المحترف الإثيوبي بايو مولو: الكرة اليمنية متوسطة المستوى وينقصها التخطيط السليم

> حاوره / فارس نعمان:

> هو علامة بارزة بين اللاعبين الأجانب الذين لعبوا في الدوري اليمني على مدار التاريخ، نظراً للمميزات التي تمتع بها والتي جعلته مميزاً عن سواه من المحترفين الأجانب، إذ تميز بموهبته الكروية الفذة وقدراته البدنية والفنية الهائلة، كما برز بشخصيته القوية كقائد ميداني داخل الملعب لا يشق له غبار، وتمتع بكاريزما متفردة بإدائه الراقي ولمساته السحرية، وكما لعب دوراً مهماً في قيادة فريقه إلى منصات التتويج، وترك بصماته الكروية خالدة في أذهان الجماهير الرياضية وشاهدة على نجوميته العالية..

إنه النجم الإثيوبي (بايو مولو جبروولد) لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الصقر التعزي والمنتخب الإثيوبي الأسبق، والذي تحدث في حوار خص به «الأيام» عن ذكرياته خلال فترة تجربته الاحترافية في الدوري اليمني، بالإضافة لرأيه في اللاعب اليمني، وطموحاته المستقبلية في مسيرته التدريبية وأمور أخرى .. وذلك في السطور التالية:


* كمدخل تقليدي إلى الحوار كان سؤالي للنجم بايو مولو هو إيجاز عن سيرته الذاتية لمسيرته الكروية؟

« أولا وقبل كل شيء أشكركم كثيراً على تواصلكم معي وإتاحتكم لي هذه الفرصة الطيبة للحديث عن ذكرياتي الجميلة في الملاعب اليمنية والتي قضيت فيها سنوات رائعة أعتز فيها كثيراً، كما يسعدني أيضاً الحديث إلى الجمهور الرياضي اليمني وخاصة جمهور نادي الصقر.. لقد بدأت مسيرتي الكروية في نادي سانت جورج "جرجيس"، وتدرجت في صفوف فرق النادي الناشئين والشباب تم ترقيتي إلى الفريق الأول بداية موسم 1994-1995، ودافعت عن ألوانه لمدة عامين فقط، حيث خضت تجربة احترافية في بلجيكا لمدة 8 أعوام ، لعبت خلالها مع أندية وهي : (سبورتنج لوكيرين - كي آر سي جينك - ستاندار لييج - ويرشوت)، وفي عام 2005 انتقلت إلى اليمن للانضمام إلى فريق نادي الصقر، وأمضيت معه ثلاثة أعوام ونصف، وبعدها عدت إلى بلجيكا للعب في نادي (ليتيم البلجيكي) والذي ختمت معه مسيرتي الكروية في عام 2013».

وحول مسيرته الدولية مع المنتخبات الوطنية الإثيوبية، قال بايو: «تم اختياري لصفوف المنتخب الوطني الإثيوبي تحت 17 سنة، للمشاركة في بطولة كأس سيكافا تحت 17 سنة والتي أقيمت عام 1995 في كينيا ، وفي العام التالي تم ضمي ضمن المنتخب الوطني للشباب المشارك في بطولة شرق ووسط أفريقيا تحت 21 سنة والتي استضافتها بلادنا وقد أستمرت مشاركتي مع المنتخب الوطني الإثيوبي في مختلف المستويات العمرية حتى عام 2004».

* بعد محطة الاعتزال كيف سارت مسيرتك الرياضية وماهي مشاريعك في المرحلة المقبلة؟

- بعد اعتزالي اللعب اتجهت إلى مجال التدريب، حيث بدأت العمل على التأهيل من خلال حصولي على دراسات تحضيرية لمدربي كرة القدم وكذلك عملت في تدريب الفرق العمرية لنادي سانت جورج ودخلت في فترة معايشة مع عدد من المدربين الأجانب الذين أشرفوا على تدريب فريق سانت جورج، وفي موسم (2017-2018) باشرت مهمتي التدريبية كمدرب عام لفريق كرة قدم نادي سانت جورج، ضمن الجهاز الفني للمدرب البرتغالي (مانويل فاز بينتو)، وحالياً أنا متواجد في بلجيكا، لحضور دورات تدريبية ينظمها الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، وأطمح مستقبلاً في الحصول على رخصة التدريب (UEFA Pro) لكرة القدم ، إلى جانب مواصلة التأهيل والتطور عبر حضور دورات تدريبية متقدمة والاطلاع على طرق التدريب وأساليب اللعب والتكتيك الحديثة، فضلا عن خوض عدة تجارب عملية.

- وأضاف بايو مولو قائلاً : «أما على الصعيد الشخصي ، أسست مع مجموعة من الأصدقاء في بلجيكا، جمعية رياضية تحت اسم (الجمعية الرياضية الإثيو أفريقية لكرة القدم) والتي نهدف من خلالها في تسويق اللاعبين الإثيوبيين الشبان والأفارقة في الأندية البلجيكية، ولهذا الغرض قمنا بتوظيف مجموعة من الخبراء في مجال الكشف عن المواهب الكروية في إثيوبيا وفي بعض البلدان الأفريقية.. كذلك قمت بعدة استثمارات خاصة بي ومنها إنشاء متجر تجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (بايو مولو للملابس والأدوات الرياضية) ويحتوي المتجر على أرقى الماركات العالمية كما أنني الوكيل الحصري للعلامة التجارية لشركة (جاكو الرياضية الألمانية) في إثيوبيا».

* بالعودة لعام 2005 كيف كان انضمامك لنادي الصقر اليمني؟

- جاء انتقالي للعب في فريق الصقر، عن طريق شقيقي (يوردانوس أباي وأنور سراج)، اللذان تواصلا معي وأخبروني عن الدوري اليمني وعرضا عليَّ فكرة اللعب مع نادي الصقر لحاجتهم للاعب أجنبي في مركز "صانع ألعاب"، وبعد اطلاعي على العرض المقدم من إدارة نادي الصقر ووافقت بالطبع وتحمست جداً لخوض تلك التجربة الاحترافية خصوصاً أن فريق الصقر يضم في صفوفه (سراج ويوري) حيث سبق وأن لعبنا معا في صفوف المنتخب الوطني الإثيوبي.

* ماذا كنت تعرف عن الكرة اليمنية قبل قدومك للاحتراف فيها؟

- كانت المعلومات بالنسبة لي ضئيلة جداً، ولكنها كانت تحمل أن هناك تقديرا للاعب الإثيوبي في الفرق اليمنية، خصوصاً بعد انتقال عدد من اللاعبين الإثيوبيين للعب في الدوري اليمني والذين قدموا مستويات رائعة وحضورا متميزا وفي مقدمتهم اللاعب الكبير (أنور ياسين) الذي حقق نجاحاً باهراً مع فريق الصقر وكان سبباً رئيساً في لفت نظر الأندية اليمنية للمواهب الإثيوبية.

* وعن مستوى الكرة اليمنية من خلال وجهة نظره كلاعب محترف سابق.. يقول بايو مولو: «الكرة اليمنية متوسطة المستوى، وينقصها التخطيط السليم طويل المدى كما تحتاج إلى تطوير البنى التحتية من ملاعب رئيسة وملاعب للتدريبات، والتنظيم المستمر للمسابقات الكروية لجميع الفرق العمرية وكذلك توفير الإمكانات المادية اللازمة للأندية.. أما على المستوى الفردي شاهدت العديد من اللاعبين المحليين الموهوبين جداً في الفرق اليمنية ولكنهم بحاجة إلى العمل بجد لتطوير ما لديهم من مهارات والتعامل باحترافية من حيث الالتزام والجدية في التدريب والسعي للتطور، وتقبل آراء الناس سواء كانت جيدة أو سيئة، إلى جانب الطموح للوصول إلى أعلى المستويات.

* كيف تُقيم تجربتك الاحترافية مع نادي الصقر اليمني؟

- التقييم متروك للنقاد المتخصصين وللجماهير الرياضية، ولكنني بشكل عام راضٍ جداً لما قدمته خلال رحلتي الكروية مع نادي الصقر اليمني ويمكنني القول أنها كانت تجربة ناجحة وعاطفية للغاية وأنا سعيد جداً بتلك الفترة والتي تعد محطة هامة من رحلتي الكروية، كما أنني أشعر بالفخر لأنني كنت أحد عناصر فريق الصقر الذي حقق لقب بطولة الدوري اليمني لكرة القدم في عام 2006 للمرة الأولى في تاريخ النادي منذ تأسيسه وهو أمر رائع جداً لأنه يعتبر جزء من التاريخ الذي سيظل محتفظا بقائمة أسماء اللاعبين الذين حققوا ذلك الإنجاز التاريخي والهام في تاريخ نادي الصقر.

* ما هي الفرق اليمنية التي أعجبتك عروضها في الدوري اليمني؟

- هناك عدة فرق بالدوري اليمني تميزت بجودة لاعبيها وقدمت عروض ومستويات رائعة ونتائج جيدة وكانت تنافس بقوة على المراكز المتقدمة بجدول الترتيب وفي مقدمتها طبعاً فريقي الصقر والتلال وأهلي صنعاء وشعب إب وكذلك فريق حسان كان فريقا رائعا يضم في صفوفه لاعبين شبان موهوبين جداً.

- وعن أبرز اللاعبين المحليين الذين لفتوا نظره في الدوري اليمني، يقول بايو مولو: «في تلك الفترة عندما كنت ألعب، كان هناك لاعبون موهوبون في جميع الأندية وأعجبت بهم شخصيا ومن أولئك الذين لعبوا ضدي ومنهم: أكرم الورافي ورضوان عبدالجبار وعلي النونو وتسير جمعه لاعب شعب حضرموت وهناك لاعبين آخرون جيدين يلعبون في فرق أندية التلال وحسان والهلال واليرموك.. لا تسعفني الذاكرة لمعرفة أسمائهم».

* وعن أجمل مبارياته في الملاعب اليمنية، يقول بايو مولو: «هناك الكثير من المباريات الجميلة ومن أبرزها أمام فريق التلال التي كانت تمتاز بطابع الإثارة والندية وتشهد حضورا جماهيرا غفيرا، ومن المباريات الرائعة أيضاً كانت أمام فريق أهلي صنعاء في عام 2006 وفيها فزنا ذهابا وإيابا، وكذلك أمام فريق شعب إب بنتيجة 4-1 وأمام شعب حضرموت بـ 8-1 في عام 2007، ولا يمكن أبداً أن أنسى مباراة التتويج بالدوري اليمني بعام 2006 والتي كانت أمام فريق تضامن شبوة وفزنا فيها بنتيجة (7-3) ويومها سجلت هدفاً ضمن أهداف تلك المباراة التاريخية».


* ما الهدف الأفضل في مسيرتك مع الصقر اليمني؟

- في الواقع لقد سجلت عدد قليل من الأهداف خلال مسيرتي بفريق الصقر، لكن يمكنني أن أختار هدفين لهما مكانه في قلبي، أولاً هدفي الأول بالدوري اليمني الذي سجلته في شباك فريق 22 مايو في عام 2005 وكان ذلك الهدف في أول مباراة لي بقميص الصقر، وكذلك هدفي ضد فريق تضامن شبوة في مباراة التتويج بلقب الدوري 2006، وكان شعوري رائعاً لأنني وضعت بصمتي في تلك المباراتين.

* من هو اللاعب الذي كنت تحب اللعب معه في فريق الصقر؟

- لا يمكنني اختيار أفضل زميل حظيت به مع فريق الصقر، لأن علاقتي بكل زملائي بالفريق كانت رائعة، وأنا سعيد وممتن جداً لجميع زملائي اللاعبين الذين كنت ألعب معهم، خصوصا أن فريق الصقر كان يضم مجموعة جيدة من اللاعبين الكبار من حيث المهارة والشخصية، مثل : خالد الطاهش وأحمد الزريقي وعلي العمقي وفضل العرومي وفهد راشد ومحمد المنج وأنور سراج ويوردانوس وجاعم ناصر وطارق سالم وفهمان عائش ومعاذ عساج، وكنا رائعين في الملعب كفريق يقدم كرة قدم جميلة وممتعة ، وكان لمدربنا سيوم كبيدي أكبر مساهمة في ذلك التألق والنجاح وأيضا لا أنسى دور المدرب السابق هاتف شمران.

* ما أصعب موقف واجهك في حياتك الرياضية؟

- تعرضي للإصابة اللعينة التي لحقت بي في أحدى مباريات الدور الثاني لبطولة الدوري بموسم 2006-2007، والتي أبعدتني فترة طويلة عن الملاعب، لقد كانت تجرية صعبة جداً بالنسبة لي ولكنها علمتني درسا عظيما بخلاف ذلك في حياتي الكروية.

* ما هي أفضل لحظاتك الجميلة مع نادي الصقر؟

- أستطيع أن أقول من كل قلبي أنني قضيت وقتا ممتعا في نادي الصقر اليمني، ولكن دعني أخبرك بشيء مدهش حقاً ولن أنساه أبداً، هو لحظة فوزنا بلقب الدوري عام 2006 وكما تعلم كان يومها كل سكان مدينة تعز سعداء ولقد كانت لحظات جميلة جداً وستبقى ذكرى لا تُنسى، وصدقني عندما أشاهد الصور الذي يذكرني بذلك الوقت مع الصقر، فإنه يصنع ذكريات جميلة بالنسبة لي، مشاعري ليست بسيطة يمكنني التحدث عنها لكن الشعور بداخلي لا يوصف بأي لغة، ولا يمكن أن أحبس دموعي الآن.

* لمن تدين بالفضل على صعيد المدربين خلال مسيرتك الكروية؟

- أدين بالفضل فيما وصلت إليه من نجاح في حياتي المروية لكل المدربين الذين تولوا تدريبي وأحاطوني برعايتهم في مسيرتي وأخص بالذكر منهم، الأب الروحي لي المدرب (سيوم كبيدي) الذي تدربت معه منذ أن كنت يافعا ضمن فريق ناشئة كرة القدم لنادي سانت جورج وساهما كثيراً في إعدادي وصقل مواهبي من الناحيتين الفنية والذهنية، وهو الذي أصعدني من فريق B سانت جورج إلى الفريق الرئيسي وكذلك هناك عددا من المدربين الوطنيين الإثيوبيين الذين تدربت معهم ومنهم أسرت هايلي ، وآباتي وسيونيت بيشاو .. وغيرهم.

* في مسيرة كل لاعب محطات تكون بارزة عن غيرها.. فماذا عنك؟

- هذا صحيح، وفي حياتي الكروية عدة محطات هامة تركت في نفسي أثراً مميزاً، ومن أهم تلك المحطات كانت في مشاركتي الأولى مع فريقي سانت جورج بالدوري الإثيوبي عام 1995، حينما تم استدعائي للمنتخب الوطني الإثيوبي تحت 17 عاماً، وذلك للمشاركة في بطولة شرق أفريقيا للناشئين (سيكافا -CECAFA) والتي أقيمت في كينيا عام 1995، ونجحنا بالتتويج بكأس البطولة وحصدت أيضاً جائزة أفضل لاعب في البطولة، وكان ذلك العام (1995) هو الأهم في تاريخي، خصوصاً أنني حققت مع فريقي سانت جورج بطولة الدوري الإثيوبي الممتاز وكأس السوبر الإثيوبي.

* هل مازالت تتابع الدوري اليمني وأخبار نادي الصقر؟

- منذ أن غادرت اليمن، وأتابع نتائج مباريات فريق نادي الصقر عن كثب عبر بعض المواقع الإلكترونية باللغة الإنجليزية ووسائل التواصل الاجتماعي، وغالبا ما أكتب ردود على صفحة نادي الصقر بالفيسبوك، وأسعد كثيراً حينما يتم نشر صور لي ولفريق الصقر في ذلك الوقت، كذلك لدي العديد من الأصدقاء باليمن في الحياة الاجتماعية في الفيسبوك.

* ما هي أبرز إنجازاتك الجماعية والفردية خلال مشوارك الكروي؟

- خلال السنوات القليلة التي لعبت فيها مع سانت جورج ، فزت معه ببطولة الدوري الإثيوبي الممتاز عام 1995 وبطولة كأس إثيوبيا 1996 وكأس السوبر الإثيوبي 1996، كما فزت مع فريق الصقر ببطولة الدوري اليمني عام 2006، وعلى مستوى المنتخب الوطني الإثيوبي حققت النجاح بحصد 3 بطولات لكأس سيكافا (SECAFA) لمنتخبات شرق ووسط أفريقيا، لفئة الناشئين عام 1995، وللشباب عام 1996، وكذلك على صعيد المنتخب الأول عام 2001.

أما على الصعيد الفردي، فزت بجائزتي أفضل لاعب في بطولة سيكافا (SECAFA) لمنتخبات شرق أفريقيا للناشئين - 1995، للشباب - 1996.

* ما هي الرسالة الأخيرة التي تريد إرسالها في ختام هذا الحوار؟

- أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر كل القائمين على إدارة نادي الصقر وفي مقدمتهم الأستاذ شوقي هائل رئيس النادي ونائبه رياض الحروي الأب الروحي، الذين أولوني كل اهتمامهم وشملوني بعنايتهم ورعايتهم، وكذلك أشكر جميع العاملين في نادي الصقر واحدا واحدا، وأشكر أيضاً الكابتن نبيل غانم والكابتن مروان الأكحلي وأحمد السعدي على تعاونهم معي مؤخراً، كما أريد توجيه الشكر والحب الكبير لجمهور نادي الصقر، وأقول للجميع لن أنساكم أبداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى