أولوية حل قضية شعب الجنوب

> قضية شعب الجنوب في مضمونها وأهميتها وتأثيرها على كل ما دونها من مشاكل فرضت نفسها كأولوية، يترتب على حلها معالجة كل مشاكل المنطقة ورغم المحاولات التي جرت بعدم الاعتراف بها كقضية سياسية في جوهرها، تعثر وفشل مشروع الوحدة بين،(ج ي د ش) و(ج ع ي) فشنت (ج ع ي) حربا ضروسا في عام 1994 م ضد (ج ي د ش) واجتاحت جيوش صنعاء مدعومة بقبائل (ج ع ي) وقوى التطرف والإرهاب حدود الجنوب وتم ضم وإلحاق الجنوب، وأصبح شعب الجنوب العربي يرزح تحت احتلال يمني متخلف، وأصبحت كل المنطقة في برها وبحرها وجوها ملغومة بهذا الاحتلال، ومثلما فشلت الوحدة فشلت دولة الاحتلال أيضا في إدارة الجنوب والشمال، لعدم قدرتها على معرفة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لشعب الجنوب ولتخلف إدارة تلك الدولة وعدم قدرتها على إدارة مساحة أكبر مترامية الأطراف وسكان أكثر بتنوع ثقافي واجتماعي واقتصادي، فانتشر الفساد والظلم وتدهورت معيشة الناس وخدماتهم، وانهارت القيم والأخلاق فاختل الأمن والاستقرار وانتشر الإرهاب وتعثرت التنمية وانتشر الفقر والجهل والمرض، وتوسعت الفوارق الاجتماعية بين مراكز النفوذ اليمنية وعامة الناس والفوارق بين شعب الجنوب العربي المحتل والشعب في دولة الاحتلال الجمهورية العربية اليمنية، وظهر التمايز في المواطنة و اختل ميزان العدل فانفجر الصراع على ثروات الجنوب بين مراكز النفوذ اليمنية، وتجسد في ما سميت بثورة الشباب وجاءت المبادرة الخليجية والذي اشترط الرئيس اليمني السابق الموافقة على هذه المبادرة، بأن تشمل حل القضية الجنوبية لإدراكه بأنها جذر المشكلة، وبأنها أولوية على كل القضايا، فكانت القضية الأولى في مؤتمر حوار صنعاء، وقال عنها مؤتمر حوار صنعاء إنها مفتاح لحلول كل القضايا، ولم تستطع لجنة بناء الدولة أن تنجز عملها إلا بعد أن أنجزت لجنة قضية شعب الجنوب مهامها، وتم الاعتراف رسميا بأن وحدة 22 مايو انتهت، وأن هناك قضية لشعب الجنوب، ولكن لم يحل مؤتمر حوار صنعاء القضية حلا صحيحا، بل رغم اعترافه بأولويتها وبأن الوحدة انتهت وكان الحل الصحيح أن يعود الوضع إلى ما قبل 22 مايو 90م، لكن للأسف حاول حلها حلا خاطئا، ضمن حل المشاكل الأخرى، واتخذ حل الدولة الاتحادية باعتباره أيضا حلا لقضية شعب الجنوب وهذا ما رفضه شعب الجنوب، وبعد أن أقر فريق القضية الجنوبية، أن حلها يأتي من خلال الدولة الاتحادية، بدءا بفريق بناء الدولة عمله على أساس مخرجات فريق القضية الجنوبية، وهكذا اكتسبت القضية الجنوبية أولوية على كل القضايا فكيف لمجلس القيادة الرئاسي أن يأتي اليوم ليكلف الجنوبيبن في مجلس القيادة الرئاسي، بوضع تصورهم لشكل الدولة قبل أن تحل قضية شعب الجنوب وحتى قبل أن ينجز إطار تفاوضي لحلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى