هل فكرنا فيها بهذه الصورة؟

> إننا ضيوف في منزل الله تعالى (عالم الوجود)، في كل ركن من هذا البيت الكبير نحن نصادف نلتقي ونُحَيي الحضور من مختلف الخلفيات ونختلط بهم ونتحدث إليهم .

مرات عديدة يدعونا المُضيف الجليل (عز وجل) للجلوس حول المائدة، و يضع أمامنا سلة مليئة بالطعام (الروحاني والمادي). هنا يأتي دورنا في مشاركة الآخرين هذه النعم والآلاء المتوافرة أمامنا، وخاصة مشاركة أولئك الذين لا تصل أياديهم لتلك السلة وإعطائهم سهمهم من هذه النعم و البركات السماوية.

هنا هل فكرنا ماذا سيحصل لو قصرنا في واجبنا؟

أكيد سيحمل المضيف الجليل تلك السلة المليئة بنعمة السعادة، ليضعها في مكان آخر، أو يوزعها بنفسه على ضيوفه الأعزاء، إذن بمحبة الله تتسع قلوبنا لتضم الجميع وبالمشاركة تدوم لنا نعم الله وتتضاعف البركات وننال السرور الأبدي.

يوضح لنا حضرة عباس أفندي منشأ السرور الأبدي بهذا المثل الرائع:

"أسأل الله أن يمنّ على القلوب بالانشراح، وأن يوسّع على أحبّائه، ولا يمكن أن يتأتّي انشراح القلوب إلا بمحبّة الله. وبالرّغم من أنّ الانشراح قد يحصل من أمور أخرى إلاّ أنّه انشراح عرضيّ مؤقّت سرعان ما يتبدّل بالضّيق. وأمّا السّرور والانشراح اللّذان يتأتّيان من محبّة الله فأبديّان. على أنّ لجميع المسرّات والملذّات الدّنيويّة بريقًا خلاّبًا عن بعد، فإذا اقتربت منها وجدتها سرابًا خداعًا لا حقيقة فيه".

ولا شكّ أنّكم قرأتم في حكمة سليمان أنّه قال: عندما كنت طفلا كنت أظنّ أنّ اللّذّة في الرّكوب والتّرحال. فلما بلغت الشّباب ورأيت أنّه لا لذّة في النّزهة والرّكوب والتّرحال قلت لنفسي بل اللّذّة في السّلطة والاقتدار والحكم. فلما بلغت السّلطة وجدتها هي الأخرى لا لذّة فيها. وكذلك كان شأن كلّ شيء يبدو لنظري برّاقًا. فإذا ما بلغته لا أجد له لذّة. ففهمت أنّ السّرور هو في محبّة الله.

وإذا كان سرور الإنسان في الصّحّة فإنّ الصّحّة قد تزول في يوم من الأيّام. فممّا لا شكّ فيه إذن أنّ الصّحّة ليست سببًا للسّرور. وإذا كان سرور الإنسان كامنًا في الثّروة فإنّ الثّروة قد تزول. وإذا كان سروره في المنصب فإنّ المنصب قد يضيع من يده. وطالما كان السّبب قابلا للزّوال كان المسبِّب كذلك زائلا. ولكن عندما يكون سبب السّرور هو الفيض الإلهيّ، يكون ذلك السّرور أبديًّا، ذلك لأنّ الفيوضات الإلهيّة أبديّة. ولمّا كانت محبّة الله أبديّة، فإنّ الإنسان إذا تعلّق قلبه بالفيض الإلهيّ استقرّت في قلبه المحبّة الإلهيّة وكان سروره أبديًّا. وما تعلّق القلب بالأمور الفانية إلاّ ارتدّ يائسًا آخر الأمر، إلاّ محبّة الله ومحبّة العالم الإنسانيّ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى