كبريا الشعوب من جذور حضارتها
> "إذا أردت كسر كبرياء شعب دمِّر حضارته"
إن كثيرا من شعوب الأرض التي لها تاريخ حضاري تعتز بإرثها الحضاري وتفتخر بعظمته الذي كان مضرب المثل في العظمة والقوة والسطوة، وكانت بعض تلك الحضارات تمتد إلى مسافات بعيدة، وتحتل مساحات واسعة من الأرض، كالإمبراطوريات القديمة، الفارسية والرومانية والصينية، وحضارة الفراعنة وحضارة أرض الرافدين، وحضارة جنوب الجزيرة العربية، وغيرها. فقد وصلت تلك الحضارات إلى مراحل متقدمة، سواءً في مجال العلم أو القوة العسكرية، أو في مجال البناء والعمران، أو في مجال الصناعة والتجارة، أو في مجال التشريع وقد شهد التاريخ تميّز بعض الحضارات بالتفوق في مجالات معينة على غيرها من الحضارات، هذا التفوّق جعل لتلك الحضارة أساسا قويا وتجذّرا حضاريا أمتد لقرون طويلة من الزمن، ومازلنا في وقتنا الراهن نشاهد أطلال وآثار تلك الحضارات ماثلة أمانا، شاهدة على قوة وعظمة تلك الحضارات، وما صنعته في التاريخ أثناء قيامها إلى زوالها.
فالحضارة الرومانية اشتهرت بالقوة العسكرية الهائلة والنفوذ على أوروبا وجزء كبير من شمال أفريقيا وغرب آسيا، كما اشتهرت بتطور العلوم والفلسفة والتجارة، واشتهرت فراعنة مصر بالبناء العظيم والفريد من نوعه، وصناعة السفن والتجارة مع دول الشرق، كما اشتهروا بالتحنيط. كما اشتهرت الحضارة الفارسية بالقوة العسكرية والنفوذ، وتطور العلوم والثقافة والأدب، كما اشتهرت ببناء القصور العظيمة التي مازال بعضها قائما إلى اليوم، وكذلك اشتهرت بلاد الرافدين بالعلوم والفلسفة وسن القوانين والحروب والقوة. أما حضارة جنوب الجزيرة العربية، فقد اشتهرت بالزراعة وبناء السدود والقصور، والتجارة والتحنيط، كما اشتهرت ببناء المعابد، وصناعة مواد التحنيط والمواد المستخدمة في المعابد كالبخور واللبان، وكانت لهم حضارة عظيمة تعاقبتها كثير من الدويلات مثل دولة أوسان التي كانت اشهر دويلات جنوب الجزيرة العربية حضارة وامتدادا، ودولة سبأ وحمير وقتبان وغيرها. ثم جاءته الحضارة الإسلامية في بداية القرن السابع الميلادي، وامتد نفوذها بانتشار الإسلام شرقا وغربا، وامتازت بنظام الحكم العادل المستمد من شريعة الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما اشتهرت بتطوير وابتكار العلوم الحديثة والكثير من النظريات العلمية في مجال الفلك والرياضيات والكيمياء والطب، وغيرها من العلوم، فضلا عن التجارة والزراعة. وقد حافظ المسلمين على الإرث الحضاري للشعوب التي سبقت ظهور الإسلام وانتشاره، مثل آثار الفراعنة، وآثار أرض الرافدين، والآثار الفارسية والرومانية، وآثار شعب جنوب الجزيرة العربية، واستمر ذلك إلى حين وصول جحافل التتار المغول الهمجية، ودمرت الدولة الإسلامية العباسية في بغداد، وانهارت بعدها تلك الدولة العظيمة، وتحوّلت إلى دويلات ضعيفة تتناهشها الدول الاستعمارية لاسيما بعد زوال دولة الأيوبيين في مصر التي بناها الناصر صلاح الدين، وامتدت إلى بلاد الشام. فقد كان المسلمين في دولتهم تلك يحافظون على آثار الشعوب السابقة الذين عاشوا وسكنوا تلك الأرض، وبنوا عليها حضارتهم، كما حافظوا على قبور الأنبياء لاعتزازهم بأنهم يعيشون على أرض كانت مهبط الرسالات السماوية وظهور الأنبياء. فقد كان للعرب في جزيرة العرب ومصر وبلاد الشام كبرياءً عظيماً واعتزازاً بأنفسهم استمدوه من الأجداد والأسلاف. وظل هذا الكبرياء قائما معهم إلى اليوم، حتى الاستعمار الأجنبي الذي أحتل تلك الأرض لم يستطع أن يمس تلك الشواهد والآثار الباقية، باستثناء سرقة ما يمكن سرقته من آثار سهلة الحمل وغالية الثمن، إذ بيعت في مزادات عالمية، إلا أنهم لم يجرؤا أن يمسوا تلك الآثار القائمة، وهم يعلمون جيدا أن شعوب هذه الدول المستعمرة، لن يسمحوا لهم بذلك، لأنهم يعتزون بآثار أجدادهم، ولديهم كبرياء عظيم بأنهم أصحاب حضارة عظيمة، الأمر الذي يمنحهم القوة في مواجهة الدول المستعمرة وقتالها، للحفاظ على حضارتهم وأوطانهم وتحريرها من الاستعمار. إلا أن هذه الدول الاستعمارية ظلَّت، حتى بعد خروجها من الدول التي استعمرتها، تحيك المؤامرات ضد هذه الشعوب لكسر ذلك الكبرياء، وكانت وسيلتهم الوحيدة هي تدمير حضارات تلك الشعوب، وخلق أجيال غير متعلمة وفاسدة باستخدام كثير من الوسائل، لتحقيق هذا الهدف، تقوم تلك الشعوب بتدمير حضارتها بيدها، أما عن طريق سرقة وترهيب الآثار الثمينة والقيمة قيمة التاريخ نفسه، وعظيمة عظمة تلك الحضارات، أو عن طريق تدمير الآثار والشواهد التاريخية، تحت حجج مختلفة كما حدث في العراق وبلاد الشام من تدمير لقبور الأنبياء أو الآثار الحجرية النادرة.
وكذلك الحال فيما يحدث في اليمن من سرقة الآثار على يد المسؤولين عنها أو من قبل كبار المسؤولين في الدولة والجيش، وبيعها في مزادات عالمية، لطمس تاريخ حضارة جنوب جزيرة العرب. كما فعلوا من قبل بعد حرب صيف عام 1994م بتغيير مناهج التعليم لاسيما كتب التاريخ، وفقا لأجنداتهم الخاصة، أدت إلى طمس حضارة دولة أوسان التي امتدت جنوبا من عدن إلى حضرموت والتي تعد من أقدم الحضارات في شبه الجزيرة العربية وأكثرها تطورا، بهدف طمس تاريخ دولة الجنوب، وهوية شعب الجنوب العربية الأصلية، الذين يعتزون بهذا التاريخ وهذه الحضارة، ويستمدون كبريائهم وعنادهم منها، وهذا يعد امتداداً للأهداف التدميرية التي أتبعها سلطة حرب 1994م، على شعب الجنوب في محاولة لكسر كبرياء أبناء الجنوب، وطمس حضارتهم وهويتهم، وإبقائهم تحت وهم الوحدة التي يبقى منها سوى أسمها، بعد تلك الحرب الظالمة، ولم يكتفوا بهذا بل نهبوا آلاف القطع الأثرية والتماثيل، وقاموا بتهريبها إلى الخارج لبيعها والتكشُّب من أثمانها، وتحقيقا لأهداف ومآرب الاستعمار العالمي الجديد الذي يسعى إلى تدمير حضارة هذه الشعوب ومحو تاريخها وهويتها وكسر كبريائها.
إن كثيرا من شعوب الأرض التي لها تاريخ حضاري تعتز بإرثها الحضاري وتفتخر بعظمته الذي كان مضرب المثل في العظمة والقوة والسطوة، وكانت بعض تلك الحضارات تمتد إلى مسافات بعيدة، وتحتل مساحات واسعة من الأرض، كالإمبراطوريات القديمة، الفارسية والرومانية والصينية، وحضارة الفراعنة وحضارة أرض الرافدين، وحضارة جنوب الجزيرة العربية، وغيرها. فقد وصلت تلك الحضارات إلى مراحل متقدمة، سواءً في مجال العلم أو القوة العسكرية، أو في مجال البناء والعمران، أو في مجال الصناعة والتجارة، أو في مجال التشريع وقد شهد التاريخ تميّز بعض الحضارات بالتفوق في مجالات معينة على غيرها من الحضارات، هذا التفوّق جعل لتلك الحضارة أساسا قويا وتجذّرا حضاريا أمتد لقرون طويلة من الزمن، ومازلنا في وقتنا الراهن نشاهد أطلال وآثار تلك الحضارات ماثلة أمانا، شاهدة على قوة وعظمة تلك الحضارات، وما صنعته في التاريخ أثناء قيامها إلى زوالها.
فالحضارة الرومانية اشتهرت بالقوة العسكرية الهائلة والنفوذ على أوروبا وجزء كبير من شمال أفريقيا وغرب آسيا، كما اشتهرت بتطور العلوم والفلسفة والتجارة، واشتهرت فراعنة مصر بالبناء العظيم والفريد من نوعه، وصناعة السفن والتجارة مع دول الشرق، كما اشتهروا بالتحنيط. كما اشتهرت الحضارة الفارسية بالقوة العسكرية والنفوذ، وتطور العلوم والثقافة والأدب، كما اشتهرت ببناء القصور العظيمة التي مازال بعضها قائما إلى اليوم، وكذلك اشتهرت بلاد الرافدين بالعلوم والفلسفة وسن القوانين والحروب والقوة. أما حضارة جنوب الجزيرة العربية، فقد اشتهرت بالزراعة وبناء السدود والقصور، والتجارة والتحنيط، كما اشتهرت ببناء المعابد، وصناعة مواد التحنيط والمواد المستخدمة في المعابد كالبخور واللبان، وكانت لهم حضارة عظيمة تعاقبتها كثير من الدويلات مثل دولة أوسان التي كانت اشهر دويلات جنوب الجزيرة العربية حضارة وامتدادا، ودولة سبأ وحمير وقتبان وغيرها. ثم جاءته الحضارة الإسلامية في بداية القرن السابع الميلادي، وامتد نفوذها بانتشار الإسلام شرقا وغربا، وامتازت بنظام الحكم العادل المستمد من شريعة الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما اشتهرت بتطوير وابتكار العلوم الحديثة والكثير من النظريات العلمية في مجال الفلك والرياضيات والكيمياء والطب، وغيرها من العلوم، فضلا عن التجارة والزراعة. وقد حافظ المسلمين على الإرث الحضاري للشعوب التي سبقت ظهور الإسلام وانتشاره، مثل آثار الفراعنة، وآثار أرض الرافدين، والآثار الفارسية والرومانية، وآثار شعب جنوب الجزيرة العربية، واستمر ذلك إلى حين وصول جحافل التتار المغول الهمجية، ودمرت الدولة الإسلامية العباسية في بغداد، وانهارت بعدها تلك الدولة العظيمة، وتحوّلت إلى دويلات ضعيفة تتناهشها الدول الاستعمارية لاسيما بعد زوال دولة الأيوبيين في مصر التي بناها الناصر صلاح الدين، وامتدت إلى بلاد الشام. فقد كان المسلمين في دولتهم تلك يحافظون على آثار الشعوب السابقة الذين عاشوا وسكنوا تلك الأرض، وبنوا عليها حضارتهم، كما حافظوا على قبور الأنبياء لاعتزازهم بأنهم يعيشون على أرض كانت مهبط الرسالات السماوية وظهور الأنبياء. فقد كان للعرب في جزيرة العرب ومصر وبلاد الشام كبرياءً عظيماً واعتزازاً بأنفسهم استمدوه من الأجداد والأسلاف. وظل هذا الكبرياء قائما معهم إلى اليوم، حتى الاستعمار الأجنبي الذي أحتل تلك الأرض لم يستطع أن يمس تلك الشواهد والآثار الباقية، باستثناء سرقة ما يمكن سرقته من آثار سهلة الحمل وغالية الثمن، إذ بيعت في مزادات عالمية، إلا أنهم لم يجرؤا أن يمسوا تلك الآثار القائمة، وهم يعلمون جيدا أن شعوب هذه الدول المستعمرة، لن يسمحوا لهم بذلك، لأنهم يعتزون بآثار أجدادهم، ولديهم كبرياء عظيم بأنهم أصحاب حضارة عظيمة، الأمر الذي يمنحهم القوة في مواجهة الدول المستعمرة وقتالها، للحفاظ على حضارتهم وأوطانهم وتحريرها من الاستعمار. إلا أن هذه الدول الاستعمارية ظلَّت، حتى بعد خروجها من الدول التي استعمرتها، تحيك المؤامرات ضد هذه الشعوب لكسر ذلك الكبرياء، وكانت وسيلتهم الوحيدة هي تدمير حضارات تلك الشعوب، وخلق أجيال غير متعلمة وفاسدة باستخدام كثير من الوسائل، لتحقيق هذا الهدف، تقوم تلك الشعوب بتدمير حضارتها بيدها، أما عن طريق سرقة وترهيب الآثار الثمينة والقيمة قيمة التاريخ نفسه، وعظيمة عظمة تلك الحضارات، أو عن طريق تدمير الآثار والشواهد التاريخية، تحت حجج مختلفة كما حدث في العراق وبلاد الشام من تدمير لقبور الأنبياء أو الآثار الحجرية النادرة.
وكذلك الحال فيما يحدث في اليمن من سرقة الآثار على يد المسؤولين عنها أو من قبل كبار المسؤولين في الدولة والجيش، وبيعها في مزادات عالمية، لطمس تاريخ حضارة جنوب جزيرة العرب. كما فعلوا من قبل بعد حرب صيف عام 1994م بتغيير مناهج التعليم لاسيما كتب التاريخ، وفقا لأجنداتهم الخاصة، أدت إلى طمس حضارة دولة أوسان التي امتدت جنوبا من عدن إلى حضرموت والتي تعد من أقدم الحضارات في شبه الجزيرة العربية وأكثرها تطورا، بهدف طمس تاريخ دولة الجنوب، وهوية شعب الجنوب العربية الأصلية، الذين يعتزون بهذا التاريخ وهذه الحضارة، ويستمدون كبريائهم وعنادهم منها، وهذا يعد امتداداً للأهداف التدميرية التي أتبعها سلطة حرب 1994م، على شعب الجنوب في محاولة لكسر كبرياء أبناء الجنوب، وطمس حضارتهم وهويتهم، وإبقائهم تحت وهم الوحدة التي يبقى منها سوى أسمها، بعد تلك الحرب الظالمة، ولم يكتفوا بهذا بل نهبوا آلاف القطع الأثرية والتماثيل، وقاموا بتهريبها إلى الخارج لبيعها والتكشُّب من أثمانها، وتحقيقا لأهداف ومآرب الاستعمار العالمي الجديد الذي يسعى إلى تدمير حضارة هذه الشعوب ومحو تاريخها وهويتها وكسر كبريائها.