​خبيران يتحدثان عن مآل ضغوط الغرب على زيلينسكي للتفاوض مع روسيا

> موسكو «الأيام» روسيا اليوم:

> ​ أكد المحلل العسكري اللواء سمير راغب لـRT أن روسيا تتحرك للتفاوض من موقع المنتصر "ولن تقدم تنازلات عن أي أراضٍ ضمتها رغم انفتاحها على مبادرات تسوية النزاع في أوكرانيا".
وجاءت تصريحات راغب تعليقا على ما نشرته مواقع غربية حول ضغوط يمارسها الغرب، وخاصة أمريكا، على زيلينسكي من أجل التفاوض مع روسيا.
  • انفتاح الأطراف على التفاوض
وأضاف: "بمرور عام على العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أظهر كافة أطراف النزاع اهتماما كبيرا بإظهار الانفتاح على المفاوضات، كما ظهرت مبادرات من دول كبرى كالصين للتسوية السلمية السريعة للنزاع في جانب، وعلى جانب آخر أظهر أطراف النزاع عزيمة واستعدادا لاستمرار النزاع داخل وخارج أوكرانيا إلى آخر مدى بما فيها التلويح بالسلاح النووي وعودة أجواء الحرب الباردة".

وأوضح راغب أن الجانب الروسي منفتح على كافة المبادرات لتسوية النزاع في أوكرانيا "على قاعدة المنتصر"، وعلى أساس "عدم التنازل عن أرض يقف عليها جنوده"، أو أقاليم أصبحت روسية، حيث طالب بوتين أوكرانيا بالاعتراف بالأراضي، التي ضمتها موسكو في الاستفتاء، على أنها جزء من روسيا، كما ويرحب بالتفاوض على طريقة اتفاقية "مينسك 2"، التي وضعت تسوية لأزمة شبه جزيرة القرم.

واعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي أن الموقف الروسي هذا "يعلمه الأمريكيون ويصفه المسؤولون في واشنطن بأنه سخيف"، والذي يعني رفض فكرة السلام مع الطرف الروسي.
  • رسائل واشنطن المتناقضة
وقال إن الجانب الأمريكي يرغب في تسوية سلمية للحرب الأوكرانية بينما يسلك طرقا غير سلمية، وهو يعلم مسبقا أنها لن تحقق النصر،  ورسائله الدبلوماسية مختلطة، ما بين الانفتاح على التسوية السلمية وحديثهم المفتوح عن دعم أوكرانيا "للمدة التي يستغرقها الأمر"، إنها رسائل متناقضة يفسرونها بأن هدفهم هو تقوية يد كييف في مفاوضات السلام النهائية من خلال دعم المجهود الحربي، دون تحديد متى وكيف قد تأتي.

وبيّن ظهور التناقض في السياسة الأمريكية حول السلام والحرب في تصريحات بلينكن، فبينما شدّد على أن أوكرانيا يجب أن تتخذ قراراتها الخاصة بشأن متى وكيف يتم صنع السلام، قال هو "إن عدوان روسيا يجب ألا يكافأ بمكاسب إقليمية، خشية أن يكون مثالا يحتذى به للمعتدين المحتملين الآخرين، الذي يعني لا سلام بدون انسحاب روسي من أراضي أوكرانيا".
  • بلينكن للأوكرانيين: "لا توقفوا الحرب"
واستدرك قائلا: "إذا سحبت روسيا قواتها اليوم، فستنتهي الحرب". "بالطبع، إذا توقفت أوكرانيا عن القتال اليوم، فستنتهي أوكرانيا".

وفي حديثه لـRT، تطرق اللواء راغب إلى أن لسان حال بلينكن كأنه يقول للأوكرانيين "لا توقفوا الحرب لأن هذا يعني نهاية دولتكم"، وفي الوقت نفسه، نصح المسؤولون الأمريكيون الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بأن من مصلحته ألا يبدو معارضا تماما للحديث، وبناء على التوصية رحّب بالمبادرة الصينية للتسوية، مع العلم أن زيلينسكي قدّم وثيقة غير رسمية تحوي مقترحا من 10 نقاط منها مطالب بمحاسب روسيا على "فظائع الحرب"، كما وتطلب منها تسليم جميع الأراضي الأوكرانية "التي تم الاستيلاء عليها ودفع تعويضات قد تصل إلى مئات المليارات من أضرار الحرب".

وأضاف: "من الصعب للغاية تصور محادثات سلام جادة. وضع الجانبان شروطا للمفاوضات لا يمكن تلبيتها في أي وقت قريب، وتعهدا بالقتال حتى النصر".
  • أمريكا قد تدفع زيلينسكي للإذعان
واختتم بالقول "أمريكا ربما تدفع زيلينسكي بشكل غير مباشر كي يعلن قرار الإذعان من تلقاء نفسه، فيصبح هو من انهزم و ليس حلفاءه، ولا ينتظر أن تكون أمريكا طرفا في اتفاق مينسك 3 (إذا تم) الذي قد يكون المسار الوحيد الذي يضع نهاية للصراع،  وستترك الأمر للطرف الصيني والأوروبي، بتنازل الطرف المنهزم عن مطالب تتعارض مع الطرف المنتصر، وهي الأربعة أقاليم التي ضمتها روسيا".
  • الضغط على زيلينسكي يعني هزيمة الغرب
من جانبه، قال الباحث والكاتب الصحفي أحمد رفعت: "قنوات الاتصال بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لا تتوقف على مدار الساعة، عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، وعبر أكثر وسائل الاتصال تقدما وتطورا وحذرا ولذلك كان يُمكن إرسال هذا المطلب سرا أو مثلا خلال زيارة بايدن الأخيرة إلى كييف لكن عندما يتم الإعلان أو تسريب المعلومات عنها بهذه الطريقة نفهم والحالة هذه أن المطلوب هنا إرسال رسائل معينة واعتقادنا أن الرسائل لأوروبا أكثر منها إلى روسيا حيث بوادر الخلخلة في الصف الغربي. وتجلت في محاولة فرض العقوبات الأخيرة وذلك بفعل التحفظات - فيما يبدو - من موقف زيلنسكي من كل الدعاوي لعودة المباحثات مع روسيا ومنح الفرص لأي محاولات سلام".

وأضاف رفعت: "ولذلك كان هناك ملحق للخبر يغازل المتشددين ضد روسيا وهو قائمة المعدات والأسلحة التي طلبها الرئيس الأوكراني والتي قيل إنها مستمرة وأنها بهدف تقوية موقفه التفاوضي".
وخلص الباحث رفعت إلى أن "الضغط على زيلينسكي لقبول السلام وفقا للتصورالروسي يعني هزيمة الغرب كله وليس أوكرانيا، والدعوة لقبول التفاوض دون شروط، مرفوض من روسيا التي توافق على تحقيق أهداف حربها سلميا وهو أيضا ما يعني هزيمة الغرب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى