مساع أممية لإنقاذ اتفاق توريد الحبوب من البحر الأسود

> كييف "الأيام" وكالات:

> ​كشفت مصادر مطلعة، اليوم الخميس، أن الأمم المتحدة اقترحت أن تبدأ أوكرانيا وروسيا وتركيا التحضير لنقل الأمونيا الروسية عبر أوكرانيا في محاولة من المنظمة لإنقاذ اتفاق يسمح بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود بأمان.

وأوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر هويته لرويترز أن الأمم المتحدة، مع الشروع في العمل التحضيري الذي بدأ الأربعاء الماضي، تريد إجراء محادثات بخصوص توسيع اتفاق أُبرم الصيف الماضي حتى يشمل المزيد من موانئ أوكرانيا وشحنات أخرى.

وسمح الاتفاق بتصدير أكثر من 30 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بدء تطبيقه في الأول من أغسطس الماضي.

ووافقت موسكو الشهر الماضي على تمديد الاتفاق لشهرين، لكنها أشارت إلى أن المبادرة ستتوقف ما لم يتم الوفاء باتفاق يستهدف التغلب على العقبات أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وتعد أوكرانيا من أكبر منتجي الحبوب ومصدريها عالميا، لكن صادراتها تضررت، إذ انخفضت خلال الموسم الحالي بواقع 26.6 في المئة لتصل إلى 32.9 مليون طن حتى مارس الماضي، متأثرة بانخفاض الحصاد وصعوبات لوجستية.

وفي تقرير عن العرض والطلب على الحبوب، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) قبل أسابيع أول توقع أولي للإنتاج العالمي من القمح لهذا العام، مع انخفاض سنوي إلى 784 مليون طن، رغم أن المحصول سيظل ثاني أعلى مستوى.

ويزيد استمرار التوتر بين الجارتين من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية هذا العام، وسط احتمال عودة الأسعار إلى الارتفاع مجددا وعدم مجازفة المشترين بزيادة الشحنات رغم انخفاض أسعار القمح الروسي.

وبعدما أدت تقلب الإمدادات إلى توسيع مكاسب تجارة الحبوب على مدى أشهر، تراجعت الأسعار خلال الفترة الأخيرة إلى مستوى ما قبل النزاع، وهو ما يشكل نقطة توازن هشة.

وأكد المصدر أن أوكرانيا وتركيا وافقتا على الاقتراح الجديد الذي يهدف إلى تحسين العمليات في البحر الأسود لتصدير الحبوب، لكن روسيا لم ترد بعد.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي يومي إن “المحادثات مستمرة والأمين العام أنطونيو غوتيريش طرح بعض الأفكار على الأطراف لتحسين تيسير عمل مركز التنسيق المشترك، وكذلك العمل على مسألة تصدير الأمونيا”.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بين موسكو وكييف في يوليو الماضي للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي احتدّت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي من أكبر الدول المصدرة للحبوب عالميا.

وقال المصدر إن الأمم المتحدة قدمت “طلبا رسميا لزعماء أوكرانيا وتركيا وروسيا يشمل مقترحا لآلية محددة تعود بالنفع على الطرفين” لتحسين عمل ممر الحبوب بشكل جذري.

وأردف “أكدت أوكرانيا وتركيا استعدادهما للعمل على الآلية التي اقترحها الأمين العام. وفي الوقت نفسه، وحتى الثلاثين من مايو 2023، لم تعط روسيا موافقتها على الرغم من وجود ترتيبات ملائمة في الآلية”.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا “قيدت بشكل غير معقول” عمل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود منذ منتصف أبريل الماضي.

في المقابل نفت روسيا ذلك وحثت جميع الأطراف على السماح بمرور الأمونيا عبر ميناء بيفديني الأوكراني بالقرب من ميناء أوديسا على البحر الأسود. وتوقف نقل الأمونيا بعد الغزو الروسي في فبراير من العام الماضي.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ليلي مصور مؤخرا، روسيا بعرقلة جميع الأنشطة في بيفديني مع عدم القدرة على تحريك 1.5 مليون طن من المنتجات الزراعية. وقال إنه “يجب أن تأخذ دول أخرى ذلك في الاعتبار”. وأضاف “يمكن لجميع الدول البحرية الآن أن ترى ما يمكن أن يهدد موانئها وسواحلها إذا وجدت روسيا طريقة لمنع الملاحة في البحر الأسود”. وتابع “بعبارة أخرى، يشكل حصار أحد الموانئ في أوكرانيا مخاطر بالغة الخطورة لدول مختلفة، لاسيما تلك التي لديها علاقات تحاول روسيا استخدامها للمضاربة بها”.

وقالت السلطات الأوكرانية إن العمال سيحتاجون إلى نحو 30 يوما لتجهيز خط الأنابيب من أجل استئناف ضخ الأمونيا. وأفاد مسؤول حكومي أوكراني بارز الثلاثاء الماضي بأن كييف تسعى للحصول على ضمانات من موسكو والأمم المتحدة بأن اتفاق الحبوب سيسري بشكل طبيعي إذا سمحت أوكرانيا لروسيا بتصدير الأمونيا عبر خط الأنابيب.

ومؤخرا أكد مصدر حكومي كبير لرويترز أن كييف ستدرس السماح بتصدير الأمونيا الروسية عبر أراضيها بشرط توسيع نطاق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ليشمل المزيد من الموانئ الأوكرانية ومجموعة أوسع من السلع الأولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى