العرب: الانتقالي يخوض حراكا دبلوماسيا ماراثونية للجنوب

> عدن "الأيام" العرب:

>
تشهد الساحة اليمنية حالة سيولة على وقع تحركات أممية حثيثة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف مطول لإطلاق النار، يقود إلى مفاوضات تنهي الأزمة. لكن بعض الأطراف اليمنية، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، لا تخفي توجسها من أي تسوية لا تأخذ بعين الاعتبار مطالبها، وعلى هذا الأساس تتحرك هذه الأطراف للضغط من أجل فرض حضورها.

وتخوض قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حراكا دبلوماسيا مكثفا في ظل تخوّفها من تهميش قضية الجنوب ضمن المفاوضات الماراثونية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم إقليمي ودولي لإنهاء الأزمة اليمنية.

ويحرص رئيس المجلس الانتقالي والعضو في مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي على التأكيد، خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدها مع دبلوماسيين ومسؤولين أجانب، على وجوب أن تكون قضية الجنوب جزءا من أي مسار مستقبلي للعملية السياسية.

ويطالب المجلس الانتقالي المنضوي ضمن مجلس القيادة الرئاسي بدولة في جنوب اليمن، ولا تبدي باقي القوى الممثلة للشرعية موقفا واضحا حيال هذا المطلب، وهي تحاول تأجيل بحثه إلى حين حسم الصراع مع الحوثيين.

ويرى مراقبون أن الموقف الدولي أيضا لا يبدو متحمسا للنظر في مطلب المجلس الانتقالي حاليا، حيث ينصب الاهتمام على إنهاء النزاع الذي نشب عام 2014، بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية في الشمال ما استدعى تدخلا عربيا بقيادة السعودية لدعم السلطة الشرعية في عام 2015.

وتبذل الأمم المتحدة حاليا بدعم من سلطنة عمان وعدد من القوى الدولية جهودا للتوصل إلى اتفاق بين الحوثيين والتحالف العربي على وقف مطول لإطلاق النار تعقبه مفاوضات حول الحل السياسي.

وتحاول المنظمة الأممية عبر مبعوثها هانس غروندبرغ البناء على التحول الإيجابي في العلاقة بين إيران والسعودية، حيث لطالما كان ينظر إلى الصراع اليمني على أنه صراع بالوكالة بين الخصمين الإقليميين.

وكان مبعوث الأمم المتحدة اختتم الثلاثاء مباحثات في العاصمة العمانية مسقط، تناولت “سبل إحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة”.

وقال غروندبرغ في بيان مقتضب إنه “التقى خلال زيارته إلى مسقط بمجموعة من كبار المسؤولين العمانيين (دون تحديدهم)”. وأضاف أنه التقى أيضا كبير مفاوضي أنصار الله (الحوثيين)، محمد عبدالسلام.

وأوضح أن المباحثات “تناولت في مجملها سبل إحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة يقودها اليمنيون”.

ويعتقد المراقبون أن تركيز الأطراف الدولية على حصر الأزمة اليمنية في صراع بين الحوثيين والسلطة الشرعية ومن خلفهم التحالف العربي يعكس قصورا واضحا في إدراك طبيعة الأزمة المركبة ومتعددة الأطراف والجوانب.

ويشيرون إلى أن عدم الأخذ في الاعتبار موقف مكون أصيل في هذه الأزمة، وهو الجنوبيون، سيعني استحالة تحقيق الاستقرار في هذا البلد، وإن تم التوصل إلى توافق مع الحوثيين.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى