بنك الجوع

> عجبا لهذا الشعب يستقبل المصائب كأنها قطرات الغيث أو هفيف النسيم.

قالت الأُمم المتحدة أنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما المواطن يبتسم، ينام في دار أو بيت من قش أو طين سيّان، ستجده يقول "الحمد لله".

وإنما رجلُ الدنيا وواحدُها

مَنْ لا يُعَوِّلُ في الدنيا على رَجُلِ

سألتُ موظف في مؤسسة المياه بمدينة كريتر، لم يستلم الراتب وزملاءه منذ شهرين "كيف تعيشوا"؟

رفع رأسه وإصبعه السبّابة إلى السماء قائلا: "على الله"، عزمٌ يهزُّ الجبال.

نحن نخشى من زلزال، جرّا ظلم العصابة ، وتغوُّل الفساد، لدى سلطتنا الشرعية فلسفة تدعو لتبذير المال، وإنفاقه في غير وجهه، بينما المواطن جائع، اختمرت في عقول الناس فكرة أن البنك المركزي اليمني أسوأ بنك في العالم يليق أن نسمّيه "بنك الجوع".

غاب عن عقل الحكومة أن الحوثي ضبط سعر العملة في صنعاء، فصار يفاوض بقوة.

صحيح أن "الأُمم المتحدة" أعطته حرية الحركة وفتحت له الباب، لكن المانحون يقدّمون مالًا لحكومة عدن أيضًا، يسميّه الشعب "المال المُبدّد"، وقد قيل "المال السائب يُعلِّم السرقة".

أما البنك المنحوس فإنه يقبض المِنَح ويبسطها لحضرة الصّرافين الجُدد، وقد روي في فلسفة المال أن صفة "التبذير ميزة عُبّاد الهنود" وجهلة المتصوفة، يا حكومة.. لتعلمي أن الشعب جائع، وأن مدينة سام تصعِّد لمزيد من التنازلات، رفقًا بالمال، واصنعوا لشعبكم خيرا، مع قدوم الشهر الكريم ، فما كان الرِفق في شيءٍ إلّا زانه.

نحن شعب يُحب الجمال ولدينا من الذائقة ودقّة المشاعر، ما نستطيع أن نكشف عن هذا القبح الذي يؤرقنا ويكتب علينا كل هذا السهاد.

لقد صار لدى المواطن إدراك بتفاصيل الأمور، ألسنا بحسب الشهادة النبوية "أرق قلوبا وأليَن أفئدة"؟

لو أحسنتم العمل، لما كافأتم المواطن الصابر المبتسم بهذه الفظاظة، نحن نعفو عنكم فيما ليس لكم به حِيلة، أما ما تستطيعون عليه فلا تفعلوه فلن نسامحكم البتّة، وهو في رقابكم وذمّتكم وبيننا وبينكم يوم العرض الأكبر" يوم تُعرضون لا تخفى منكم خافية".

تذكّروا أيُّا السادة إن متاع الدنيا قليل"

نعوذ ببلدنا أن يكون فيه عصابة، فإنّا نخشى من الزلازل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى