نوح الباكيات على شبح وحدة مقبورة

> مالبثت قنوات ومواقع الإخونج المسلمين تكشر عن أنيابها حين راحت تفرد مساحات واسعة ومقابلات وبرامج ومقالات، للحديث عن منجز الوحدة التي تنعق عليه نعيق الغربان على بقايا الديار المهدومة، وهي بذلك تحاول تقديم حزبها ومن خلالها الآن على أنهما حامي الحمى المتشدق بأفواه مقعرة ووجوه سفيهة سفعاء لاتعرف الوجل ولا يكسوها مسحة من الخجل، وتولت هذه بالذات قناتا المهرية وبلقيس ويمن شباب إضافة إلى مواقع الوقيعة والدس والتدليس هذه المهمة العفنة.

طبعا نحن في شعب الجنوب لم نعراهتماما لكل هذا الزعيق والنباح والعويل لماذا؟ لأن ماضي هذه الوحدة القريب الذي عشناه مع تلك القوى السياسية التي حكمت بأسمها بعد غزو صيف 1994م للجنوب وبالذات حزب الإصلاح يعد ماضيا أسودا كالحا قاتما معفنا مشؤوما للاعتبارات الآتية:

- إن حزب الإصلاح كان أول الرافضين لمشروع الوحدة من خلال تصريحات رموزه الذين قالوا إنهم لايريدون الوحدة مع شيوعيين كما يحلو لهم في نعت الجنوب كله بالشيوعية.

لم يكفهم الرفض فحسب بل وعندما كانوا شركاء في الحكم بعد عام 1990 مثلوا الخنجر المسموم الذي يطعن مايتم الاتفاق عليه وباتفاق مع حليفهم مؤتمر علي عبدالله صالح.

تولوا المهمة القذرة في غزو 1994م من خلال إصدار فتاوى التكفير بحق الجنوبيين، كمافعلها قبلهم الصفي بن أحمد الحسن في غزوه للجنوب بعد أن كان ضيفا ولاجئا عند الأمير حسين عبدالقادر اليافعي أمير لحج وعدن وأبين، الذي أكرمه ووقف إلى جانبه ليعود إلى ضوران في سلم الحكم، ولكنه -أي الصفي- بمجرد عودته أعد العدة لغزو الجنوب واحتلاله بالكثرة العددية كما قال مؤرخوهم.

لم يقتصر دور الإصلاح على الإفتاء والقتال والغزو للجنوب في 94 م بل تجاوز ذلك إلى ذهاب شيخهم الزنداني لإحضار الأفغان العرب وجعلهم رأس حربه في عمليات الاغتيالات لكبار المسؤولين الجنوبين وتصدير القاعدة وجعل لها موطئ قدم في الجنوب.

وصل ببعض قادتهم المفلسين نائب برلماني القول في قناة فضائية إن الوحدة التي أفتوا برفضها ذات يوم. أن الوحدة كالصلاة فمن تركهما فقد كفر !! في توظيف الدين والقرآن الكريم لصالح حساباتهم ومشاريعهم السياسية المثخنة بالنتانة والأوحال، وزراعة الأحقاد والقتل والكراهية تحت غاية الدين العظيمة التي يرونها حقا لهم وتوظيفها لمايخدم مآربهم.

تضليل العدالة والقضاء بوثائق مزورة للبسط على مساحات شاسعة استثمارية بدعوى امتلاكها في أراضي المنطقة الحرة عدن، فيما ذهب بعض قادتهم إلى تأسيس شركات استثمارية وهمية عن طريق سرقة ونهب أموال الناس عن طريق الاستثمار بأسهم مزيفة ( شركة الأسماك وزعيمها الزنداني ).

استهداف العملية التعليمية في زراعة وبذر الإرهاب منذ السنين الأولى في مدارس التعليم الأساسي ومابعده، من خلال تشبثهم بمقعد التربية والتعليم لغرس افكارهم ومشاريعهم السقيمة في نفوس النشء، والاستيلاء على منابر المساجد بالذات في الجنوب، لمحاولات فرض رؤاهم على عامة الناس ومن لم يذعن إطلاق يد عناصر التطرف لإلصاق التهم وبالتالي التصفية الجسدية.

تحالف الإصلاح والمؤتمر في اغتيال الجنوبيين أفصح عنه الشيخ طارق الفضلي ذات مرة على قناة اليمن اليوم في لقاء أجرته معه رحمة حجيرة من خلال استدعائهم إلى صنعاء والطلب منهم -أي جماعات الأفغان العرب- باستعادة دورهم في الاغتيالات لعناصر الحراك الجنوبي السلمي.

كنا نعتقد أن حزب كهذا ومعه كل القوى السياسية الشمالية الإجرامية ستحاول التكفير عن خطاياها وعقلنة خطابها السياسي وأفعالها الشيطانية تجاه الجنوب بمختلف الوسائل والحيل منها تصدير الإرهاب، وزراعة الخطاب والمصطلحات المناطقية القذرة، والإصرار على بث العدائية ضد كل ماهو جنوبي وكل ماله علاقة بتاريخ وهوية وإنسان وقضية شعب الجنوب. لكن مالم يحدث إطلاقا ولا يزال سعيرهم يزداد.

تزوير وعي الشعب اليمني الشمالي من خلال التحريض على إعادة الغزوات للجنوب، بنفس الشعارات ونفس الأساليب ونفس الطرق، التي باتت مكشوفة ورخيصة لدى شعبنا. ففي الوقت الذي تم طردهم -ظهر أحمر- من قبل الحوثيين من كافة مناطق ومدن الشمال وإزاء كل هذا وجهوا البوصلة جنوبا في كل شيء حربا وغزوا وتكفيرا وخطابا ووو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى