يعتبر سوق الأحد من أشهر الأسواق التي تمتاز بها مدينة لودر في محافظة أبين ويشهد هذا السوق عرض الكثير من البضائع سواء المحلية أو الخارجية والتي يتم انتاجها منزليًا ويكون عليها إقبال كبير من الناس المتوافدة إلى هذا السوق لاقتناء احتياجاتهم من مختلف المنتجات والمصنوعات التقليدية التي تمتاز الأسواق الشعبية بتوفيرها وبأسعار في متناول الجميع.

لكن التميز اليومي الذي تتفرد به مدينة لودر هو وجود سوق للسلاح والذي اشتهر في المدينة بشكل كبير عن بقية مدن ومديريات محافظة أبين الأخرى، كونه يتم فيه عرض مختلف أنواع القطع والأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبجميع أنواعها وصناعتها، إلى جانب توفير ذخائر تلك الأسلحة وبحسب الطلب الذي يتقدم به القادمون إلى السوق.. فحين تزور سوق السلاح تتفاجأ بالكم الكبير لتلك الأسلحة التي يتم عرضها في رفوف متناسقة، ويتنافس مالكو وبائعو تلك الأسلحة في عروضهم كأسلوب من أساليب الجذب للزبائن.

وبالقرب من المحلات التجارية المخصصة لبيع تلك الأسلحة، يقوم بائعو الأسلحة المتجولون بتجربة الأسلحة المعروضة للبيع وبيع الذخائر بكل أريحية، حيث لا يحتكمون لقوانين منع السلاح أو حيازته ويفرضون قانونهم الذي يعطيهم الصلاحية الكاملة لإعلان مزادات البيع والشراء التي تتم بعضها في المحلات التجارية المخصصة لبيع الأسلحة أو في الشارع الذي يعتبره الباعة مزادا علنيا مفتوحا.

سوق لودر لبيع السلاح قد ينافس في تنوع الأسلحة التي يقدمها سوق (مفرق الطلح) بمحافظة صعدة الذي اعتبرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في أحد استطلاعاتها في تسعينيات القرن الماضي أنه أحد أكبر التجمعات لبيع السلاح في الجزيرة العربية.. وفي مدينة لودر يتم بيع وشراء مختلف أنواع الأسلحة التي تستخدم كثيرا منها استخدامات شخصية كالحماية الشخصية أو الزينة، والبعض منها للأسف الشديد لتنفيذ اغتيالات الثأر القبلي الذي لم يجد له حد لإيقافه، حيث يظل الثأر القبلي قاتلا طليقا حرا يتجول في أرجاء بلادي يوزع الموت في كل مكان ويزرع الألم والحسرة والندم في نفوس الناس.

وقد أصبح سوق لودر لبيع السلاح نقطة التقاء لكثير من أبناء المنطقة وهو التجمع الأكثر شهرة لمن أراد أن يصل إلى هذه المدينة، وللأسف الشديد أيضًا أن سوق السلاح شهد كثيرا من عمليات قتل التي تتعلق بالثأر المتعمد أو القتل الخطأ الذي يكون ضحاياه من المدنيين والزائرين وأحيانا من الأطفال والنساء.

أكبر ضحايا سوق السلاح بمدينة لودر هو ذلك الانفجار الذي شهدته المدينة في الخامس من يوليو 2022م والذي خلف العشرات من القتلى والجرحى، والسبب في ذلك الأسلحة والذخائر التي كانت مكدسة في أحد مستودعات السلاح، عندما اشتعلت نار صغيرة فيه أدت إلى حدوث انفجار كبير وبالتالي أدى إلى انهيار المبنى الذي كان فيه المستودع بسبب انفجارات ذخائر الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وهذا الانفجار يعتبر من أسوأ الأحداث الدموية التي  شهدها سوق بيع السلاح بمدينة لودر، ومع ذلك لم يعتبر أو يتعظ تجار السلاح الذين واصلوا واستمروا في مهمتهم التي يعتبرونها روتينية.

وفي ظل التواجد الكبير لمحلات بيع وشراء مختلف أنواع الأسلحة في سوق السلاح بمدينة لودر.. تتواجد أيضا  وبصورة استثنائية ومرتبطة ارتباطا وثيقا أواني وخزانات بيع العسل الذي تشتهر به مدينة لودر إلى جانب السلاح، ويشكل العسل ثنائيًا وثيقًا إلى جانب السلاح في محلات بيع السلاح، فلا تجد أي محل لبيع الأسلحة لا يخلوا من بيع مختلف أنواع العسل الذي تشتهر به المنطقة الوسطى من محافظة أبين.

وتشهد محلات بيع السلاح تميزًا فريدًا، حيث يتم فيها عرض وبيع مختلف أنواع العسل العلب والسدر الحضرمي والشبواني والدوعني.. ويجد سوق العسل المرتبط بسوق السلاح بالإقبال الكبير من الزبائن الذين لا يقلون عن زبائن السلاح، حيث إنه لا يمكن تحديد هدف الزبون عندما يدخل المحلات هل سيشتري سلاحًا أو عسلًا ويتحدد ذلك بعد خروج الزبون من المحل.

بيع السلاح والعسل في محلات سوق لودر هو اختيار للقادم إلى هذا السوق، فأنت من تحدد فقط ما الذي ترغب في شرائه ..هل رصاصة الموت.. أو نحلة الحياة، ويعتبر شراؤك للسلاح هو شراء للموت الذي يكون بين يديك، وقد يتسبب أي خطأ بسيط لاستخدام السلاح إلى موت محقق ونهاية حياة، وقد يكون تواجد ذلك السلاح في متناول الأيدي عند لحظات الغضب سببًا مساعدًا للقتل، وفي المقابل يكون العسل شفاء لكثير من الأمراض وعلاجًا أساسيًا يتخذه كثير من المرضى لمعالجة مختلف الأمراض.