حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه من المرجح ارتفاع متوسط درجة الحرارة السنوية في العالم لأعلى من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لأول مرة خلال الأعوام الخمسة المقبلة وقدرت حدوث ذلك بنسبة 66 %

الجدير ذكره هو أن 195 دولة قد وقعت على برتوكول العمل بالحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة وذلك في مؤتمر المناخ الأممي في باريس في العام 1995م والتي تهدف إلى الوصول إلى تثبيت تركيزات الغازات(الأوزون) في الغلاف الجوي عند الحد الذي لا يضر النظام البيئي وبالتالي حماية الإنسان من خطر يصل إلى النقص في الغذاء والماء وأي عوامل ضرورية للبقاء(صحيفة الاقتصادية).

وتعتبر هذه التوقعات مخيفة على اقتصاديات دول العالم عامة والفقيرة تحديدا.

إننا فعليا نختبر ارتفاع درجات الحرارة عاما بعد عام على مستوى الوطن وعدن خاصة، وما يزيد من حدة درجات الحرارة والرطوبة العالية فيها كونها شبه جزيرة وقربها من خط الاستواء.

وللعلم، هناك أجواء مناخية شبيهة بـ "عدن"(حرارة ورطوبة) في مدن ومناطق جغرافية عديدة حول العالم ( كل دول الخليج، أغلب مناطق الهند، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء من أفريقيا).

ولعل الاختراعات والاستكشافات العلمية قد قدمت منتجات ووسائل للتخفيف (كثيرا) من مثل هكذا حالات الحر الشديد بالذات في فصل الصيف، أحد هذه الاختراعات هو "مكيف الهواء - 1902م",

[ الكنديشن] والذي "تطور تكنولوجيا" منذ اختراعه حجما وسعة وشكلا وخدمة وغرضا.. ولكن ومنذ اختراعه وظهوره بقي على متطلب واحد لم يتغير، إذ أن أي مكيف هواء (أيا كان حجمه/سعته/غرضه) يتطلب أساسا "طاقة كهربائية" لتشغيله, بغض النظر عن مصادرها (تقليدية، شمسية، رياح.. إلخ).

وتقوم حكومات أغلب دول عالم ذات "المناخ الحار والرطب" بتوفير الطاقة الكهربائية لمواطنيها بيسر وسهولة واستدامة و"بتكلفة" تعكس في واقع الأمر "مستوى معيشتهم (دخلهم) " .

والحكومات بذلك تجني منافع كثيرة، منها تحسن في صحة/أداء المواطن/ الموظف/الطالب/ المراكز/المؤسسات الخدماتية/المجتمعية. والأهم نموا وتوسعا في النشاط الاقتصادي (إنتاج، توزيع، استهلاك..).

للأسف، في عدن الحارة والرطبة، فاستدامة توفير الطاقة الكهربائية هي في ذيل اهتمامات الحكومة،

وهي بذلك "تختلس" عمدا "رفاه ورخاء وراحة" المواطن (العادي طبعا). ويتمثل هذا "الاختلاس" المشين والمتعمد في عدم "اكتراث" القائمين والمسؤولين بمعاناة وبأنين المواطن(الفقير والمطحون) في هذا الصدد. إن "معضلة" كهرباء عدن ليست حديثة العهد، لقد عايشتها وتعاقبت عليها ست حكومات(أو أكثر) ضمت وزراء كهرباء (على 300 ميجا واط!!!)، انتقلت خلالها من السيء إلى الأسوأ إلى حافة الانهيار (متوسط6- 8 ساعة يوميا).

فهل نشهد تحولا إيجابيا في "كهرباء عدن" على ضوء "التطورات الأخيرة" على أرض الجنوب لأن المواطن متفائل...

وفي الاتنتظار!!!