يا شريكي الكوني..!!

> لقد خلق الله البشر متفاوتين في أعراقهم، شعوبهم وطبائعهم ومتباينين في مواهبهم، قدراتهم و إمكانياتهم، ومتعددين في ثقافاتهم، عقائدهم وآرائهم ، وهذا التنوع هو العنصر المشترك الوحيد الذي يميز بني البشر، وهذا الاختلاف هو لفتة ربانية لتحقيق التكامل فهو أساس البناء والازدهار والنجاح.

إن تنوعنا واختلافنا هو ما يحدد نهضة مجتمعنا وثراءه ، ولن يتحقق ذلك مالم نصل للغنى والثراء المعرفي و نرتقي في أداء وظائفنا ونرحب بالاختلاف والتنوع كجزء حيوي وأصيل من هذا العالم .

إن اختلاف الأديان ، الآراء، الأفكار، الثقافات، الألوان، الأجناس، الأعراق، الشخصيات، الطباع والرؤى، إنما هو مصدر رئيسي للغِنى في هذا الكون.

لذا علينا أن نغرس مفهوم التعايش وتقبل الآخر في نفوس أطفالنا، ونعلمهم أن هذا العالم مليء بالتنوع وأن الاختلاف لا يستدعي الخِلاف. ونؤكد لهم بأن الحياة مليئة بالتحديات وأن الرياح قد تجري بما لا تشتهي سفنهم، عليهم التزود بأدوات الإيمان والدعاء، والأمل والثقة بالله، الإصرار والمثابرة، الاستقامة وحسن الخُلق، وحمل ذخيرة احترام التنوع و الاستفادة من كافة الفرص المناسبة وتقبل الآخر و العيش معا بكل احترام ومحبة. فالحياة واسعة والفرص عديدة ومع كل إشراقة شمس هناك بداية جديدة. وكل شخص يدخل حياتهم إنما هو رسالة من الخالق موجهة إليهم، يجب استلامها بكل تبجيل واحترام .

إن غرس مبدأ (الوحدة في ظل التنوع والاختلاف) منذ الصغر يكون خير بوصلة يسيرون على هُداها في طريق الحياة بكل ثقة و اطمئنان.

فيا شريكي الكوني..!!

كن من تريد، وآمن بما تريد ، وانتمي لما تريد، وافعل ماتريد، ولكن لا تنسى أن ربنا واحد، وإننا من سلالة واحدة وننتمي لعائلة إنسانية عالمية متنوعة و نعيش على كرة أرضية واحدة وتحت ظل سماء واحدة، وكما قال سيد الوجود:"كلّكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد. فلتسلكوا معًا بكمال المحبة والاتّحاد والمودة والاتّفاق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى