إلى متى عاصمة مؤقتة ومهملة؟

> اسم وسمعة العاصمة ونشاطها وأمنها غاية في الأهمية بالنسبة لأي دولة، فالعاصمة هي مركز الدولة والسلطة، والتجارة يجب أن تتدفق إليها من كل الجهات والبنى التحتية تتطور فيها بشتى الطرق وتنطلق منها في كل الاتجاهات، العاصمة هي وسط البلاد وكل شيء يتعلق بقواها وأنشطتها المعنوية والمادية.

عدن هي عاصمة الجنوب ومركزه الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي، حباها الله بموقع يحسدنا عليه العالم، لكنها عاصمة مخنوقة وحبيسة المساومات، ومنذ 1967 لم تستيقظ بعد وتعيش حالة إهمال وركود متعمد و وقح مع أن أكثرية سكانها نشط، وزاد الطين بلة في 2015 عندما تم تسميتها بالعاصمة المؤقتة حتى تتوقف الحياة فيها قانونيا، فبعد هذا التاريخ أصبح كل شيء فيها مؤقت، السلطة والسيادة والإصلاحات وحركة التجارة والميناء والمطار والتنمية والخدمات وحتى الناس.

المستمر في العاصمة المؤقتة عدن هو انتشار الأمراض و التسول وزيادة في الاكتظاظ السكاني العشوائي والفساد و تدفق اللاجئين والنازحين، وارتفاع الاسعار ومعدلات الفقر، واختفاء الفن والبهجة وانتشار المطاعم الغير مرخصة والغير نظيفة وأزمات المرور الخانقة وما ينتج عنها من مشاكل تنفسية ونفسية للسكان، وحتى مساحات الخضراء القليلة في المدينة، بغض النظر عن الأنواع وتاريخ الزراعة وارتفاع وعرض المساحة تحتاج إلى حماية.

عدن وصنعاء كانتا جنبًا إلى جنب، لكن ليس معًا، كل شيء تغير فيهما الأولى أسقطت بشكل متعمد في هاوية الصراعات والمساومة والفقر والفوضى بينما الثانية تطورت ونمت على ظهر الأولى، ففي الثانية تجد الأنفاق والجسور والشركات وبضاعتها تتدفق إليها بشكل يومي حتى الوفود الأجنبية، بينما عدن مازالت تكافح من أجل البقاء والتخلص من بقايا إرهاب ودسائس الثانية.

في عدن والمحافظات الجنوبية المستمر هو محاولات مسلسل الإرهاب وتدفق الأسلحة المتطورة للحوثيين ونشاط المنطقة العسكرية الأولى المشبوه واختفاء إيرادات معبر الوديعة، المستمر في عدن زيادة أعداد الأشخاص الذين يحملون أقنعة متعددة، في طابور خامس مغطى إعلاميا، يعمل ليل نهار على تشويه القضية الجنوبية، من خلال إدراكهم بأن زعزعة الدول والشعوب تبدأ بتشويه نسيجها الاجتماعي و ثقافتها وتاريخها وعاداتها وقيمها.

عدن المؤقتة هي ثقافة مدنية وعاصمة تسامح وبهجة موثقة بالأفلام والصور وكتب التاريخ، عدن المؤقتة كانت مقصدًا سياحيًا شهيرًا في الستينات وحتى السبعينات، كانت المدينة في ذروة شعبيتها وحظيت بزيارات وتقدير العديد من المشاهير في ذلك الوقت، لكنها اليوم تعاني من القهر الإقليمي والدولي وشبه مخفية في العلاقات والمفاوضات، وبسبب ذلك هي تكافح للخروج من الحالة المؤقتة في البؤس والفقر والفوضى الجاثم على صدرها، وستنجح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى