​الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها..!!

>
عند اجتماع الأحباء البهائيين اليمنيين يوم الخميس الموافق 16فبراير 2023م، مع فخامة الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمقر إقامته في العاصمة البلجيكية بروكسل، وضمن حديثنا معه عن أن العالم قد أضحى قرية كونية صغيرة بسبب الانفتاح الحاصل على آفاق التواصل العابر فوق جغرافية الأرض، فكم هذا التفاعل و التقارب التواصلي قد عزز التفاهم بين البشر، حيث استوعب الناس هذا الأمر بشكل واضح فترة انتشار كوفيد 19، وتبين استحالة عيش أي دولة بمعزل عن بقية دول العالم، وهذا الترابط يزداد متانة يوما بعد يوم في ظل وجود التنوع والاختلاف، الذي حبانا به الخالق عز وجل، فالاختلاف سنة إلهية ولكن على الرغم من ذلك فإننا نواجه اليوم الظلم والاعتقال والمحاكمة والنفي والتهجير في مجتمعنا اليمني، من قبل جماعة الحوثيين ، أي عدم تقبل هذا الاختلاف بروح إيجابية في حين أنه يجب أن يكون سببا للتعارف والتكامل والتَميُّز وعاملا لتعزيز العلاقات وتقويتها و وسيلة لتحري الحقيقة والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين لأجل بناء وطننا الغالي. 


هنا علق فخامة الرئيس بأنني أؤمن بالحديث الشريف : "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها"، حيث يبقى المؤمن محتاجا للحوار مع أخيه الإنسان مهما كانت خلفيته، وكي تتنور عقولنا وتنفتح على وجوهنا آفاق جديدة من المعارف والعلوم يجب علينا اقتناص الحكمة من أفواه من نقابلهم في طريق الحياة، نتحرى، نتعلم ونزداد تجربة من خلال مشاركتنا آفاق التعلم مع الآخرين مهما اختلفوا عنا. ولكننا للأسف نواجه اليوم الكثير من التحديات بسبب الجهل والتعصب، الذي نشأ في مجتمعنا جراء كبت حرية المواطن منذ طفولته واستخدام أسلوب القمع ابتداء من البيت وانتقالا لكافة نواحي الحياة، مما يعد المدمر الأكبر للطفل لما له من آثار سلبية وضارة، سواء القمع اللفظي أو الجسدي، اعتقاد أن هذا الأسلوب هو الأمثل لتقويم السلوك.

نعم ..!! هذا السلوك من الممكن أن يجبر الفرد على الرضوخ للتوجيهات ولكنه يغرس فيهم الشعور بالنقص وعدم الثقة و يحد من قابليته لتقبل الغير واحترام وجوده ورأيه ، فتنمو الكراهية منذ الصغر في القلوب ، ليتحول عند الكبر إلى حس الانتقام وعدم الشعور بأحقية الآخر.

بينما يبقى الانسان محتاجا للحوار والتفاهم والتعايش مع أخيه الإنسان، وشبّه الرسول الكريم المؤمن كمن يُضيع شيئا له ثم يجده له أحد الأشخاص،  فهو لا ينظر إلى الشخص الذي وجد له ضالته ، ويتحرى الحقيقة بغض النظر عمن أظهرها له. إن هذه الرؤية الحكيمة التي وضحها رئيس الجمهورية ضمن لقائه معنا هي بمثابة شعلة نور، أحببت أن أنشر جذوتها في مقالتي لأنها تنير الطريق أمام العقل، وتفتح أبوابا جديدة كانت مؤصدة بسبب الجهل والتعصب وتُضيء طريق مجتمعنا بضياء التسامح و التعايش السلمي وبها يمكن اختصار طريق السنة في ظرف ساعات ودقائق. فخذ الحكمة وتحرًّ الحقيقة ولا يضرك من أي فم خرجت.
ودمتم سالمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى