"25 يوما في عدن".. بطولات إماراتية تنقذ اليمن وشريان العالم
> «الأيام»العين الإخبارية:
> لم يكن دور الإمارات في معركة عدن حاسما فقط، بل استثنائيا، أنقذ أهم ممر بحري في العالم وهزم ثنائية الحوثي والتضاريس الصعبة في معارك تاريخية.
هذه هي خلاصة كتاب مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، "25 يوما إلى عدن، القصة غير المروية لقوات النخبة العربية في الحرب"، الذي تناول دور الجنود الإماراتيين في تحرير عدن، ومن المقرر أن تطرح نسخته العربي خلال الأيام المقبلة في المكتبات.
النسخة التي كتب عنها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات على "تويتر": "النسخة العربية لكتاب مايكل نايتس يوثق عملية تحرير عدن من قبضة مليشيات الحوثي، ويظهر جرأة المهمة التي نفذتها القوات الإماراتية والمقاومة الجنوبية ضمن حملة عاصفة الحزم".
تضحيات وبطولات
تضحيات أبناء دولة الإمارات ظهرت منذ بداية صفحات الكتاب، وبالتحديد في الإهداء، إذ أهدى نايتس كتابه لخمسة جنود إماراتيين استشهدوا في الحرب.
كتاب الدكتور نايتس، استغرق إعداده 5 سنوات كاملة، وسجل العديد من المقابلات مع عدد من القوات المسلحة الإماراتية، الذين شهدوا معركة تحرير عدن.
ويكشف الكتاب، النقاب للمرة الأولى عن أحداث المعركة الحاسمة، وعن البطولات العسكرية الإماراتية في اليمن، التي وقفت كحائط صد منيع أمام محاولات الجماعة المتمردة للانقضاض على الشرعية، وتهديد حركة التجارة العالمية في أحد أهم الممرات الملاحية الدولية المتاخمة لمضيق باب المندب.
بل إن الكاتب الأمريكي أشاد بالجنود الإماراتيين في مقال سابق عن الكتاب، قائلا "وجدت قدرا كبيرا من الجدية والنضج تتسم به القوات الإماراتية التي كرهت الموت والبؤس بسبب الحرب".
الأيام الأولى
وفي الكتاب، يروي نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، أول سيرة عسكرية لدولة الإمارات في تلك الحرب بلسان جنودها وبحارتها وطياريها، والذي يتناول ذروة الصراع لتحرير مدينة عدن في يوليو 2015 قبل الاحتفال بعيد الفطر.
تلك، وفق الكتاب، كانت المعركة الأولى في حرب اليمن التي بدأت عندما طلبت الحكومة اليمنية رسميا دعما دوليا من مجلس الأمن وجامعة الدول العربية.
في الأيام الأولى للحرب، بحسب الكتاب، سارعت دولة الإمارات لتقديم العون لمقاتلي المقاومة اليمنية للدفاع عن ميناء عدن، والذي كان الميناء الأكثر ازدحاما في العالم قبل عقود.
وللتدليل على أهمية معركة عدن، أكد نايتس أنه لو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدن اليمن (إضافة إلى سيطرتهم على العاصمة صنعاء) لكنهم سيتمكنون أيضا من التحكم في الملاحة في المضيق، الذي تمر فيه 20 في المائة من حركة النفط العالمية.
وزاد في مقابلة سابقة مع "العين الإخبارية"، "تكمن أهمية العملية العسكرية لإنقاذ عدن، في أنه لو سقطت عدن لكان للحوثيين وإيران موقع قدم على المدخل الجنوبي لقناة السويس وخليج عمان، إذا كان الحوثيون انتصروا في معركة عدن، فكان من المحتمل أن يكون لدينا اليوم سفن بحرية إيرانية راسية في شبه الجزيرة العربية وليس بعيدًا عن مصر أيضًا، هل يمكن أن تتخيل ذلك؟"
الكاتب في هذه النقطة، نقل قول أحد جنود القوات الخاصة إن "حرب اليمن هي قصة قوات النخبة العربية التي تقاتل شبحا من الجبل، بجوار أهم ممر بحري في العالم".
تضاريس صعبة
وفي تفصيله لصعوبة معركة عدن، قال الكاتب الأمريكي في مقال سابق صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية: "عند الإلمام بتفاصيل المعركة يمكن للمرء حينئذ فهم طبوغرافيا (تضاريس) المناطق القديمة من عدن، حفر بركانية عميقة محاطة بمنحدرات شاهقة يبلغ ارتفاعها ألف قدم. وبالاطلاع على ما دار على الجسر المؤدي إلى المطار يمكن للمرء تقدير أهمية الدور الذي لعبته المدرعات الإماراتية في التغلب على قوة النيران الحوثية التي دافعت عن المطار".
ويقول نايتس إن عملية تحرير عدن بدأت في وقت كانت فيه المقاومة اليمنية قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة. عندما التقى المقاتلون اليمنيون والقوات الخاصة الإماراتية الذين دخلوا سراً إلى جيب دفاعي في عدن.
ويرى الكاتب، أن معركة عدن هي قصة شراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذين تمكنوا من صد الهجوم الحوثي، ثم عززوا دفاعاتهم بجنود قواتهم الخاصة ومدفعية القوات البرية، قبل أن يشنوا هجوماً مفاجئاً سحق الحوثيين وأخرجوهم من عدن وطاردوهم مئات الكيلومترات في كل الاتجاهات.
وأوضح أن القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات كانوا يعملون على مدار الساعة وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو، مشيدا بالجهد الجماعي، قائلا "ركزت بأكملها جهدها على هدف واحد، هو مساعدة اليمنيين في تحرير عدن".
الأكثر من ذلك، أن نايتس خصص جزء من ظهوره للتعليق على الكاتب في توجيه رسالة لافتة لأحد الشباب الإماراتي الذي قاتل (ونجا) في معركة عدن.
ويقول الكاتب: "عندما التقيته خلال مقابلة معه كان يتذكر سنوات من تجربته الحربية كجندي إماراتي يبلغ من العمر 27 عاماً حصل على تدريب جيد لكنه يشارك للمرة الأولى في معركة حقيقية. قال لي: بعد هذه العملية، بعد حرب حقيقية تبدل تفكيري تماماً. لقد نشأت في هذا البلد، بمستويات معيشية جيدة وتعليم جيد، ثم انتقلت فجأة إلى منطقة حرب، بعيداً عن أصدقائي وعائلتي، وأولادي. إنها الوحدة التي تجعلك تقدر الحياة. رأيت الفقر والمعاناة في اليمن، ما جعلني أكثر حرصا على ضرورة حماية وطننا".
هذه هي خلاصة كتاب مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، "25 يوما إلى عدن، القصة غير المروية لقوات النخبة العربية في الحرب"، الذي تناول دور الجنود الإماراتيين في تحرير عدن، ومن المقرر أن تطرح نسخته العربي خلال الأيام المقبلة في المكتبات.
النسخة التي كتب عنها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات على "تويتر": "النسخة العربية لكتاب مايكل نايتس يوثق عملية تحرير عدن من قبضة مليشيات الحوثي، ويظهر جرأة المهمة التي نفذتها القوات الإماراتية والمقاومة الجنوبية ضمن حملة عاصفة الحزم".
ويتابع "الكتاب يسجل تضحيات كوكبة من أعز وأوفى أبناء الإمارات الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية في ساحة الشرف".
تضحيات أبناء دولة الإمارات ظهرت منذ بداية صفحات الكتاب، وبالتحديد في الإهداء، إذ أهدى نايتس كتابه لخمسة جنود إماراتيين استشهدوا في الحرب.
كتاب الدكتور نايتس، استغرق إعداده 5 سنوات كاملة، وسجل العديد من المقابلات مع عدد من القوات المسلحة الإماراتية، الذين شهدوا معركة تحرير عدن.
ويكشف الكتاب، النقاب للمرة الأولى عن أحداث المعركة الحاسمة، وعن البطولات العسكرية الإماراتية في اليمن، التي وقفت كحائط صد منيع أمام محاولات الجماعة المتمردة للانقضاض على الشرعية، وتهديد حركة التجارة العالمية في أحد أهم الممرات الملاحية الدولية المتاخمة لمضيق باب المندب.
بل إن الكاتب الأمريكي أشاد بالجنود الإماراتيين في مقال سابق عن الكتاب، قائلا "وجدت قدرا كبيرا من الجدية والنضج تتسم به القوات الإماراتية التي كرهت الموت والبؤس بسبب الحرب".
وتابع "برغم ذلك، كانت القوات الإماراتية متمرسة أيضاً في الحرب الحديثة: فقد تدربت في صراعات حقيقية إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما تتمتع أيضاً بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن وعلاقات ممتازة مع قوات المقاومة اليمنية".
وفي الكتاب، يروي نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، أول سيرة عسكرية لدولة الإمارات في تلك الحرب بلسان جنودها وبحارتها وطياريها، والذي يتناول ذروة الصراع لتحرير مدينة عدن في يوليو 2015 قبل الاحتفال بعيد الفطر.
تلك، وفق الكتاب، كانت المعركة الأولى في حرب اليمن التي بدأت عندما طلبت الحكومة اليمنية رسميا دعما دوليا من مجلس الأمن وجامعة الدول العربية.
في الأيام الأولى للحرب، بحسب الكتاب، سارعت دولة الإمارات لتقديم العون لمقاتلي المقاومة اليمنية للدفاع عن ميناء عدن، والذي كان الميناء الأكثر ازدحاما في العالم قبل عقود.
وللتدليل على أهمية معركة عدن، أكد نايتس أنه لو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدن اليمن (إضافة إلى سيطرتهم على العاصمة صنعاء) لكنهم سيتمكنون أيضا من التحكم في الملاحة في المضيق، الذي تمر فيه 20 في المائة من حركة النفط العالمية.
وزاد في مقابلة سابقة مع "العين الإخبارية"، "تكمن أهمية العملية العسكرية لإنقاذ عدن، في أنه لو سقطت عدن لكان للحوثيين وإيران موقع قدم على المدخل الجنوبي لقناة السويس وخليج عمان، إذا كان الحوثيون انتصروا في معركة عدن، فكان من المحتمل أن يكون لدينا اليوم سفن بحرية إيرانية راسية في شبه الجزيرة العربية وليس بعيدًا عن مصر أيضًا، هل يمكن أن تتخيل ذلك؟"
الكاتب في هذه النقطة، نقل قول أحد جنود القوات الخاصة إن "حرب اليمن هي قصة قوات النخبة العربية التي تقاتل شبحا من الجبل، بجوار أهم ممر بحري في العالم".
التقط الكاتب خيط كلمات الجندي الإماراتي، ومضى قائلا في مقابلته مع "العين الإخبارية": "كان الدفاع الناجح عن عدن ضد الحوثيين بمثابة علامة فارقة.. بعد نجاح الدفاع عن عدن، نجح اليمنيون في الدفاع عن مركز النفط والغاز في مأرب أيضًا، وأظهرت معركة عدن أنه يمكن إيقاف الحوثيين وإيران وإرسالهم إلى الخلف".
وفي تفصيله لصعوبة معركة عدن، قال الكاتب الأمريكي في مقال سابق صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية: "عند الإلمام بتفاصيل المعركة يمكن للمرء حينئذ فهم طبوغرافيا (تضاريس) المناطق القديمة من عدن، حفر بركانية عميقة محاطة بمنحدرات شاهقة يبلغ ارتفاعها ألف قدم. وبالاطلاع على ما دار على الجسر المؤدي إلى المطار يمكن للمرء تقدير أهمية الدور الذي لعبته المدرعات الإماراتية في التغلب على قوة النيران الحوثية التي دافعت عن المطار".
ويقول نايتس إن عملية تحرير عدن بدأت في وقت كانت فيه المقاومة اليمنية قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة. عندما التقى المقاتلون اليمنيون والقوات الخاصة الإماراتية الذين دخلوا سراً إلى جيب دفاعي في عدن.
ويرى الكاتب، أن معركة عدن هي قصة شراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذين تمكنوا من صد الهجوم الحوثي، ثم عززوا دفاعاتهم بجنود قواتهم الخاصة ومدفعية القوات البرية، قبل أن يشنوا هجوماً مفاجئاً سحق الحوثيين وأخرجوهم من عدن وطاردوهم مئات الكيلومترات في كل الاتجاهات.
وأوضح أن القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات كانوا يعملون على مدار الساعة وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو، مشيدا بالجهد الجماعي، قائلا "ركزت بأكملها جهدها على هدف واحد، هو مساعدة اليمنيين في تحرير عدن".
الأكثر من ذلك، أن نايتس خصص جزء من ظهوره للتعليق على الكاتب في توجيه رسالة لافتة لأحد الشباب الإماراتي الذي قاتل (ونجا) في معركة عدن.
ويقول الكاتب: "عندما التقيته خلال مقابلة معه كان يتذكر سنوات من تجربته الحربية كجندي إماراتي يبلغ من العمر 27 عاماً حصل على تدريب جيد لكنه يشارك للمرة الأولى في معركة حقيقية. قال لي: بعد هذه العملية، بعد حرب حقيقية تبدل تفكيري تماماً. لقد نشأت في هذا البلد، بمستويات معيشية جيدة وتعليم جيد، ثم انتقلت فجأة إلى منطقة حرب، بعيداً عن أصدقائي وعائلتي، وأولادي. إنها الوحدة التي تجعلك تقدر الحياة. رأيت الفقر والمعاناة في اليمن، ما جعلني أكثر حرصا على ضرورة حماية وطننا".