"الأيام" تنشر حقائق مخفية عن عمليات التهريب غير الشرعية للأفارقة

> هشام عطيري:

>
  • العبودية في لحج.. مائتا ريال سعودي لكل أفريقي
  • مخاوف من تحول مديرية المضاربة وراس العارة إلى قرى يسكنها أفارقة مسيحيون
  • عصابات تهريب الأفارقة.. هل الاتجار هدفهم؟ أم خطة للاستيطان في الجنوب؟
  • مهربون يستخدمون العنف والتعذيب للحصول على الأموال من الأفارقة

نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لثلاثة مهاجرين أفارقة غير شرعيين، كانوا ضحايا تعذيب من قبل عصابات التهريب وهو ما يكشف حجم ما يحدث من قبل المهربين في مناطق مديرية المضاربة وراس العارة في لحج وأجزاء من تعز، والتي تعتبر من أهم مواقع عمليات استقبال المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي، ويحدث ذلك عن طريق وكلاء في الداخل اليمني، يعملون ضمن شبكة دولية منتشرة في جميع أنحاء العالم تعمل على تنسيق عمليات التهريب حتى الوصول إلى الموقع النهائي.

عدم استقرار
في ظل عدم الاستقرار الذي تشهده البلاد جراء الصراعات العسكرية والقبلية، نشطت عمليات التهريب والاتجار بالبشر، التي تعود على المهربين بمبالغ كبيرة تقدر بمئات الملايين من الريالات السعودية، حيث أنشئت المئات من الأحواش بحسب بعض المصادر المحلية، التي تأوي الأفارقة بشكل مؤقت بهدف تهريبهم إلى دول الجوار مقابل مبالغ مالية تدفع للمهربين ومالكي الأحواش بالريال السعودي، عن كل ليلة يقضيها الأفارقة في الحوش، ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد الأحواش التي يستخدمها المهربون، حيث تنشأ تلك الأحواش في مناطق قبلية لا تستطيع أجهزة الأمن الوصول إليها، ويقدر عددها بأكثر من مائة حوش.


شهود عيان في لحج قالوا إنهم يشاهدون العديد من سيارات الدفع الرباعي، تمر بشكل يومي في المساء، تسلك طرقا زراعية محملة بعشرات من الأفارقة، ثم يتم نقلهم بحافلات إلى مناطق أخرى في الشمال وفق برنامج المهربين.

تعذيب
يتعرض الأفارقة للتعذيب من قبل المهربين بشتى صنوف العذاب، لإرغامهم على التواصل بأسرهم في أفريقيا لتحويل مبالغ مالية أو اتصال المهربين شخصيا بأسَر الأفارقة، لابتزازهم من خلال إسماعهم أصوات أبنائهم بالتلفون وهو يتعرض للتعذيب، وأحيانا يصل هذا التعذيب للوفاة وقد سجلت العديد من حوادث الوفاه سابقا لمهاجرين أفارقة جراء التعذيب، حيث يتم إنزال الأفارقة في سواحل راس العارة، وتتم عملية الفرز لهؤلاء المهاجرين بحسب ديانته وقبيلته، عبر أفارقة متعاونين مع المهربين، فمن هو من قبيلة التجراي والأماراي ذات الديانة المسيحية، يتم نقلهم إلى مواقع الأحواش ليتم الاهتمام بهم وإطعامهم، وأما من كانوا من الأورمو يقوم المهربون بإخلاء سبيلهم لمعرفتهم بأنهم فقراء وغير قادرين على الدفع، فتجد العشرات والمئات من الأفارقة الأورمو في الطرقات الرئيسية، على أمل الوصول لمبتغاهم مما شكل معضلة حقيقية جراء تزايد أعدادهم بشكل يومي.

وكلاء تهريب مسيحيون
 يشير أحد الناشطين المهتمين بقضايا الاتجار بالبشر في حديثة لـ "الأيام" أن عمليات  التهريب للأحباش كانت تتم في السابق من خلال وكلاء مسيحيين في أثيوبيا ومن خلالهم عبر وكلاء يمنيين، يتم نقلهم عبر القوارب ودفع إيجارهم بالعملة السعودية، وكان مالكو القوارب المهربون يرمونهم في أقرب ساحل وبعضهم يموت من العطش والجوع. تطورت العمليه خلال فترة الحرب عندما شعروا بالأمان، انتقل وكلاء التهريب الذين يحملون الديانة المسيحية إلى اليمن  بدلا عن أثيوبيا، فقاموا ببناء المنازل في أرض مملوكة ليمنيين مقابل مائتي ريال سعودي على كل مهاجر غير شرعي، تدفع لصاحب الأرض وهو ما أدى إلى تزايد عمليات التهريب بسبب تعدد الأحواش والأمان المتوافر في المنطقة، على امتداد السواحل في راس العارة وبعض من تعز، حيث أن جميع عصابات التهريب الرئيسيين من الشمال، ولهم وكلاء محليون، وكان هناك خطة للاستيطان والتغيير السكاني في المنطقة، بهدف خبيث يساهم في إحداث حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة.


وقال هذا الناشط إن  أقل حوش يوجد فيه مهاجرون غير شرعيين، يوفر لصاحبه من عشرة إلى عشرين ألف ريال سعودي في الليله الواحدة، وأصبحت مناطق تدار فيها عمليات التهريب بواسطة الأفارقة من الديانه المسيحية، ويتحصل المهربون على مبالغ مالية كبيرة، قاموا من خلالها بعمل وإنشاء مطاعم ولوكندات للحشيش والمعسل وبيع الخمور المصنعة محليا من قبل الأحباش وبيعها على اليمنيين، وغيرها من الأعمال القذرة، وأصبح كل ذلك تحت حماية مالكي الأرض من القبائل، ويحذر الناشط من امتلاك هؤلاء الأفارقة للأسلحة وزيادة أعدادهم مقابل السكان الأصليين في المنطقة جراء استمرار عمليات التهريب.

تغير سكاني
يحذر العديد من المتابعين لعمليات التهريب والاتجار بالبشر، بتزايد أعداد المهاجرين القادمين إلى مناطق الساحل، حيث تحولت بعض المناطق إلى تجمعات سكانية خاصة بالأفارقة ممن يعتنقون الديانة المسيحية مما يشكل خطرا كبيرا على السكان المحليين، نتجية استمرار تدفقهم من القرن الأفريقي.


ويقول أحد الأشخاص من أبناء المنطقة إنهم يخافون من أن تتحول بعض مناطق مديرية المضاربة وراس العارة إلى قرى تسكنها الأغلبية المسيحية لديهم المال ومختلف أنواع الأسلحة، وما حدث في سوق راس العارة خلال الفترة الماضية من اعتداء أحد الأفارقة مسلح على مواطن، يشير إلى خطورة الوضع وهو ما دفع بتحرك شعبي ضد تواجد  الأفارقة في المنطقة الذين يشتهرون بتعاطي وتهريب الحشيش والمخدرات.

أموال تتدفق
تتدفق الكثير من الأموال إلى هذه المنطقة الساحلية عبر محلات الصرافة التي انتشرت بشكل كبير وزائد عن حاجة المواطنين، مما يثير العديد من التساؤلات،

مهربون يستخدمون العنف والتعذيب للحصول على الأموال من الأفارقة
مهربون يستخدمون العنف والتعذيب للحصول على الأموال من الأفارقة

ويتواجد أكثر من عشرين محل صرافة في منطقة صغيرة، حتى محلات بيع الأغذية و الملابس تقوم بعملية استقبال الحوالات المالية بالريال السعودي لهؤلاء الأفارقة والمهربين، وقد تكشف مراقبة حركة التحويل حجم تلك الأموال الكبيرة التي تستخدم في عمليات التهريب والاتجار بالبشر.

ويقدر عدد الأفارقة في الحوش الواحد مايقارب الألف مهاجر غير شرعي في الشهر، ويتم نقلهم إلى البيضاء- رداع، حيث تقدر حركة الأموال الواصلة إلى راس العارة ومناطقها بملايين الريالات السعودية.
 
ابتزاز
يقوم المهربون بتنسيق مسبق مع العصابات المنتشرة بترتيب أوضاع الأفارقة لتوفير أعمال لهم، إمّا بالمنازل أو المطاعم، ويدفع كل أفريقي يتحصل على عمل مبلغ شهري من مرتبه للمهرب كإتاوة جراء تشغيله.

مصدر امني
مصدر أمني أكد لـ "الأيام" : "أن ظاهرة المهاجرين الأفارقة تعد حقيقة ماثلة للعيان، والتصدي لهذه الظاهرة يتطلب عملا كبيرا وإمكانيات، مشيرا إلى أن دور الجهات المختصة في وزارة الداخلية مفقود تماما، وقد تم تنفيذ حملة أمنية سابقة لمواجهة الهجرة غيرالشرعية للأحباش ولكن فشلت هذه الحملة لأسباب عدة، منها عدم إيجاد معسكر إيواء للمهاجرين، وتوفير الوسائل لنقلهم لوطنهم الأصلي، أما الحديث عن تغيير التركيبة السكانية للمنطقة، حديث غير صحيح فمنطقة رأس العارة منطقة عبور، وهناك أحواش تابعة للمهربين يتم إيواء المهاجرين مؤقتا، بعدها يتم نقلهم لمناطق اخرى، كما نؤكد أنه لايوجد بناء وحدات سكنية للأفارقة، كما نطالب الجهات العليا بعمل حد لهذة الظاهرة".
 
مائة حوش لإيواء الأفارقة.. ومائتي ريال سعودي لكل أفريقي تسلم لمالكي الأحواش
مائة حوش لإيواء الأفارقة.. ومائتي ريال سعودي لكل أفريقي تسلم لمالكي الأحواش

بارقة أمل
شكل تنفيذ حملة أمنية خلال الأيام الماضية من قبل اللواء الثاني عمالقة السابع مشاة في مديرية طور الباحة، بارقة أمل في  توسع هذه الحملة بمشاركة العديد من الألوية الجنوبية، لمحاربة ظاهرة التهريب والاتجار بالبشر من خلال دك معاقل  المهربين.

ونجاح هذه الحملة وحصولها على التأييد الرسمي والشعبي سوف يساهم في القضاء على هذه الظاهرة المقلقة، التي تحركها عصابات دولية إضافة إلى ضرورة إعادة تجهيز وبناء خفر السواحل الذي يعد الحارس الأمين من أي عمليات تهريب، يقوم بها  التجار والشبكات الدولية، فدعم وتوفير الإمكانيات وتوعية المواطنين بخطورة ما يحدث قد يؤدي إلى استئصال هذه الظاهرة، التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طوال، وزادت حدتها مع سنوات الحرب التي زاد فيها عدد المهربين، وأعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين استوطنوا بعض مناطق الصبيحة، وتحولوا  إلى أباطرة وتجار تهريب تابعين لشبكات دولية.


خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى