البناء الحقيقي يبدأ من الداخل

> نحن بحاجة للوصول إلى عقول المكونات و الأشخاص التي نتحاور معها بغية الانسجام بالأهداف و الرؤى على الرغم من الخلفية التي يأتي من خلالها كل مكوّن أو الأفراد أو حتى الأحزاب. وبالعكس ينتظر منّا هؤلاء الثقة ليستطيعوا البناء عليها. ولغة التواصل مطلوبة و تأهيلهم لذلك مطلوب. فالغالبية لم تجد الفرصة لخوض غمار هكذا تجربة عملية. هذا النهج يكسر كل تلك الإشاعات والحواجز التي تتمترس خلفها عقليات لم تستطع التخلي عن شطحاتها والبناء الحقيقي يبدأ ويرتكز عليه من المجلس الانتقالي الجنوبي والرؤية التي يعمل عليها اليوم هي أن يتم استيعاب (الجنوبيين) ككل وهي فرصة تتسق وتتفق عليها المكونات التي تحمل من فكر متحرر من السطوة و العادات البالية أو أن المجلس الانتقالي خاص بفكر معيّن أو يحمل تبعات الماضي. كما يجب النظر بقوة وأمانة وعن قناعة للشباب وضّخ دماء جديدة لها رؤيتها وفقا لواقعها مع الالتزام بالقضية المحورية وهي الجنوب. كل ذلك ستعمل عملية الحوار على دحضه دون غوغاء أو الدخول في ضوضاء السوشيال الميديا من خلال التفكير و العمل على تأسيس أكاديمية الحوار و القانون التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، وأن يتم تطوير لجنة الحوار لتصبح هيئة وطنية بمشاركة واسعة لكل الطيف السياسي الجنوبي وتستمر في أداء عملها باعتبار مسار الحوار هو الوسيلة الفضلى لجمع الكلمة و البعد عن الشتات. ولا ننسى ولا يجوز لنا أن نهمل جانبا مهما آخر من جوانب عملية البناء السليم وهي قضية لاتقل أهمية عن غيرها من الجوانب ألا وهي طرد و عدم قبول فكرة المحاصصة داخل المجلس الانتقالي، لأنها عامل هدم لا يتوافق و الرؤية الحالية وعلى المكونات و الأحزاب الجنوبية أن تتخلى تماما عن فكرة هدّامة كتلك التي خاضها العديد منهم أفرادا و جماعات عندما كان نظام الجمهورية العربية اليمنية وأحزابه وقبائله يدفعون به وما زالوا لخلط الأوراق وأن تظل مراكزهم كما هي بعيدة عن الضرر والإخفاق. كما يقع علينا جميعا أن لا نهمل قضية التعليم، نعم التعليم من بناء البذرة الحقيقية لأبنائنا، لأنهم تضرروا، جيلا بعد جيل بسبب التهور وعدم العقلانية حتى أصبحوا أجسادا بلا عقول ترتطم بأهواء الساسة وأحزاب لم تحمل في برامجها غير المناكفات و خرق الالتزامات، بل وجيشت الدين لتحقيق مآرب أخرى فتم استغلال الأطفال و الشباب وتطويعهم فأغرقوا في وحل المهاترات بسبب غفوتنا عنهم. أخيرا وليس آخرا،  يقال: السفن لا تغرق من المياه المحيطة بها، بل تغرق بسبب المياه التي تتسرب إليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى