مؤقت !!!!

> عند دخول الإنجليز عدن كانت وسيلة المواصلات والنقل في داخل المدينة وأرجائها، هي العربات والتي تجرها بدرجة رئيسية الخيول.

ومع التوسع الجغرافي والسكاني وضع قانون ينظم حركة هذه العربات داخل شوارع وازقة المدينة والضواحي.

هو ترخيص رسمي يتبث عليها وتعطى بعد استيفاء شروط أهمها تتعلق بالمالك.

ومع الربع الأول من القرن العشرين بدأت المركبات وبأعداد صغيرة بالظهور في شوارع عدن (جنبا إلى جنب مع عربات الخيل) وكانت حكرا على قيادات إنجليزية رفيعة وبعض من العائلات الميسورة من التجار ، وتحديدا الأجانب.

وبعد الحرب العالمية الثانية قابل زيادة أهمية ميناء عدن كواحد من أهم مؤانى العالم وما صاحبه من التوسع في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية فيها، زيادة كبيرة في عدد السكان ونقلة في مستوياتهم المالية وأوضاعهم الحياتية والإجتماعية، وازدادت أعداد المركبات بمختلف أنواعها وأشكالها، تطلب استثمار وتوسع غير مسبوق في قطاعات البنية الأساسية عامة والطرقات والشوارع خاصة.

ومع نهايات أربعينيات القرن الماضي، كان لدى عدن قانون ل"المرور" أعتبر التوأم لقانون المرور"الإنجليزي" المتطور والأشمل والأكثر صرامة في مجاله عالميا.

ولعل واحدا من أهم تطبيقات هذا القانون هو أن يكون لأي مركبة"لوحة برقم" والتي تعتبر "هوية" المركبة من نواحي عدة(المالك، العنوان، الطراز،.. إلخ).

وبرغم خروج الإنجليز من عدن "استمر" العمل بهيبة هذا القانون و"هيبة" أفراده إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي حيث تم استبدال كثير من محتوياته بإضافات خارجة عن نطاقه الأصلي.

ومن حينه ترهلت وتراخت عموم قواعد وتنظيمات ومتطلبات المرور.

اليوم أصبحت مخالفة قانون وقواعد المرور "قاعدة" لا استثناء، ومعه"تحللت" هيبة ومقام رجل المرور ووصلت بهم إلى "عدم الاكتراث واللامبالاة".

ومن العام 2015م ازدات الأوضاع تدهورا خاصة في ما يتعلق ب"هوية" المركبة (لوحة) التي كانت تصدر ٱليا وحكرا من صنعاء.

ولمعالجة هذا الوضع الخطير، تم العمل بإصدار لوحات أرقام "مؤقت" في كل محافظة على حدة. وأصبحت المركبات "في عدن" تحمل لوحات "مؤقت عدن". هذا برغم أنه لم يتم الالتزام الكامل بوضع "المؤقت" مما شكل هاجسا أمنيا.

وفي محافظة عدن ومنذ نحو عام تم الإقرار والموافقة على "لوحة" شكلا ومحتوى (منارة عدن) يتم تركيبها عوضا عن "عدن مؤقت".

وبرغم مرور هذه المدة الزمنية فمازالت لوحات "مؤقت عدن" هي الأغلب، تجول وتصول طرقات وشوارع مديريات عدن ؛ ليست مؤقت عدن فقط بل "مؤقت باقي المحافظات".

لماذا هذا التراخي والقبول من قبل الجهات المسؤولة ؟ ولماذا يسمح ل"مؤقت" باقي المحافظات بدخول عدن؟ يجب على أي مركبة تدخل عدن من "خارجها" أن تكون لديها "لوحة مرورية" لمحافظتها غير "مؤقت" ؛ "امنعوا" أي "مؤقت" من دخول عدن. ويحق للمحافظات العمل بالمثل.

إن أجدى السبل في تطبيق النظام والقانون "وتتبيث الأمن" تبدأ من الشارع... والمركبات هي جزء كبير من حركة ومكونات الشارع.
خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى