تقرير: الشرق الأوسط يتحول إلى جبهة مواجهة بين بكين وواشنطن

> واشنطن "الأيام" العرب:

> ​سلط تقرير نشرته وكالة بلومبرغ الأميركية الضوء على جهود الصين لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط في منافسة مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى ملامح حرب باردة بين القوتين العالميتين.

واعتبرت أن ملامح هذه الحرب أصبحت أكثر وضوحا بعد أن نجحت الوساطة الصينية في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين: إيران والسعودية حيث توصلا برعاية بكين لاتفاق تاريخي أنهى سبع سنوات من القطيعة.

ورأت الوكالة الأميركية أن الصين تترك بصمة في الشرق الأوسط وبشكل لم يكن متوقعا في فترة لم يكن من الممكن تخمينها قبل ستة أشهر.

وانخرطت الصين في معالجة أزمات دولية على خلاف انكفائها في السابق لتمتد وساطتها وتدخلاتها في المناطق المعروفة تقليديا بأنها مناطق نفوذ للدبلوماسية الأميركية وآخرها منطقة الشرق الأوسط التي انفتحت بعد المصالحة الإيرانية السعودية على تغييرات وخارطة علاقات جديدة.

وتسببت مواقف الإدارة الأميركية بقيادة الديمقراطي جو بايدن في برود في العلاقات الأميركية الخليجية خاصة بعد موقفها الضعيف من الاعتداءات الحوثية على كل من السعودية وأبوظبي إضافة إلى موقفها اللين تجاه أنشطة إيرانية يعتبرها الخليج تهديدا لأمنه وذلك قبل أن تنخرط الدول الخليجية في حوار مع الجمهورية الإسلامية بدفع صيني.

وولت دول خليجية تتقدمها السعودية وجهها شرقا موسعة نطاق التعاون مع الصين في مختلف المجالات من الطاقة إلى الاستثمارات إلى القطاع المصرفي وغيرها من القطاعات الحيوية.

ولفتت بلومبرغ إلى تنشيط الصين لدبلوماسيتها في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الصيني تشين غانغ أطلق جهودا لتشجيع استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.

وقالت أيضا إنه "على الصعيد المالي، افتتح البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ومقره بكين أول مكتب خارجي له في أبوظبي، بينما يهدف مقر المكتب التشغيلي للبنك في سوق أبوظبي العالمي إلى العمل كوجهة إستراتيجية لدعم أجندته".

وكان لافتا منذ نحو 10 سنوات أن افتتاح بكين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وهو بنك تنمية متعدد الأطراف، تم تصميمه ردا من الصين لكبح الهيمنة المالية العالمية الغربية من خلال مؤسسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

ولم يكن تحرك الصين عشوائيا فقد جاء على إثر توتر العلاقات الأميركية الخليجية خاصة مع السعودية منذ قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في 2018، وهي القضية التي حاول الرئيس الأميركي جو بايدن توظيفها حتى قبل توليه الرئاسة (خلال الحملة الانتخابية) للضغط على المملكة ومحاولة عزل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دوليا. وكان بايدن قد وعد بجعل المملكة دولة منبوذة قبل أن يتراجع عن ذلك من خلال قيامه بزيارة إلى جدة التقى خلالها الأمير محمد، طالبا من الرياض التراجع عن قرار اتخذه تحالف أوبك بخفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا وعاد منها خالي الوفاض.

وقالت الوكالة الأميركية إن تحرك الصين جاء في أعقاب الصدمة في واشنطن عندما رفضت السعودية وأعضاء أوبك+ طلب الولايات المتحدة زيادة الإنتاج وخفضته في وقت سابق من هذا الشهر (تخفيض جديد بما يقرب من مليون برميل يوميا).

واعتبرت أن السعودية في ظل الأمير محمد بن سلمان "تغادر فلك واشنطن سريعا لصالح بكين"، موضحة أن "ربط أسعار الصرف في الشرق الأوسط  بالدولار لا يزال رابطا قويا للولايات المتحدة كما هو الحال بالنسبة لعلاقاتها العسكرية القوية والدائمة"، مضيفة أن "الحكومة الأميركية لم تفقد كل شيء حتى الآن".

لكن الوكالة أشارت نقلا عن خبراء إلى أن هناك مؤشرات على تغيرات في هذا المجال، موضحة أن الإمارات أجرت في الشهر الماضي أول تسوية لصادرات الغاز الطبيعي إلى الصين مقومة باليوان الصيني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى