​الإنسان كائن اجتماعي بطبعه

> أي أنه لا يستطيع أن يحيا بمفرده طيلة الوقت، وبسبب هذه الطبيعة تزاوج الناس على امتداد العصور، وجمعتهم ببعضهم البعض علاقات صداقة وعمل.

هذا يعني أنه لا بد لكل فردٍ منا الاختلاط بالآخرين سواء أردنا ذلك أم لم نرد، فمهما حاولنا النأي بأنفسنا عن المجتمع، إلا أننا في حقيقة الأمر نحيا وسط أقراننا فنكتشف من خلال المعاشرة أن بعض من نقابلهم يستحقون منا كل المودة والاحترام، فهم أشبه بالمنارة التي تنير الطريق.

والبعض صحبتهم سعادة وآخرون رفقاء مسير الحياة لذلك نبادلهم المشاعر الإنسانية والأفكار الإيجابية والمبادئ الروحانية التي من شأنها تحسين حياتنا جميعا أما البعض الآخر ممن يحاولون التقرب منا، و للأسف نحن نفسح لهم المجال عن طيب قلب أو سذاجة، لنكتشف أننا ننطفئ بمرور كل لقاء و نشعر بخيبة أمل و نتسمم بشدة وهذا التسمم يجعلنا نحذر التقرب من الناس بسهولة، هنا ندرك بعمق كم أسأنا الاختيار، فندير ظهورنا ونغادر هذه العلاقة ونغلق هذا الباب بإحكام.

والسبب أن طاقاتنا محدودة!
فما نصرفه في هذه العلاقة إنما يُسقِط من حساب العمل الذي نستطيع إنجازه في مجال آخر.
ومشاعرنا المستهلكة إنما تُضعِف من تركيزنا تجاه أمور أهم  بكثير.

وكما نعلم إن الله - عز وجل - إذا أراد بعبد خيرا فتح له باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد بعبد شرا فتح عليه باب الجدل، وأغلق عنه باب العمل.

وبما أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولا يستطيع أن يحيا بمفرده طيلة الوقت، لذلك فإن:
• الصامت في المَجلس يتحدّث في مَجالس أخرى.
• و الغائِب عَنك حاضِر مع سواك.
كالشّمس حين تغرب عَن ديارك لتُشرق على ديار أخرى؛ لذلك لا يوجَد شَخص وحيد ، غامِض ، صامِت أو غائِب، إنّما هي مَنازِل وللروح مقامات.
فلننظر..
• أي باب نفتحه ليتدفق منه الخير والبركة؟
• أي صراط نسلكه كي يهدينا السبيل المستقيم؟
• كيف نستغل طاقاتنا في العمل لكي نغلق باب الشر؟

ولنرافق الآخرين في طريق الحياة، ونتجاوز عن السيئين فالتجاوز يعني:

أن نُدرك أن بعض الأشخاص قد خُلقوا ليكونوا جزءًا من تاريخنا، فقرة من درس حياتنا، حصة من تجاربنا ، لكنهم ليسوا جزءًا من مصيرنا فنحن نريد أن نعيش حاضرًا أفضل.
ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى