعد جولة في شوارع صنعاء بالسيارات الأممية رفقة الأطقم الحوثية، وصل المبعوث الأممي إلى مقر البنك المركزي بصنعاء، ليناقش مع "القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا، محافظ البنك المركزي (الحوثي)، هاشم إسماعيل الملف الاقتصادي وجهود تخفيف معاناة الشعب اليمني الناتجة عن العدوان والحصار" بحسب الوكالة.

وفي هذا الاجتماع، تخلى الحوثيون عن الملف الإنساني الذي مثل أيقونة المرحلة الماضية، ليؤكد المسؤول الحوثي أن "معالجة الوضع الاقتصادي هي المدخل الرئيس لأي حل سياسي، وأن المزيد من التأخير في إيجاد الحلول العادلة لهذا الملف سيعقد الأمور ويلقي بظلاله على باقي الملفات".
وفي ديباجة الخبر الطويل الذي نشرته الوكالة الحوثية كان موقف الميليشيا هنا أكثر حدة واختفت فيه النبرة الإيجابية، مبررة حربها الاقتصادية بـ "حماية القوة الشرائية للمواطنين ومنع نهب الثروة"، واحتجت على منح الحكومة التصرف في حقوق السحب لدى البنك الدولي، كما لوحت بالتراجع عن اتفاق تحييد خطر خزان صافر بحجة "لم تقدم الأمم المتحدة أي توضيحات لأسباب التأخير".

وقال الخبر الطويل إن المبعوث عبر عن سعادته "بما سمعه من أفكار بنَّاءة، ومستوى التجاوب الذي لمسه".
واعتاد المبعوث بعد زياراته سواء إلى صنعاء أو الرياض أو مسقط الإشارة إلى أبرز نتائج نقاشاته والتلميح إلى الأجواء التي سادت المناقشات والتي يعبر عنها غالبا بأنها "إيجابية بناءةً"، إلا أن كل هذه المصطلحات البراقة اختفت في تغريدته الأخيرة، والتي جاءت بالتزامن مع حراك دولي واسع وسط أحاديث عن تقدم في المشاورات المباشرة بين السعودية والحوثيين في مسقط.

ويوم أمس الأول الثلاثاء، نقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين يمنيين وسعوديين وآخرين في الأمم المتحدة، أن المملكة أعادت إحياء المحادثات مع الحوثيين، على أمل تعزيز وقف إطلاق النار غير الرسمي المستمرّ منذ أكثر من 9 أشهر، ووضع مسار للتفاوض لإنهاء الحرب في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى