النقيب باحشوان: نشاطنا مهني وبعيد عن الاستقطابات السياسية
> حاوره/ أحمد عبد الوهاب:
>
ما هى دلالات الإعلان عن تشكيل نقابة للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في هذا التوقيت؟
هل نقابة الصحفيين الجديدة والتي باركتها الحكومة اليمنية هى إحدى خطوات تحقيق الأهداف الجنوبية؟
كيف كان حال الصحفيين والإعلاميين قبل تأسيس تلك النقابة خصوصا بعد الحرب الأخيرة؟
ما موقفكم من المجلس الانتقالي وهل يمكن أن يشكل عائقا أمام استقلالية نقابتكم؟
ما هو الموقف القانوني لنقابتكم؟
ما هى شروط الانضمام لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين؟
ما مدى القبول الرسمي لتلك النقابة؟
ما هي مصادر تمويل النقابة والخدمات التي تقدمها للاعضاء؟
في ظل الواقع السياسي الراهن..هل يمكن إبعاد نقابتكم عن المهنية والاستقلالية؟
هل لكم تحفظات على بعض القوانين الخاصة بالصحافة والنشر في اليمن؟
معظم القضايا التي ترفع ضد الصحفيين والإعلاميين تكون ظالمة ولا تستند إلى أساس قانوني، ويتم توقيف بعض الصحفيين حتى في النقد البنّاء الذي يستهدف فساد معين بالأدلة والوثائق من جانب بعض المسؤولين، الذين يعتبرون النقد استهزاء بشخصهم، لكن في مؤتمرنا الأخير رفضنا أي محاولات للنيل من حرية الصحافة، وسنقوم بعملية توعية حول أهداف المهنة ودورها في بناء المواطن والدولة.
جاء تأسيس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في اليمن، ليعيد الأمل إلى المهنة التي باتت أحد أهداف الفرقاء السياسيين في اليمن، وتعرض المؤسسات الإعلامية والصحفيين للاستهداف.
وللتعرف على كواليس تأسيس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في اليمن، وأهدافها ومدى شرعيتها وما الذي يمكن أن تقدمه لأعضائها ومنتسبيها ومصادر تمويلها واستقلاليتها عن الواقع السياسي المضطرب داخليا وخارجيا.. أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، عيدروس باحشوان، وإلى نص الحوار…
يأتي الإعلان عن نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين باليمن ضمن سياق نضال الجنوب لاستعادة الاتحادات والنقابات الجنوبية، والتي كان لها تاريخ وإرث كبير، سواء في العاصمة عدن أو الجنوب عموما، وجاء المؤتمر الأول للصحافيين بعد سنوات من الإقصاء والحرمان والتهميش سواء كان على المستوى النقابي أو العملي في المؤسسات الإعلامية التي كان يسيطر عليها النظام اليمني الشمالي منذ حرب العام 1994، لذا فإن الوقت قد حان لاستعادة العمل النقابي سواء ما يتعلق بنقابة الصحفيين، أو بقية النقابات التي شهدت الشتات وإهمال وتهميش لأعضائها، ومنذ إعلان اللجنة التحضيرية في 18 سبتمبر الماضي، كان لهذا الإعلان وقع كبير في نفوس الصحفيين والإعلاميين الذين التفوا حوله، وأعلنوا تأييدهم ومباركتهم له، لذا حظي المؤتمر الأول بحضور منقطع النظير.
إن تشكيل نقابة الصحفيين الجنوبيين باليمن هى استعادة حق كان له إرث كبير، لذا فإن تلك الخطوة حفزت كثير من الاتحادات والنقابات المرتبطة بالنظام اليمني في صنعاء لفك ارتباطها، وبالفعل هناك تحركات لدى الكثير من النقابات للاستقلال بعد النجاح الكبير الذي تحقق للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في مؤتمرهم الأول، كل هذه الجهود تأتي في إطار ترتيب الأوضاع للدولة الجنوبية بوضع اللبنات الأولى للمؤسسات والنقابات والاتحادات بشكل عام.
الحالة العامة في الجنوب ليست على ما يرام منذ سنوات، وليس على المستوى النقابي أو الوظيفي فقط، حيث سادت البطالة والفقر والإبعاد والإقصاء للجنوبيين، خلال تلك الفترة ظل الناس مغلوب على أمرهم إلى أن وصلنا إلى الانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية في حرب العام 2015، بعد هذا التاريخ بدأ الجنوب يستعيد أنفاسه بعد أن اسقط المشروع الإيراني الحوثي في اليمن، كما ساهم هذا الانتصار في تحفيز الجنوبيين للالتفاف حول قضيتهم وتضميد الجراح والمعاناة التي أحدثتها الحرب والتعثر الكبير في كافة الخدمات، وبعد الانتصارات في العام 2015 بدأ الجنوب يستعيد تاريخه الذي تأسس بعد الاستقلال 1967-1990.
هذه المخاوف كانت سائدة منذ انطلاق أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر في سبتمبر الماضي، وكان تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبارة عن مستقلين، وتم عقد العديد من اللقاءات التشاورية لتبديد مخاوف التبعية وعدم الاستقلالية، لكن اللجنة تمكنت خلال الأشهر القليلة منذ تشكيلها وحتى عقد المؤتمر الأول الأسبوع الماضي من تبديد المخاوف السابقة عن طريق العديد من الإجراءات والتدابير وعقد لقاءات مع غالبية الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بداية من محافظة المهرة وانتهاء بالعاصمة عدن، وكانت تلك اللقاءات التشاورية عامة ودون أي تحفظات، حيث تمت مناقشة كل القضايا ووضع أسس الاستقلالية، فالنقابة ليست واحدة من مؤسسات المجلس الانتقالي، ويضم مجلس النقابة كل الأطياف وليس قاصرا على فئة بعينها، ويضم المجلس العام لنقابة الصحفيين عدد من المستقلين.
بالأمس جاء تأكيد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، بأنه لا وصاية على نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وأنها ستعمل باستقلالية وشفافية كبيرة، وخلال الاجتماعات الثلاث التي تم عقدها المكتب التنفيذي للنقابة في عدن إلى اليوم، جرى التأكيد على مبدأ الاستقلالية، وخلال الأيام القليلة المقبلة سوف يتم فتح باب العضوية لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.
النظام الأساسي الذي تم التوافق عليه وضع شروط للعضوية بأنها لكل من يعمل بالصحافة والإعلام وينتمي إلى الجنوب، وأنه لا إزدواجية أو جمع بين نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ونقابة الصحفيين اليمنيين المنحلة، نظرا لعدم شرعيتها في الوقت الحاضر وانشطارها إلى قسمين أحدهما مع الشرعية اليمنية والأخر مع "أنصار الله" اليمنية، علاوة على أن كل مقراتها تمت مصادرتها من قبل الحوثيين ولم تعقد أي دورة انتخابية منذ العام 2010، لهذا انتهت تلك النقابة بالنسبة لنا في الجنوب وأصبحت بلا شرعية، وأهم شرط للالتحاق بنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين هو العمل بالصحافة والإعلام، بالإضافة لبعض الشروط الفنية المتعلقة بالإنتاج والخبرة وغيرها، وسوف تكون هناك لجنة قانونية للتدقيق في شروط القبول بالنقابة ومدى انطباقها على من يتقدم لطلب العضوية، وتنقسم العضوية إلى عضوية عاملة وعضوية شرفية.
نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين باليمن لم يتم إيجادها من العدم، قبل الوحدة كانت هناك نقابة للجنوبيين في عدن، إذا نحن نستعيد حقا كان موجودا، وقد لقي استعادة النقابة قبول وترحيب من جانب رئيس الحكومة اليمنية (معين عبد الملك)، بجانب عدد من المسؤولين الحكوميين بما فيهم وزير الإعلام اليمني، إذ تم إرسال برقيات تهاني إلى إدارة النقابة، كما أن المؤتمر الأول تم تحت رعاية وإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي هى جزء لا يتجزأ من الحكومة الشرعية، والآن تجري الترتيبات الخاصة بإعلان المحضر النهائي من أجل مخاطبة كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية للتعامل مع النقابة بصورة شرعية.
مع بداية قبول العضويات، سوف تكون هناك اشتراكات رمزية من الأعضاء، ثم نبحث عن مصادر تمويل أخرى والدخول في شراكة مع المؤسسات والهيئات، أما ما يتعلق بالخدمات التي سوف تقدمها النقابة، فقد وضعنا الأسس لمشروع علاج الصحفيين والإعلاميين وأسرهم، كما نسعى لاستعادة الخصومات التي كان يحصل عليها الصحفي الجنوبي في وسائل النقل البري والبحري والجوي والتي تصل إلى 50%.
نشاط النقابة مهني وبعيد عن الاستقطابات السياسية، وهذا الأمر محدد في الوثائق التي خرجت عن المؤتمر الأول، وسيكون من مهامها الدفاع عن الحريات والمهنة وتدريب الصحفيين وتطوير قدراتهم، وخلق مجالات تعاون مشترك مع العديد من المؤسسات، وتم تشكيل العديد من الدوائر التي ستمارس مهامها خلال الفترة القادمة، من بينها دائرة الحقوق والحريات ودائرة الشؤون الخارجية والتنظيمية ووضع خطة عامة للنقابة ليتم تنفيذها خلال الفترة القادمة.
معظم القضايا التي ترفع ضد الصحفيين والإعلاميين تكون ظالمة ولا تستند إلى أساس قانوني، ويتم توقيف بعض الصحفيين حتى في النقد البنّاء الذي يستهدف فساد معين بالأدلة والوثائق من جانب بعض المسؤولين، الذين يعتبرون النقد استهزاء بشخصهم، لكن في مؤتمرنا الأخير رفضنا أي محاولات للنيل من حرية الصحافة، وسنقوم بعملية توعية حول أهداف المهنة ودورها في بناء المواطن والدولة.