نحن الآن في سمر أهل النقعة

> مايحدث امامنا هو كما، قال المثل الحضرمي - كما سمر أهل النقعة - إذ اخترع أهل هذه البلدة الشهيرة في ضواحي غيل باوزيربأهلها الكرام والمشهود، لهم سمرهم الذي يجنبهم متاعب السهر والكلام الفاضي. فحين يطول السمر ولاشيء جدوى منه أصلا، يطفئون السراج ويتسامرون في الغدرة، ومن نام نام ماشي عليه ملام ولاكلام. وهذا هو ماينطبق علينا اليوم، فما إن جرت الترتيبات الأخيرة في صنعاء وما أسفر عنها من انفراجات وسبل تفضي إلى السلام القادم، وظهور أوضاع سياسية وجغرافية ودبلوماسية جديدة، إثر تفاهمات مع الحكم فيً صنعاء والسعوديين وكذا العمانيين. ومن هذا المدخل تغيرت الأجواء في الجنوب وتساؤل السياسيين والرأي العام ماذا بشأننا؟ وهرول كل هؤلاء نحو الرياض وسخنت الأجواء أيضا حين تسربت أنباء أن هناك ترتيبات قادمة، ستصبح واقعا على الأرض وهذا ما أيقظ مخاوف الجنوب والانتقالي وكل من له علاقة من مكونات الجنوب كله، بمافيها حضرموت والمهرة وسقطرى،

ومن دون تفنيدات جمة وكل يسقط كلاما هنا وحديثا هناك ومن دون مواجهات ولا حوار من أي نوع كان. بدا الأمر -كما سمر أهل النقعة - من نهض وفكر في ما أطلق من دعوات وتلميحات وبالونات في شأن الجنوب وتقرير المصير . والتي نادى بها الانتقالي فجأة. و أن مشارف الاستقلال على الأبواب، وحين ارتفع الصوت و رشنت المدارة وازداد الرزيح، وكل يفكر في ماهو نصيبه من الاستقلال القادم أو الدولة القادمة أو النظام المقبل. طبعا الانتقالي يعتبر نفسه الأب الأكبر. وهناك من لمح من المكونات أنها ستندمج معه وتبارك خطواته. وغيرها يراقب سواء كان هنا أو في الرياض، ومثلهما فعل مؤتمر جامع حضرموت، لحق بالقوم وإن نهض متأخرا على اعتبار أنهم اشتكوا ومعهم السلطة والنخب الحضرمية من عدم إشراكهم في المفاوضات المزمع أن تجري وكان خوفهم القديم الجديد من أن يتم التهامهم في غفلة، ثم يقال لهم أنتم حضرموت جوهرة في بطن حوت.

ولكن إلى أي مدى مافعله الجامع كان ناجحا، بمن أراد من وجوه تتكرر، كلما صاح صائح في الجنوب، وأن علينا أن نتفق أنهم وإن تأخروا إلا أنهم سلكوا طريقة - سمر أهل النقعة -وليس أكثر ولا أقل من هذا. مايدور في نفس المخاوف.

صحيح نحن نشاهد مايتم من إجراءات وكلها في صنعاء ومع جماعات أنصار الله هناك، أما الانتقالي الذي وعدوه، تارة بخديعة الاستفتاء وتارة بحوار إطاري كما حدث في السودان ولم ينجح، وتركوه يجري بين العواصم وهناك الجامع الحضرمي، الذي عاد يبحث عن الحرس القديم، ومعه بقية الحضارم في غياب تام مما يدور ولم، يهمس لهم أحد ماذا خلف الستارة تلك.

نحن نعيش الآن - سمر أهل النقعة - كل يطلق مايريده من كلام، ولكن ومن دون أن يرى أحدهما الآخر، الانتقالي والجامع الحضرمي ومابينهما من حذر وتنافر غير مرئي.

نحن نعيش فعلا هذا السمر ومن بايفقش عيونه بكيفه ومن نام نام، والصباح رباح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى