محمود أحمد سالم الصبيحي.. الأسد طليقا

> خرجنا من السجن شم الأنوف

كما تخرج الأسد من غابها

نمر على شفرات السيوف

و نأتي المنية من بابها

(الزبيري)

خرج البطل محمود أحمد سالم الصبيحي و معه زميله اللواء ناصر منصور هادي، من السجن بعد ثماني سنوات من تقييد حريته، و كنا نحسبه دائما سجانا لساجنيه، لأن محمود من المهابة أن لا يكون أسيرا باللفظ المجازي الخارق للعادة، فهو معجون منذ نشأته الأولى بأزيز الرصاص وغبار المعارك دفاعا عن الوطن و لا شيء سوى الوطن.

نسوق هذا الكلام و نحن نرحب به في وطنه و بين أهله من يومنا هذا 23 رمضان الجمعة المباركة الرابعة من الشهر الفضيل. وسيجد في عرينه في (عزافة) وفي بيته أنه قد فقد اثنين من أبنائه فلذات كبده، و سيجد أن كثيرين ممن كانوا إلى جواره ورافقوه وزاملوه قد رحلوا أيضا، لكن الثابت الوحيد عند محمود أحمد سالم الصبيحي هو الوطن.

لا أريد الخوض في السفر النضالي المشرف للصبيحي البطل ولكن أذكر فقط، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، بملحمته القتالية النضالية في حرب العدوان على الجنوب في صيف 1994م على النطاق الجغرافي الممتد من طور الباحة الوهط و رأس عمران و الساحل حتى خرز و المضاربة، في ظل موازين قوى تميل للعدو و خيانات تكشفت وجوهها القبيحة أثناء المعارك أو بعدها.

و كانت معركته مع العدو في خرز هي المعركة التي كبدت العدو الغازي مئات القتلى كما يعرف المعاصرون لتلك الحرب .

نقول ذلك لأبنائنا الشباب ممن لم يدركوا هذه المرحلة وإن كانوا قد أدركوا المرحلة التالية بعد عودة محمود البطل من منفاه القسري في الكويت، بعد تلك الحرب الظالمة على الجنوب حيث قضى هناك أكثر من خمسة عشر عاما.

و عندما عاد إلى وطنه عاد ليلتحق بجبهات القتال في غير موقع مقاتلا و حاملا - كعادته - روحه في كفه متصديا للإرهاب و محاولا إصلاح الأوضاع الأمنية و العسكرية التي كانت قد ساءت إلى درجة تنذر بالانفلات التام.

و من منا لا يذكر صولاته و جولاته تلك في لحج و أبين وعدن وغيرها وصوته الهادر، منتقدا التراخي و التسيب و محاولا النفخ في النفوس الميتة والضعيفة لكي تستفيق من غفلتها التي زادها الربيع العبري ابتداء من العام 2011 م موتا على موت و تسيب فوق الذي قد كان.

للأسد الصبيحي ألف تحية سجينا كان أو طليقا حرا كأسد الغاب.

هو إضافة لوطنه - وأي إضافة - كبيرا شامخا معطاء عالي الهمة.

فليكن كل حر وطني في الجنوب إلى جانبه و في صفه دائما و لنمكنه من مواصلة مسيرته التي بدأها شابا و لم تتوقف يوما أبدا.

تحية لك أيها البطل محمود أحمد سالم الصبيحي.
خاص بـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى