الجنوب لم يختر الموقع الجغرافي على الخريطة

> إذا انتصرت المليشيات الحوثية وبسطت سلطتها بشكل كامل على الشمال وهو ما تعمل عليه الآن تدريجياً في ظل هدنة واتفاقات لا تسوى "فلسا" بالنسبة لها وتواطؤ بعض الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، حينها يمكن للجنوبيين تجاهل كل التحليلات الجيوسياسية والاتفاقات، فالتهديد بالاجتياح العسكري الحوثي للجنوب وبمساعدة من الداخل مازال قائما ، وهذا على جدول أعمالهم وبانتظار الظروف المواتية للغدر والانقضاض وهو ما تبدع فيه قبائل الهضبة الدموية.

الجنوبيون أمة صغيرة تقدر حرياتها وما يأتي من قبائل الهضبة في الشمال لا يُنظر إليه على أنه تهديد سياسي وعسكري فحسب، بل يمثل أيضًا تهديدا وجوديا، فالجنوب لم يختر مكانه على الخريطة والمواطنون يعرفون قيمة واهمية الموقع الجغرافي الجنوبي وثرواته ويتفهمون تماما المسؤولية التي ينطوي عليها هذا الموقع، الذي يطمع فيه الأخ الذي غدر بنا واستباح دمنا من أجله قبل الجار القريب والأجنبي البعيد، لذلك الانتصار على الجنوب يحمل معنى وجوديا لنا وللإقليم معا، لأن سقوط الجنوب يعني وجود قوات إيرانية على خط الحدود المباشرة البرية والبحرية مع عدة دول عربية وسيطرة وتحكم في منافذها البحرية الاستراتيجية.

لقد تميزت قبائل الهضبة خلال تاريخها الأسود بحب التوسع والسيطرة على مقدرات القبائل والمناطق الأخرى و وسعت مجال روحها المريض ليشمل الجنوب بأكمله، الذي لا يخلو من المقاومة العنيدة والشرسة تمامًا وهذا انطلاقا من المفهوم الإنساني العادل، بأنه إذا انضم شعب ما إلى مجتمع وجودي قائم بالفعل ولم يفعل ذلك طواعية فيجب عليه الاستماع إلى أولئك الذين توصلوا إلى الحقائق التي يقوم عليها هذا المجتمع أولاً ومعاملته للمحتلين لأرضة ثانياً، والاستقلال عن بريطانيا خير دليل الذي تحول إلى نتائج سياسية عظيمة، برزت بقوة في القرن العشرين على شكل دولة اسمها "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" كان العالم يعمل لها ألف حساب.

مازالت بعض الأطراف الإقليمية والدولية وبمشاركة بعض من مرتزقة الداخل "تستهبل " الجنوبيين بخصوص قضيتهم المحورية وهي فك الارتباط عن الشمال، وقد وصل الأمر بهذه الأطراف إلى تجويع الشعب، من عدن حتى سقطرى وتضرب بمصالحة القومية والأمنية والاقتصادية عرض الحائط، وإلا أين هو الأن ملف القضية الجنوبية الذي يسخن ويهدئ حسب الطلب؟.. أين الثروات البترولية و الاسماك؟.. ولماذا عدن بدون كهرباء وماء؟.. لماذا ميناء عدن العالمي تحت الإقامة الجبرية حتى الان؟.. لماذا مطار عدن عبارة عن قطعة من زريبة ولا احد يتذكره إلا بالمناسبات كرقصة الليوة العدنية؟.. لماذا عشرات المصانع الجنوبية المدمرة Standby ؟..لماذا التعليم أصبح "أبو بيستين" قليل الانتشار بينما المخدرات والسلاح في كل مكان؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى