الكشف عن توافق صيني إماراتي لخلق حليف قوي جنوب اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> بكين ساندت أبوظبي لتأمين الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن
> كشفت منصة دولية عن توافق صيني إماراتي بشأن دعم القوات الجنوبية وإنشاء حليف لبكين وأبوظبي في منطقة خليج عدن وباب المندب.

وسلطت المنصة المتخصصة في معارضة الحروب "آنتي وور" الضوء على التحركات الإماراتية والصينية جنوب اليمن المحرر من مليشيات الحوثي بعد معركة فاصلة خاضتها المقاومة الجنوبية التي تتولى اليوم مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وذكر التقرير أن الصين استمرت في دعم الجماعات اليسارية في جنوب اليمن وسلطنة عمان، تاركة طعما سيئا في فم الغرب ودول الخليج الغنية بالنفط. وعقب تمرد أهالي عدن على البريطانيين وطردهم من المدينة في 1967، ساعدت الصين في إعادة بناء جنوب اليمن وتنميته بقرض 9.8 مليون دولار في 1968، وقرض آخر بقيمة 43.2 مليون دولار في عام 1970. وبدأت التوترات بين الصين ودول الخليج في الذوبان خلال السبعينيات حيث أصبحت الصين متعطشة للنفط، وسعت إلى إعادة بناء صورتها في عيون دول الخليج الغنية بالنفط.

ولفت إلى أن لإمارات قامت بتغيير النظام البيئي في جنوب اليمن من خلال تعزيز الجماعات المقاتلة المختلفة وتأسيس وجودها على الأرض بسرعة في عدن عقب التدخل السعودي في عام 2015.

وأوضح أن الإمارات تمول وتسيطر على قوات النخبة الحضرمية، قوات النخبة الشبوانية، كتائب العمالقة، وقوات الحزام الأمني. لافتا إلى أن كل هذه المجموعات تدعم المقاومة في الجنوب، وقد أثبتوا أنهم مقاتلين شرسين في ساحة المعركة مدربين تدريبا جيدا، ومجهزين بمعدات عسكرية من الدرجة الأولى من قبل الإمارات.

وقال "لطالما كان للإمارات ثلاثة أهداف رئيسية في اليمن. فقد كانت المهمة الأولى والأكثر أهمية هي محاربة الإخوان المسلمين في اليمن وإقامة حليف قوي في المنطقة.

وأكد أن الإمارات تحالفت على نحو استراتيجي مع الجماعات المسلحة في مدن جنوب اليمن المنتشرة على الساحل. وقد عزلت الإمارات خصمها الأقوى في المنطقة بشن هذه الحرب بالوكالة ضد حزب الإصلاح.

وقال التقرير "في الوقت ذاته، أمنت الإمارات الممرات المائية قبالة الساحل اليمني لحماية الممرات الملاحية الحيوية لاقتصادها. وتعود الروابط بين الإمارات، الحراك الجنوبي، والصين إلى عام 1984، عندما أقام البلدان علاقات دبلوماسية. وقد زار أحد الآباء المؤسسين لدولة الإمارات، الشيخ زايد، الصين في عام 1990، وازدهرت علاقتهما على مدار العشرين عاما الماضية. وفي 2018، أصبح شي جين بينغ أول زعيم صيني يذهب إلى الإمارات منذ 29 عاما.

وبشأن التواجد الصيني بالمنطقة قالت المنصة "كانت إيران وسلطنة عمان هما الدولتان الوحيدتان في الشرق الأوسط اللتان تزودان الصين بالنفط في عام 1990. ولكن بحلول عام 1999، أصبحت اليمن ثاني أكبر مورد للنفط في العالم إلى الصين. وبدأت شركتا سينوبك وسينوكيم بالاستثمار في حقول النفط والغاز اليمنية منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ووقعت سينوبك صفقة بقيمة 72 مليون دولار للتنقيب عن النفط في محافظة شبوة ومحافظة حضرموت في عام 2005. وبعد ثلاث سنوات، زادت الصين من استثماراتها في النفط والغاز اليمني عندما استثمرت سينوكيم 465 مليون دولار مقابل حصة 16.78 % في القطاع 10، الواقع في شبوة الشرقية.

وطبقا للتقرير الذي أعده الباحث "جوزياه ثاير" فإن مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" توجه إلى السعودية، حيث اجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكذلك طحنون بن زايد آل نهيان ولي عهد الإما_رات، ومع أجيت دوفال مستشار الأمن القومي الهندي في وقت سابق من هذا الشهر.

وصرح البيت الأبيض أن الاجتماع كان هدفه "تعزيز رؤية المجتمعين المشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر أمانا وازدهارا، ومترابط مع الهند والعالم"، وهو بلا شك محاولة لتفنيد التحركات الأخيرة التي قامت بها الصين في منطقة الشرق الأوسط، كالانفراجة الأخيرة الذي توسطت فيها الصين بين إيران والسعودية.

وزاد "قد بدأ المد في التحول في 2017 عندما عرضت الصين التوسط في العلاقات بين إيران والسعودية. ووقعت الصين والمملكة صفقات في مجال الطاقة وتكنولوجيا الفضاء تزيد قيمتها عن 65 مليار في مارس 2017، حيث أصبحت اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

ومضى التقرير بالقول "أدركت الصين أنه بمساعدة الإمارات، فإن الاضطرابات في اليمن لن تعرض مصالحها الاقتصادية للخطر. كما لم تؤد حرب اليمن إلى إبطاء حركة المرور عبر مضيق باب المندب، بل زادت الحركة البحرية والتجارة البحرية فقط مع تقدم الحرب هناك".

وختمت المنصة الدولية تقريرها بالقول "طالما أن الحرب في اليمن لم تهدد الأمن أو المصالح المالية للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنه ليس لديهم سبب لإنهاء الحصار المفروض على اليمن، لافتا إلى أن الصين ضمنت طريقها عبر مضيق باب المندب من خلال بناء أول قاعدة عسكرية وبحرية خارج الصين في جيبوتي.

وخلال الأشهر الماضية كشفت تقرير أوروبية عن تنامي دور الصين في خليج عدن ومنطقة القرن الأفريقي، إذ ذكرت مجلة "اي. بي. إس" البلجيكية أن الحضور الصيني في منطقة خليج عدن يسير في ثلاثة اتجاهات اقتصادية وعسكرية وأخيرا سياسية، حيث تعزز نفوذ بكين في دول القرن الأفريقي بتنفيذها مشاريع اقتصادية استراتيجية هناك، وعسكريا بات للصين قاعدة عسكرية في جيبوتي، وضاعفت مؤخرا من نفوذها في اليمن والمنطقة برعايتها اتفاق مصالحة بين إيران والسعودية وهما اللاعبان الرئيسين في الساحة اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى